صاح أضجرتني بطول السؤال
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صاح أضجرتني بطول السؤال | وسماتي تغنيك عن شرح حالي |
كان قدحي مع الكرام المعلاّ | ولدى الرمي لا تطيش نصالي |
ومقامي لدى الملوك يباهي | رفعة البدر في بروج الكمال |
جائل في البلاد في حلة العز | وبرد التعظيم والإجلال |
كم همام ذي همّة وقصارى | همّه أن يكون من أمثالي |
ثم ساق القضاء نجبي وحكم الحق | بالحق واجب الامتثال |
فقطعت المدى أروح وأغدو | وعلى صهوة الجلال اختيالي |
جئت للدكن الخصيبة لكن | خائها الميم لي بالاستبدال |
وغدوت النزيل في دار من كان | اختلاطي بهم كمثل اعتزالي |
غربة في ديار من ليس جنسي | جنسهم والمقال غير المقال |
سمت فيهم نفيس علمي فلم ينفق | وقرظتهم بسحر حلال |
كم بديع نظمت لم يعرفوا مخشلباً | في عقوده أو لآلي |
وبمحض العفاف صار كتابي | مستعاراً وصافناتي نعالي |
ذهبت حكمتي ضياعاً وشمسي | في استتار وعزّتي في ابتذال |
فيهم قد قضيت تسعة أعوام | أذابت نفيس عمري ومالي |
ثم دار الزمان دوراً فقالوا | لك بشرى بدولة الإقبال |
دولة مالك الأزمة فيها | حاذق صيرفي نقد الرجال |
فاصطبر وانتظر فغب اصطبار المرء | فوز بمنتهى الآمال |
فتمثلت عند ذلك بالراوي | له ابن العلا من الأمثال |
ربما تكره النفوس من الأمر | له فرجة كحل العقال |
وتراخيت شائماً ذلك البرق | أرجي تحول الأحوال |
وتوخيت من منابعه الماء | وأكثرت بينهم تسئآلي |
فاستجابوا ولم يزيدوا على أن | جعلوني معلم الأطفال |
وتوالت بهذا التهاني كأني | نلت أعلا مراتب الأقيال |
أيها النفس فاصبري صبر حر | رابط الجأش لازورار الليالي |
إنما نلت سنة الدهر في من | رشحتهم أحسابهم للمعالي |
وإذا ما الكريم آنس ذلاً | في بلاد فليعن بالارتحال |