عفى المنازل آخر الأيام
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عَفّى المَنَازِلَ، آخِرَ الأيّامِ، | قَطْرٌ، وَمُورٌ واخْتِلافُ نَعَامِ |
قال ابنُ صَانِعَةِ الزُّرُوبِ لقَوْمِهِ: | لا أسْتَطِيعُ رَوَاسِيَ الأعْلامِ |
ثَقُلَتْ عَليّ عَمَايَتَانِ، ولَمْ أجِدْ | سَبباً يُحَوِّلُ لي جِبَالَ شَمَامِ |
قَالَتْ تُجَاوِبُهُ المَرَاٍغَةُ أُمُّهُ: | قد رُمتَ، ويَلَ أبيكَ، كلَّ مَرَامِ |
فاسكُتْ فإنّكَ قَدْ غُلِبْتَ فلَمْ تجدْ | للقَاصِعَاءِ مَآثِرَ الأيّامِ |
وَوّجدْتَ قَوْمَكَ فَقَّأُوا من لؤمِهِمْ | عَيْنَيْكَ، عِنْدَ مَكَارِمِ الأقَوَامِ |
صَغُرَتْ دِلاؤهُمُ، فَما ملأوا بهَا | حَوْضاً، ولا شَهِدوا عِرَاكَ زِحَامِ |
أرْداكَ حَيْنُكَ، إذْ تُعارِضُ دارِماً | بِأدِقّةٍ مُتَأشّبِينَ لِئَامِ |
وَحَسِبْتَ بَحَرَ بني كُلَيبٍ مُصْدِراً، | فغَرِقْتَ حِينَ وقَعْتَ في القَمْقامِ |
في حَوْمَةٍ غَمَرَتْ أباكَ بُحْورُها، | في الجَاهلِيّةِ كَانَ، والإسْلامِ |
إنّ الأقارِعَ والحُتَاتَ وَغَالِباً | وَأبَا هُنَيْدَةَ دَافَعوا لمَقَامي |
بمَناكِبٍ سَبَقَتْ أبَاكَ صُدُورُهَا، | وَمَآثِرٍ لِمُتَوَّجِينَ كِرَامِ |
إني وَجَدْتُ أبي بَنى لي بَيْتَهُ | في دَوْحَةِ الرّؤسَاءِ وَالحُكّامِ |
مِنْ كُلّ أبْيَضَ في ذُؤابَةِ دارِمٍ، | مَلِكٍ إلى نَضَدِ المُلُوكِ هُمَامِ |
فاسألْ بِنَا وَبِكُمْ، إذا لاقَيْتُمُ | جُشَمَ الأرَاقِمِ، أوْ بَني هَمّامِ |
مِنّا الّذِي جَمَعَ المُلُوكَ وَبَيْنَهُمْ | حَرْبٌ يُشَبّ سَعِيرُهَا بِضِرَامِ |
وأبي ابنُ صَعْصَعَةَ بن لَيْلى غالِبٌ، | غَلَبَ المُلُوكَ، وَرَهْطُهُ أعْمامي |
خالي الّذي تَرَكَ النّجِيعَ بِرُمْحِهِ، | يَوْمَ النَّقَا، شَرِقاً على بِسْطَامِ |
وَالخَيْلُ تَنْحَطُ بِالكُمَاةِ تَرَى لهَا | رَهَجاً بكُلّ مُجَرَّبٍ مِقْدَامِ |
والحَوْفَزَانُ تَدَارَكَتْهُ غَارَةٌ | مِنّا، بِأسْفَلِ أُودَ ذي الآرَامِ |
مُتَجَرّدِينَ على الجِيَادِ عَشِيّةً، | عُصَباً مُجَلِّحَةً بِدارِ ظَلامِ |
وَتعرَى عَطِيّةَ ضَارِباً بِفِنَائِهِ | رِبْقَينِ بَينَ حَظَائِرِ الأغْنَامِ |
مُتَقَلّداً لأبيهِ كَانَتْ عِنْدَهُ | أرْبَاقُ صَاحِبِ ثَلّةٍ وَبِهَامِ |
ما مَسّ، مُذْ وَلَدَتْ عَطِيّةَ أُمُّهُ، | كَفّا عَطِيّةَ مِنْ عِنَانِ لِجَامِ |