ألم يك جهلا بعد ستين حجة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألَمْ يَكُ جَهْلاً بَعْدَ سِتّينَ حِجّةً | تَذَكُّرُ أُمِّ الفَضْلِ وَالرّأسُ أشْيَبُ |
وَقيلُكَ: هَلْ مَعرُوفُها رَاجعٌ لَنا، | وَلَيْسَ لشيءٍ قَد تَفاوَتَ مَطلَبُ |
عَلى حِينَ وَلى الدّهْرُ إلاّ أقَلّهُ، | وكادَتْ بَقايا آخِرِ العَيشِ تَذهَبُ |
فَإنْ تُؤذِنينا بالفِرَاقِ، فَلَسْتُمُ | بِأوّلِ مَنْ يَنْأى وَمَنْ يَتَجَنّبُ |
وكَمْ من حَبيبٍ قَد تَناسَيتُ وَصْلَهُ | يَكادُ فُؤادي، إثْرَهُ، يَتَلَهّبُ |
ألَسنا بمحقوقِينَ أنْ نُجهِدَ السُّرَى، | وَأنْ يُرْقِصَ التالي لَنا وَهوَ مُتعَبُ |
إلى خَيرِ مَنْ تَحْتَ السّماءِ أمانَةً، | وَأوْلاهُ بالحَقّ الذي لا يُكَذَّبُ |
تُعارِضُ باللّيْلِ النّجُومَ رِكَابُنا، | وَبالشمسِ حتى تأفلَ الشمسُ تُذأبُ |
أُنِيخَتْ وَما تَدْرِي أما في ظُهورِها | مِنَ القَرْحِ أمْ ما في المَناسِمِ أنْقَبُ |
حَلَفتُ بأيدي البُدنِ تَدمى نُحورُها | نَهاراً وَما ضَمّ الصِّفَاحُ وَكَبْكَبُ |
لأُمٌّ أتَتْنَا بِالوَلِيدِ خَلِيفَةً، | من الشمسِ، لوْ كانَ ابنُها البدرُ، أنجبُ |
وَإنْ شِئتَ مِن عَبسٍ بِكَ مِنْهُمُ | أبٌ لكَ طَلاّبُ التّرَاثِ مَطالِبُ |
وَمن عَبدِ شَمسٍ أنتَ سادِسُ ستّةٍ | خَلائِفَ كانوا منِهُمُ العمُّ والأبُ |
هُداةً وَمَهْدِيّينَ، عُثمانُ منِهُمُ، | وَمَرْوَانُ وَابنُ الأبْطَحَينِ المُطَيَّبُ |
أبُوكَ الذي كانتْ لُؤيُّ بن غالِبٍ | لَهُ من نَوَاصِيها الصّرِيحُ المُهذَّبُ |
تَصَعّدَ جَدٌّ بالوَليدِ إلى التي | أرَى كُلَّ جَدٍّ دُونَهَا يَتَصَوّبُ |
أرَى الثّقَلَينِ الجِنَّ والإنْسَ أصْبَحا | يَمُدّانِ أعْنَاقاً إلَيْكَ تَقَرَّبُ |
وَمَا مِنْهُما إلاّ يُرَجّي كَرَامَةً | بكَفّيكَ أوْ يَخَشَى العِقابَ فيَهرُبُ |
وَمَا دُونَ كَفيْكَ انْتِهَاءٌ لِرَاغِبٍ | وَلا لمُنَاهُ مِنْ وَرَائِكَ مَذْهَبُ |