وجدنا خزاعيا أسنة مازن
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
وَجَدْنَا خُزاعِيّاً أسِنّةَ مَازِنٍ، | وَمِنها إذا هابَ الكُماةُ جَسُورُها |
على ما يهَابُ القَوْمُ من عاجِلِ القِرَى | إذا احمَرّ من نَفْخَ الصَّبَا زَمهَرِيرُها |
وَهُمْ يَوْم وَلّى أسلَمٌ ظَهرَهُ القَنا | وَفَرّ، وَشَرُّ النّاسِ بأساً فَرُورُها |
وَهُمْ يَوْمَ عَبّادِ بنِ أخضَرَ بالقَنَا | وَبالهِنْدوَانِيّاتِ بِيضاً ذُكُورُها |
أبَوْا أنْ يَفِرّوا يَوْمَ كُرّ عَلَيْهِمُ، | وَلا يَقْتُلُ الأبْطَالَ إلاّ كَرُورُها |
جَلَوْا بالعَوَالي وَالسّيُوفِ غِشاوَةً، | يكادُ مِنَ الإظْلامِ يَعَشى بَصِيرُها |
وَهُمْ أنْزَلُوا هِنْداً مَنازِلَ لمْ تكُنْ | لَهُمْ قَبْلَهَا إلاّ مَصِيراً تَصِيرُها |
وَدارَتْ رَحى الأبطالِ في حَوْمة الوَغى | وَأظْهَرَ أنْيَابَ الحُرُوبِ هَرِيرُها |
وَهُمْ رَجَعُوا لابنِ المُعَكْبَرِ ذَوْدَهُ | وَقد كانَ عَنها قد تَوَلّى مُجِيرُها |
وَهُمْ صَدّقُوا رُؤيا بُرَيْقَةَ إذْ رَأتْ | غَيابَةَ مَوْتٍ، مُسْتَهِلاًّ مَطيرُها |
فكَذّبَهَا مِنْ قَوْمِهَا كُلُّ خَائِنٍ، | وَقَدْ جَاءَهُمْ بالحَقّ عَنهمْ نذيرُها |
فَما راعَهُمْ إلاّ أسِنّةُ مَازنٍ | يُدِيرُ قَنَاهَا، بالأكفّ، مُدِيرُها |
وَخَيْلٌ تَنَادَى بِالمَنَايَا إلَيْهُمُ، | وَآساَدُ غِيلٍ لا يُبِلّ عَقِيرُها |