ألم يأت بالشأم الخليفة أننا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألَمْ يَأتِ بالشّأمِ الخَليفَةَ أنّنَا | ضَربْنا لَهُ مَنْ كانَ عَنْهُ يُخالِفُ |
صَناديدَ أهْدَيْنا إلَيْه رُؤوسَهُمْ، | وَقد باشَرتْ منها السيوفُ الخذارِفُ |
وَعِنْدَ أبي بِشْرِ بن أحْوَزَ مِنْهُمُ | عَلى جِيَفِ القَتْلى نُسُورٌ عَوَاكِفُ |
فإنْ تَنْسَ ما تُبْلي قُرَيْشٌ، فإنّنَا | نُجالِدُ عَنْ أحْسابِها، وَنُقاذِفُ |
شَدَائِدَ أيّامٍ بِنَا يَتّقُونَها، | كأنّ شُعاعَ الشّمسِ فيهنّ كاسِفُ |
وَما انكَشَفَتْ خَيلٌ ببابلَ تَتّقي | رَدَى المَوْتِ إلاّ مِسْوَرُ الخَيلِ وَاقِفُ |
شَوَازِبُ قَدْ كانَتْ دِمَاءُ نحُورِها | نِعالاً لأيْديها، وَهُنّ كَوَاتِفُ |
بِمُعْتَرَكٍ لا تَنْجَلي غَمَرَاتُهُ | عَنِ القَوْمَ إلاّ وَالرّمَاحُ رَوَاعِفُ |
نَوَاقِلُ من جُرْدٍ عَوَابِسُ في الوَغَى، | وَكُلُّ صَرِيعٍ خَرّقَتْهُ الجَوَائِفُ |
عَذيرُكَ ذو شَغْبٍ إذا أنْتَ لمْ تُطَعْ، | وَسَهْلٌ إذا طُوّعْتَ للحَقّ عارِفُ |
تَجُودُ بنَفْسٍ لا يُجَادُ بِمِثْلِهَا | حِفاظاً وَإنْ خِيفَتْ عَلَيكَ المَتالِفُ |
فأنْتَ الفَتى المَعُروفُ وَالفارِسُ الذي | بهِ، بَعْدَ عَبّادٍ، تُجَلّى المَخاوِفُ |
وَتَقْلِصُ بالسّيفِ الطّويلِ نِجادُهُ، | وَفي الرَّوْعِ لا شَخْتٌ وَلا مُتآزِفُ |
أغَرُّ عَظيمُ المَنْكِبَينِ سَمَا بِهِ | إلى كَرَمِ المَجْدِ الكِرَامُ الغَطارِفُ |
فَوَارِسُ مِنهُمْ مِسْوَرٌ لا رِماحُهُمْ | قِصَارٌ وَلا سُودُ الوُجُوهِ مَقَارِفُ |
إذا شَهِدُوا يَوْمَ اللّقَاءِ تَضَمّنُوا | مِنَ الطّعْنِ أيّاماً لَهُنّ مَتَالِفُ |