كم تَنصَحُ الدُّنيا ولا نَقبَلُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كم تَنصَحُ الدُّنيا ولا نَقبَلُ، | وفائزٌ مَنْ جَدُّهُ مُقبِلُ |
إنّ أذاها مثلُ أفعالِنا، | ماضٍ، وفي الحالِ، ومُستَقبَل |
أجبلتِ الأبحرُ في عصرِنا | هذا، كما أبحرتِ الأجبُل |
فاترُكْ لأهلِ المُلكِ لَذّاتِهِمْ، | فحَسبُنا الكمأةُ والأحبَل |
ونَشرَبُ الماءَ براحاتِنا، | إن لم يكنْ، ما بَينَنا، جُنبُل |
تسوّقَ النّاسُ بفُرْقانِهِمْ، | وانتَبَلوا جَهلاً، فلم يَنبُلوا |
وليس ما يُنقلُ عن عاصمٍ | كما روى عن شَيخِهِ قُنبُل |
لا تأمنُ الأغفارُ، في النِّيقِ، أنْ | تُصبِحَ موصولاً بها الأحبُل |
يُغنيكَ قَطرٌ بلّ منكَ الصّدى، | في العيَش، أن تزدادَ قُطربُّل |
والفذُّ يكفيكَ، إذا فاتَكَ الرّ | قيبُ، والنّافسُ، والمسبِل |
لو نَطَقَ الدّهرُ هَجا أهلَه، | كأنّهُ الرّوميُّ، أو دِعبِل |
وهو، لَعَمري، شاعرٌ مُغرِزٌ | بالفعلِ، لكنْ لفظُهُ مُجبل |
إن كُفّ، ما بينَهمُ، حازمٌ، | فلبُّهُ المطلَقُ لا يُكبَل |
وفاعِلاتُنْ ومَفاعِيلُها | تُكَفُّ، في الوَزنِ، ولا تُخبَل |
لا تَغبِطِ الأقوامَ، يوماً، على | ما أكلوا خَضْماً، وما سُرْبلوا |
يَذبُلُ غُصنُ العيشِ حقّاً، ولو | أضحَى، ومن أوراقِه، يذبُلْ |
فَليتَ حوّاءَ عَقيمُ غدَتْ، | لا تَلِدُ النّاسَ ولا تَحبلَ |
وليتَ شِيثاً، وأبانا الذي | جاءَ بنا، أهبَلَهُ المُهبِل |
وليتنا تُتركُ أجسادُنا، | كما يَزولُ السَّمُرُ المُحبِل |
تفَكّروا باللَّهِ، واستَيقظوا، | فإنّها داهيَةٌ ضِئبل |
في سُنبُلٍ يُخلَقُ من حَبّةٍ، | ثُمّتَ منها يُخلَقُ السُّنبل |
أرادَ مَن يَجْهَلُ تَقويمنا، | ونحنُ أخيافٌ كما نُحبلَ |
يكرَه، عَوْلَ الشّيخِ، أبناؤه؛ | وهلْ تَعولُ الأُسُدَ الأشبُل؟ |
نَنزِلُ من دارٍ لنا رَحبَةٍ، | تُطَلُّ بالآفاتِ، أو تُوبَل |
وكلُّ مَن حَلّ بها يكرَهُ الـ | ـرّحلَةَ عَنها، وهيَ تُستَوبَل |
إنّ أديماً لي أنا وقتُهُ، | فأينَ منّي الشجَرُ المعبِل؟ |