مدار الشمس درت وأنت أسنى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مدار الشمس درت وأنت أسنى | وأنت لنورها الحسّي معنى |
وحكت بأخمصيك نطاق وشي | به الكرة اكتست شرفاً وحسنا |
وجبت الأرض تغرس في رباها | معارف حكمة تنمو وتجنى |
وترفع بالمكارم في ذراها | بروجاً من خلال المجد تبنى |
ذهبت الغرب فابتهج اغتباطاً | وقرَّ الشرق لما عدت عينا |
تنافست المنازل فيك حتى | ظننا بينها ترة وشحنا |
ولو يُعطَى المنى بلد لأمسى | حلو لك فيه غاية ما تمنى |
وحجّتك اعتلت بالحج لما | قضيت به لدين الله دينا |
ومن عرفاته عرف الأماني | شممت ومن منى كم نلت منّا |
وأُبْت مضمخاً بأريج أرجاء | طيبة وانقلبت بأنت منّا |
رحلت بطالع يعليك سعداً | وعدت بطائر يوليك يمنا |
إليك فؤاد هذا الملك شوقاً | يحنّ ومذ نزلت به اطمأنّا |
فبشرى دولة أصبحت فيها | عماداً تستقيم به وركنا |
ثغور رياضها ابتسمت سروراً | بعودك والهزاز بها تغنى |
أيجمل ليت شعري أن نهني | جنابك بالقدوم وأنت أغنى |
إذا ما الغيث حل بدار قوم | فمن أولى وأليق أن يهنى |
كلا الحسنين أنت اسماً ونعتاً | فأنت لذلك الحَسَن المثنى |
فما عاذ امرؤ بحماك إلا | وكنت له من المكروه حصنا |
تجاري من أردت بأي نهج | وتعرف بالفراسة ما أكنا |
كذا فليرق من رام التناهي | علا ولتنتج الآباء أبنا |
ورثت المجد عن آباء عز | لهم فوق السهى نزل وسكنى |
كرام لم يعيروا اللوم اذناً | ولا دانوا من الأدناس دنا |
من العرب الأولى عزماتهم في | منال العز ما والله تُثْنَى |
إلى الصرحاء من عليا بنى ماجدٍ | أسد الخميس إذا رجحنا |
إذا سمع ابن شهر من بنيهم | صهيل الخيل ناغاها ورنا |
طباعهم الأبية علمتهم | خلال المجد فاتخذوه خدنا |
يفيضون الندى دُرّاً ودَرّاً | ويقرون العدا ضرباً وطعنا |
وإن سل الزمان حسام سوء | على جار لهم كانوا مجنّا |
فلا فتئت بهم أيدي المعالي | مؤيدة وعين اللؤم سخنى |
ولا برح ابن عبد الله فيهم | كبدر والنجوم به استدرنا |
إليك ابن الأكارم من محب | عليك بما تحقّق فيك أثنى |
مهاة قريحة تختال عجباً | إليها السبع تعظيماً سجدنا |
فقابلها بمعذرة فأنى | تحيط بنعتك الألفاظ أنّى |