أنادي وكم ناديت سرّاً وإعلاناً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أنادي وكم ناديت سرّاً وإعلاناً | وجادلت بالحسنى وبالرفق أحيانا |
أقول لصحبي سادة السنة الأولى | لهم أصبحت في الشرق والغرب عنوانا |
أسنّة خير الرسل أم سنّة الذي | غوى فاستوى فوق المنابر لعانا |
تناهوا فإن البعض من علمائكم | سروا في ظلام النصب رجلاً وركبانا |
وقولوا لهم هل بعد قول محمد | وبعد كتاب الله تبغون تبيانا |
ركبتم بتبرير المسيء مطية | الضلال ولفَّقتم أحاديث بهتانا |
رويدكم استحيوا من الله إنكم | جعلتم رؤوس البغي للدين أركانا |
إذا ما ذكرنا المصطفى أو وصيّه | وفاطم والسبطين أعلا الورى شانا |
وجئنا بسادات الصحابة مثل صاحب | الغار والفاروق والصهر عثمانا |
ذكرتم لنا الباغي معاوي وابنه | وصخراً وعمراً والدعي ومروانا |
وهم شرّ صحب للنبي وبعده | غدوا لكلاب النار في الدين إخوانا |
قرود كما قال الرسول وإنما | رقصتم لهم لما استوى القرد سلطانا |
أما حاربوا الجبّار لما تحزّبوا | لحرب أخي المختار بغياً وطغيانا |
ولما مضى ازدادوا عتواً وأطفأوا | مصابيح بيت الدين مبدين أضغانا |
وقلتم جهاد باجتهاد وإن يكن | خطآءٌ ففي الأخرى سيجزون إحسانا |
نقول لكم هذي المساجد فاركعوا | وأنتم تقولون ادخلوا مثلنا الحانا |
صلاة إلى البيت العتيق وحبّذا | وأخرى إلى العزى عناداً وعدوانا |
تأولتموا معنى الأحاديث كيفما | تشاؤون غمطاً للدليل وكتمانا |
خذوا الحذر إن الخطب إدٌّ وبادروا | إلى التوب قبل الأوب راجين غفرانا |
دعوا قول من قلّدتموه تعصّباً | لهم واجعلوا وحي المهيمن ميزانا |
أوحيٌ كلام الهيتمي وأحمد ابن | تيمية ٍ والأشعري وسفيانا |
فتقليدهم والحق يتلى عليكم | يجر لكم يوم التغابن خسرانا |
وإن عُذِرَ الماضون في بعض ما جرى | مداهنة فالعذر لا يوجد الأنا |
سرى فيكم داء التعصّب والهوى | فصرتم به صمّاً عن الحق عميانا |
فحتام هذا الميل عمن يحبهم | من الله تزدادون قرباً وإيمانا |
وحتام دعواكم بأن خصومهم | أَديلوا بمقت الله والطرد رضوانا |
نصحناكمُ حتى سئمنا ولم نجد | لديكم بمحض النصح للحق إذعانا |
ولم نأل جهداً في مداراتكم وكم | أقمنا على الدعوى دليلاً وبرهانا |
ولكن تعالوا نحتكم ثم نبتهل | فنجعل عذاب الله يجتاح أشقانا |