يا رُوحُ! شخصي مَنزِلٌ أُوطنتهُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يا رُوحُ! شخصي مَنزِلٌ أُوطنتهُ، | ورحلتِ عنه، فهل أسِفتِ، وقد هُدِمْ |
عِيدَ المَريضُ، وعاوَنَتْهُ خَوادمٌ، | ثمّ انتَقَلْتِ، فما أُعينَ ولا خُدمِ |
لقد استراحَ مُعَلَّلُ ومُساهِرٌ | منهُ، وإنْ غَدَتِ النّوائحُ تلتَدِم |
حَمَلوهُ، بعدَ مَجادِلٍ وأسرّةٍ، | حمْلَ الغَريبِ، فحُطّ في بيتٍ رُدِم |
ما زالَ في تَعَبٍ وهَمٍّ دائمٍ، | فلَعَلّهُ عَدِمَ الأذاةَ بأنْ عُدِم |
لو كانَ يَنطِقُ مَيّتٌ لسألتُهُ: | ماذا أحَسّ، وما رأى لمّا قَدِم؟ |
إنْ تَثْوِ في دارِ الجِنانِ، فإنّما | فارَقْتَ من دُنياكَ ناراً تَحتَدمِ |
مَن ذا يَلومُكَ في هَواكَ مسيئَةً؛ | كلُّ الأنامِ بحُبّها كَلِفٌ سَدِم |
فاعذِرْ خليلَك إن جَفاكَ ولا تَجِدْ؛ | وإذا الزّيارَةُ ساعَفَتْكَ، فلا تُدِم |
بئِسَ العَشيرُ أنا، الغداةَ، وصاحبي | مثلي، فإنّي ما ندمتُ ولا نَدِم |