أرشيف المقالات

فارق التوقيت.. - مدحت القصراوي

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
لما دخل أهل الجنة الجنة، قالوا فرحين{لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[الأعراف: 43].. ولما دخل أهل النار دارهم! قالوا متحسرين{لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ..
فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ}
[الأعراف: 53].
 
سينطق كل مخلوق بالحق مقرا به..
عاجلا أو آجلا، لكن الفرق في توقيت قول ذلك، والتوقيت مهم جدا، بل فارق.. ستسمع كفار اليوم وعتاة الدنيا والمجادلين بالباطل، ستسمعهم يوما وهم يقولون إما بانكسار الخشوع ، أو بانكسار الحسرة والألم، وهم ينطقون بما تؤمن أنت به اليوم.
 
لن يكون، ولن يبقى، غير هذا الحق..
وسيفيئ اليه الكون كله، وتعود اليه الجموع والقطعان، عودة آيب منيب، أو عودة آبق مقود الى الملِك.. ثِق أنه لن يضيع مبدؤك وعقيدتك، لن تضيع بل ثمة مصطفون حملوها اليوم، وساقطون من عين الله سيفيئون اليها في دار الحق بعد فوات الأوان، أذلة صاغرين.
 
لا تيأس، لا تنفضّ عما تؤمن به، لا تزهد في قيمته، لا تفقد الروح والحماسة لحمله، إنه قطب رحى الوجود ومحور الحياة..
قد تعرف الآن معنى قول الله تعالى{أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}[فاطر: 32]، لم تكن مسلما عن صدفة بل عن اصطفاء، ولا يأتي أحد الى هذا الدين فيسلم صدفة بل اصطفاء كما لا يبتعد أحد عن هذا الدين وحقيقته صدفة بل سقوط من عين الله، وطرْد له خلف قدته إبليس، حتى لو كان المردودون اليوم لهم زخرف وطبل وزمر، فقد قال لك ربك{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ}[آل عمران: 196].
 
وأذكرك بنداء رسول الله عندما ذكر الفتنة (يا عباد الله اثبتوا) (مجمع الزوائد: 7/353)

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١