براءة بر في برآء المحرم
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
براءة بر في برآء المحرم | عن اللهو والسلوان من كل مسلم |
فهل خامر الإيمان قلب امرء يُرَى | لتلك الليالي لاهياً ضاحك الفم |
ليال بها الخطب الجسيم الذي اكتسى | به أفق الجرباء صبغة عندم |
ليالٍ بها أيدي اللئام تلاعبت | بها بدور للمعالي وأنجم |
ليال بها في الأرض قامت وفي السما | مآتم أعلى الناس قدراً وأعظم |
ليال بها نتنى الخنازير أو لغوا | مدى غيهم والبغي في طاهر الدم |
ليال بها ذبح ابن بنت محمد | وعترته رمز الكمال المترجم |
فأي جنان بين جنبي موحد | بنار الأسى والحزن لم يتضرم |
وأي فؤاد دينه حب أحمد | وقرباه لم يغضب ولم يتألم |
على دينه فليبك من لم يكن بكى | لرزء الحسين السيد الفارس الكمي |
همام رأي رايات ملة جده | منكسة والشرع غير محكم |
وسنة خير المرسلين تجذمت | عراها ودين الله بالجحد قد رمي |
فأغضبه من ذاك ماسر أسرة | هواهم قنى القينات أو شرب حنتم |
ويمّم سكّان العراق لينزعوا | شجاه وهم والله شر ميمّم |
توجه ذو الوجه الأغر مؤدّيا | لواجبه لم يلوه لحي لوم |
فوازره سبعون من أهل بيته | وشيعته من كل طلق مقسم |
فهاجت جماهير الضلال وأقبلت | بجيش لحرب ابن البتول عرمرم |
تألب جمع من فراش جهنم | غواة يرون الشرك أكبر مغنم |
يقرون بالقرآن لكن لعله | لسخرية إقرارهم أو تهكّم |
لتعزيز طاغ جاءت ابنة بحدل | به نابذ الدين الحنيفي مجرم |
وخذلان هاد أشرقت في جبينه | أشعة أنوار الحبيب المعظم |
وحين استوى في كربلاء مخيما | بتربتها أكرم به من مخيم |
أحاطت به تلك الأخابث مثل ما | يحيط سوار من حديد بمعصم |
وصدوه عن ماء الفرات ليطردوا | عن الحوض حتى يقذفوا في جهنم |
وساموه إعطاء الدنية عندما | رأوا منه سمت الخادر المتوسم |
وهيهات أن يرضى ابن حيدرة الرضا | بخطة خسف أو بحال مذمم |
أبت نفسه الشمّاء إلا كريهة | يموت بها موت العزيز المكرم |
هو الموت مر المجتني غير أنه | ألذ وأحلى من حياة التهضّم |
فأذكى شواظ الحرب بالعسل الظما | وشب لظاها من شباكل مخذم |
وقارع حتى لم يدع سيف باسل | بمعترك الهيجاء غير مثلم |
وصبحهم بالشوس من صيد قومه | نسور الفيافي من فرادى وتؤام |
على ضمر تأتم في حومة الوغى | بيحمومه أو ذي الجناح المحموم |
يبيعون في الجلى نفائس أنفس | لنصر الهدى لا نيل جاهٍ ودرهم |
ولما أراد الله إيقاف روحه | بمنظره الأعلى وقوف المسلم |
أتاح له نيل الشهادة راقيا | معارج مجد صعبة المتسنم |
فديتك بدراً برجه سرج سابح | هوى فانطوى سر العباء المطلسم |
خضيب دماء كالعروس يزف في | قباء بصبغ الأرجوان مرسم |
معفرة بالترب أعضاء جسمه الكريم | وهذا سِرُّ حٍلٍّ التيمّم |
وما ضرّه أن أوطؤا حر صدره | سنابك ورد ذي نعال وأدهم |
ولكنها شنعاء توجب لعنهم | وتحسر عن وجه النفاق الملثم |
هي الفتنة الصمّاء لم يُلْفَ بعدها | منار من الإيمان غير مهدم |
بٍنيٍرٍ دين الله سبط رسوله | وعترتة خوص المنية ترتمي |
كليث الشرى العباس والشبل قاسم | وعمّيه والفتّاك عون ومسلم |
عرفنا بهم معنى إذا الشمس كوّرت | ورمز انكدار في النجوم مكتم |
بها اهتز عرض الله وارتجت السما | بأملاكها من هولها المتجشم |
بها اسودّت الدنيا أسى ً وتهتكت | بها حرمة البيت العتيق وزمزم |
أولاك الكرام المبتغو فضل ربّهم | ورضوانه تحت العجاج المقتم |
سقى الله بالطف الشريف قبورهم | بوبل من الجود الإلهي مثجم |
وزادهم المولى علا وكرامة | بأفضل تسليم عليهم وأدوم |
بعداً لقوم لم يقوموا لنصرهم | على قدرة منهم بعزم مصمّم |
رأوا شيعة الرجس ابن سعد وشمر | تجاولهم وابن الدعي الجهنمي |
ولم تتحرّك للحفيظة منهم | حفائظ تطغي منهم كل مرقم |
أيُزوى ابن طه عن منصة جده | ويُرضى لها ترب الخلاعة عبشمي |
كأن الهدى من بيت صخر تفجّرت | ينابيعه والوحي من ثم ينتمي |
فيا أسرة العصيان والزيغ من بني | أمية من يستخصم الله يخصم |
هدمتم ذرى أركان بيت نبيكم | لتشييد بيت بالمظالم مظلم |
تداركتم في البغي ولداً ووالداً | وزخرفتم إفك الحديث المرجم |
ولم تمح حتى الآن آثار زوركم | وتصديقه ممن عن الحق قد عمي |
فأصل الشقا أنم ومن يحذ حذوكم | له يسد جلباب العذاب ويلحم |
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم | ليخفى ومهما يكتم الله يعلم |
ولا بدع إن حاربتم الله إنها | لشنشنة من بعض أخلاق أخزم |
ونازعتم الجبار في جبروته | ولكنه من راغم الله يرغم |
ولم تحسبوا من طيشكم أن عنكم | عيون قصاص الغيب ليست بنوم |
ستجزون في الأخرى نكالاً مؤبداً | على ما اقترفتم من عقوق ومأثم |
عذرتم بسادات البرية غدرة اليهود | بيحيى والمسيح ابن مريم |
وإنا وإن كنّا من الضيم والأسى | وفرط التلظي نمزج الدمع بالدم |
فلسنا الأولى ننحو بندب سراتنا | نياح الغواني خفن سوء التأيم |
ولكننا غيظاً نعض أكفّنا | لما فاتنا من ثأرنا المتقدم |
وما من بواءٍ في بني اللؤم تشتفي | به النفس من بلبابها والتذمّم |
ولكن إغضاء الجفون على القذى | وتمهيد عذر المعتدي شر ميسم |
ومن شؤم سوء الحظ كان بروزنا | من الغيب بعد المشرب المتوخّم |
ويا ليت أنًّا والأمانيّ عذبة | شهدنا وطيس الحرب بالطف إذ حمي |
لخضنا عباب الهول تشتد تحتنا | خماصُ الطوى من كل طام مطهم |
وقائدنا يوم الذمار ابن فاطم | كأشبال غاب أمها خير ضيغم |
لندرك إحدى الحسنيين بنصره | منال الأماني أو منية مقدم |
أجل قدرة المولى تبارك أنفذت | إرادته طبق القضاء المحتم |
لتبيض يوم الحشر بالبشر أوجه | وتسودّ أخرى لارتكاب المحرّم |
نبي الورى بعد انتقالك كم جرى | ببيتك بيت المجد والمنصب السمي |
دهتهم ولما تمض خمسون حجّة | خطوب متى يلممن بالطفل يهرم |
فكم كابد الكرّار بعدك من قلى | وخلف إلى فتك الشقي ابن ملجم |
وصبت على ريحانتيك مصائبٌ | شهيد المواضي والشهيد المسمّم |
ضغائن ممّن أعلن الدين مكرها | ولولا العوالي لم يوحّد ويسلم |
أضاعوا مواثيق الوصية فيهم | ولم يرقبوا إلاًّ ولا شكر منعم |
فسق غير مأمورٍ إلى النار حزبهم | إذا قيل يوم الفصل ما شئت فاحكم |
حبيبي رسول الله أنا عصابة | بمنصبك السامي نعزّ ونحتمي |
لنا منك أعلى نسبة ٍ باتّباعنا | لهديك في أقوى طريق وأقوم |
ونسبة ميلادٍ فم الطعن دونها | على الرغم مغتص بصاب وعلقم |
نعظّم من عظّمت ملأ صدورنا | ونرفض رفض النعل من لم تعظم |
لدى الحق خشنٌ لا نداجي طوائفاً | لديهم دليل الوحي غير مسلم |
سراعاً إلى التأويل وفق مرادهم | لرفع ظهور الحق بالمتوهم |
هل الدين بالقرآن والسنة التي | بها جئت أم أحكامه بالتحكّم |
ولكن عن التمويه ينكشف الغطا | لدى الملك الديّان يوم التندّم |
وأزكى صلاة الله ما ذرّ بازغٌ | وما افترّ ثغر البارق المتبسّم |
على روحك المعنى الذي الفيض منه في | مجرّد هذا الكون والمتجسّم |
وعترتك المستودعي سر علمك المصون | عن الأغيار عرب وأعجم |
وأصحابك المروين في نصرة الهدى | صدى كل مشحوذ الغرار ولهذم |
صلاة ً كما أحببت مشفوعة الأدا | بنشر سلامٍ بالعبير مختم |