تعالى رازقُ الأحياء طُرّاً،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
تعالى رازقُ الأحياء طُرّاً، | لقدْ وهَتِ المُروءةُ والحياءُ |
وإن الموتَ راحةُ هِبْرِزِيٍّ، | أضرّ بلُبّه داءٌ عَياءُ |
وما لي لا أكونُ وَصِيّ نفسي، | ولا تَعصي أموري الأوصياءُ؟ |
وقد فتّشتُ عن أصْحابِ دينٍ، | لهم نُسْكٌ، وليس لهم رِياءُ |
فألفيتُ البهائمَ لاعقولٌ | تُقيمُ لها الدّليلَ، ولا ضِياءُ |
وإخوانَ الفَطانةِ في اختيالٍ، | كأنهمُ لقومٍ أنبياءُ |
فأمّا هولاءِ، فأهلُ مَكرٍ، | وأمّا الأوّلونَ، فأغبياءُ |
فإن كان التّقى بَلَهاً وعِيّاً، | فأَعيارُ المَذَلَّةِ أَتقياءُ |
وأرشدُ منك أجربُ تحتَ عبءٍ، | تَهُبّ عليه رِيحٌ جِرْبِياءُ |
وجدتُ الناس، كلُّهمُ فقيرٌ، | ويُعْدَمُ، في الأنام، الأغنياءُ |
نحبّ العيش بُغضاً للمنايا، | ونحنُ بما هَوِينا الأشقِياءُ |
يموتُ المرءُ ليس له صَفِيٌّ، | وقبلُ اليوم عَزَّ الأصفياءُ |
أتدري الشمسُ أنّ لها بهاءً، | فتأسَفَ أن يفارقها الاياءُ؟ |