رأتني معد مصحرا فتناذرت
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
رَأتْني مَعَدٌّ مُصْحِراً فَتَناذَرَتْ | بَدِيِهَةَ مَخْشِيّ الجَرِيرَةِ عَارمِ |
وَمَا جَرّبَ الأقْوَامُ مِني أنَاثَةً، | لَدُنْ عَجموني بالضُّرُوسِ العَواجمِ |
بَرَى العَجْمُ أقوَاماً فَرَقّتْ عَظامُهم، | وَأبدى صِقالي وَقْعُ أبيضَ صَارِمِ |
أتَاني وَعيدٌ مِنْ زِيَادٍ، فَلَمْ أنَمْ، | وَسَيلُ اللّوَى دُوني وَهَضْبُ التّهايمِ |
فَبِتُّ كَأنّي مُشْعَرٌ خَيْبَرِيّةً | سَرَتْ في عِظامي أوْ دِمَاءَ الأرَاقِمِ |
زِيادَ بن حَرْبٍ لَوْ أظُنّكَ تارِكي | وَذا الضّغنِ قد خشْمتَه غير ظالِمِ |
لقَدْ كافَحَتْ مني العِراقَ قَصِيدَةٌ، | رَجُومٌ مَعَ الماضِي رُؤوس المَخارِمِ |
خَفِيفَةُ أفْوَاهِ الرّوَاةِ، ثَقِيلَةٌ | على قِرْنِهَا، نَزّالَةٌ بِالمَوَاسِمِ |
رَأيتُكَ مَن تَغضَبْ علَيهِ من امرِىء، | ولَوْ كانَ ذا رَهْطٍ، يَبِتْ غيرَ نائمِ |
أغَرُّ، إذا اغْبَرّ اللّئامُ تَخايَلَتْ | يَدَاهُ بِسَيْلِ المُفْعَم المُتَرَاكِمِ |
نَمَتْكَ العَرَانِينُ الطّوَالُ ، وَلا أرى | لسَعْيِكَ إلاّ جَاهِداً غَيرَ لائِمِ |
ألَمْ يأتِهِ أنَّني تَخَلّلُ نَاقَتي | بنعْمَانَ أطْرَافَ الأرَاكِ النّوَاعِمِ |
مُقَيَّدَةً تَرْعَى البَرِيرَ، وَرَحْلُهَا | بِمَكّةَ مُلْقىً، عَائذٌ بالمَحارِمِ |
فإلاّ تَدارَكْني مِنَ الله نِعْمَةً، | وَمن آلِ حَرْبٍ، ألْقَ طَيرَ الأشايِمِ |
فدَعْني أكُنْ ما كُنتُ حَيّاً حَمامةً | من القاطِنَاتِ البَيتِ غَيرِ الرّوَائِمِ |