ألا ترحمُ الأشياخَ لمّا تأوّدوا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ألا ترحمُ الأشياخَ لمّا تأوّدوا، | يقولون: قد كنّا الغَرانقةَ المُرْدا |
ترَدّوْا بخُضرٍ من حديدٍ، وأقبلوا | على الخيل تَردي، وهي من فوقها تردى |
وجاؤوا بها سَوْمَ الجَرادِ، مُغيرةً، | يقودونَ، للموتِ، المطهَّمةَ الجُرْدا |
ترى الهِمَّ لا شيءٌ، سوى الأكل، همَّه، | لهُ جسدٌ ما اسطاعَ حَرّاً ولا بردا |
يُقِلُّ العصا، مستثقلَ الطِّمرِ، بعدما | علا فرساً، واجتابَ ماذِيّةً سردا |
ولا تترُكُ الأيّامُ مَردًى لظبيةٍ | من الأُدْم، تختارُ الكِباثَ ولا المَردا |
ولم يُلفِ منها فاردُ القُمْرِ مَخلَصاً، | وقد بلغتْ أحداثُها القَمرَ الفردا |
وجدْنا دُرَيداً، من هوازنَ، لم يجدْ | صروفَ اللّيالي، حين تأكُلهُ، دُردا |
رعَتْ قبلُ نبتاً جدَّ عدنانَ، واعترت | إياداً، فأبلتْ منْ قبائلها بُردا |
يخوَّفُ، بالذئبِ، المسنُّ، وقد مضى | له زمنٌ، لا يرْهبُ الأسَدَ الوَرْدا |
نزَلنا بدارٍ كالضّيوفِ، ولم نُرِدْ | بَراحاً لها، حتى أجدّتْ لنا طردا |