عوائق في طريق المراجعات (2 - 2)
مدة
قراءة المادة :
31 دقائق
.
قضية للمناقشة
عوائق في طريق المراجعات
(2 - 2)
محمد مصطفى المقرئ
في الحلقة الأولى من هذا المقال أشار الكاتب إلى أهمية المراجعات التي
ينبغي إعطاؤها دورها في مسيرة العمل الإسلامي، وما يُطلب من العلماء العاملين
والدعاة المربين من تقوية هذه المسألة من حيث التنظير والتجذير واستنبات الثمار،
ثم طاف بنا على أهم المعوقات ومنها إحسان الظن بالنفس وإغفال عيوبها،
والإعجاب بالعمل، وتقديس المُقدَّمين والمغالاة فيهم، وعرَّج بنا ناحية الجهل
والهوى، ولم يغفل الإشارة إلى الإرهاب الفكري الذي أصيب به بعضنا تأثراً بما
تعانيه أكثر بلداننا، ثم توجه بنا إلى: خشية الشماتة، وتوهم فتنة الأتباع إن
اعترفنا بالخطأ، وغير ذلك من المعوقات، وفي هذه الحلقة يتابع الكاتب بيان
المعوقات الأخرى التي تعرقل التوجه السليم إلى مراجعات تستخلص من خلالها
العبر والدروس.
المعوق العاشر: استمراء الضلالة:
لا ريب أن التوبة من المخالفة واجبة على الفور، ووجوبها على الفور هو
لعدة معان:
الأول: لمعنى ثبوت الخطاب التكليفي بالأوامر والنواهي، وبالتوبة ذاتها في
حق العاصي حال عصيانه وعُقيبه، ثم على الدوام.
والثاني: أنها وإن وجبت على الفور إلا أنها تُقبل ولو فعلت على التراخي،
وذلك من رحمة الله جل وعلا القائل: [إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ
بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً]
(النساء: 17) ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم
يغرغر» [1] .
ولكن قوله تعالى: (مٌن قّرٌيبُ) مشعر بطلب الإسراع في فعل التوبة،
ولذلك وردت الأدلة بفضيلة التعجيل بها، قال تعالى: [وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن
رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ] (آل عمران: 133) ،
ذلك أن التوبة وإن اتسع زمانها ليشمل حياة المكلف كلها ما لم يُصرَّ إلى سياق
الموت؛ إلا أن هذه اللحظة التي نوافي فيها المنيَّة هي من الغيب المكنون المخفي
عن العباد [وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ] (لقمان: 34) . فلو فرض أن للعباد سعة في تأخير التوبة من الوجهة الشرعية، وهو غير مسلَّم؛ لما كان لهم سعة من جهة الزمن لجهالتهم بالمدى المتاح لقبولها؛ فلحظة الموت غيب مجهول، وقد تأتي فجأة بغير إنذار [لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَئْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ] (يونس: 49) .
وقوله تعالى: [فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُونَ * فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ] (الواقعة: 83-87) . الثالث: أن طول الأمد في الإقامة على المخالفة: يحرم المرء نور البصيرة، ويحجب قلبه عن مولاه، ثم يشتد هذا الحجاب ويَصْفُق كلما طال تلبُّسه بالمحظور، فإذا النفس تستمرئ العصيان وتألفه، حتى لا ترى به بأساً! ! [أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ] (الحديد: 16) . قال ابن وهب: سمعت مالكاً يقول: «من سعادة المرء أن يوفق للصواب والخير، ومن شقوة المرء أن لا يزال يخطئ» ، ذكره ابن وهب في كتاب العلم من جامعه [2] . فكل لحظة تمر على العبد وهو مقيم على المخالفة يُنكت بها في قلبه نكتة سوداء، وذلك هو الرين الذي قال الله تعالى عنه: [كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ] (المطففين: 14-15) ، أي كما حُجبت قلوبهم بالعصيان عن نور الحق في الدنيا، تحجب أبصارهم عن رؤية الله تعالى في الآخرة، جزاءاً وفاقاً، وفي بيان أثر العصيان على الجنان يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تُعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً.
فأي قلب أُشرِبَها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نُكتت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على قلبين: قلب أسود مُربادّاً كالكوز مُجخِّياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، إلا ما أُشرِب من هواه، وقلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض» [3] ، «كالكوز مجخياً» أي: مكبوباً منكوساً. قال الحافظ ابن القيم: «..
وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكراً والمنكر معروفاً، والسنة بدعة والبدعة سنة، والحق باطلاً والباطل حقاً!!» [4] . فأنى لمن كان هذا حاله أن يراجع نفسه، ولو فرض وراجعها؛ فبغير جدوى!! المعوق الحادي عشر: الفهم الخاطئ بأن التصويب يقتضي إهدار الفضل: فكأننا مطالبون أن نقبل قول المجتهد كله؛ فلا ننكر له خطأً، ولا نرد له رأياً، وإن عري من الدليل، حتى نثبت أننا نوقره ونحفظ له فضله! ! ولا تلازم بين رد الخطأ وإهدار الفضل، ولا بين حفظ الفضل والمتابعة على المخالفة، ولكن نصون لأهل العلم مكانتهم دون أن ننزل كلامهم منزلة الوحي المعصوم، [وَلاَ تَنسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ] (البقرة: 237) وإذا رددنا لمقدَّم رأياً؛ فبرأي مقدَّم مثله يسنده الدليل، ولكليهما كامل التوقير. قال العلامة ابن قيم الجوزية: «ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح، وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان، قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل مأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يُتَّبع فيها، ولا يجوز أن تُهدر مكانته وإمامته ومنزلته في قلوب المسلمين» [5] . وقال أيضاً: «فلو كان كل من أخطأ أو غلط تُرِك جملةً وأهدرت محاسنه.. لفسدت العلوم والصناعات، وتعطلت معالمها» [6] . وقال الإمام الذهبي رحمه الله: «..
ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعُلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعُرف صلاحه وورعه واتباعه..
يغفر له الله، ولا نضلله ونطرحه، وننسى محاسنه، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك» [7] . وقال أيضاً: «وإنما يمدح العالم بكثرة ما له من الفضائل، فلا تدفن المحاسن لورطة، ولعله رجع عنها، قد يغفر الله له لاستفراغه الوسع في طلب الحق، ولا حول ولا قوة إلا بالله» [8] . وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: «..
ومتى لم تتبين لكم المسألة لم يحل لكم الإنكار على من أفتى أو عمل حتى يتبين لكم خطؤه، بل الواجب السكوت والتوقف، فإذا تحققتم الخطأ بينتموه، ولم تهدروا جميع المحاسن لأجل مسألة أو مائة أو مئتين أخطأت فيهن، فإني لا أدعي العصمة» [9] . فشتان شتان بين النقد والنقض..
فالنقد: بيان للخطأ كما يوجبه الشرع دون إهدار المحاسن، والنقض: هدم للعالم بحسناته وسيئاته! ! والناس اليوم في أحد أمرين اثنين أو يكادون: الأول: إذا رضوا عنك تغاضوا عن أخطائك ولو كانت مثل جبل، والثاني: إن سخطوا عليك فتَّشُوا لك عن زلة ولو كانت قدر نملة.. وعين الرضا عن كل عيب كليلة ...
ولكن عين السخط تُبدي المساويا ورحم الله الإمام الشعبي إذ يقول: «لو أصبت تسعاً وتسعين، وأخطأت واحدة..
لأخذوا الواحدة وتركوا التسع والتسعين» [10] . إذن: المراجعة لا تقتضي إهدار الفضل، ولو اقتضته فلا رجحان لمفسدته أمام مفسدة الإقامة على المخالفة. المعوق الثاني عشر: المراجعة لا تقتضي بالضرورة تأثيم المجتهد المخطئ أو تبديعه، وإن اقتضت تصويب خطئه وبيان غلطه على وجه التحري والإنصاف: وذلك مبني على أصول قررها أئمتنا: منها: أن الحق المطلق لا ينحصر في واحد من الأمة، وإن وجد في عمومها على الدوام. ومنها: ليس كل من اجتهد يتوصل بالضرورة إلى معرفة الحق في كل مسألة يجتهد فيها، وهو معذور فيما يخطئ فيه بل مأجور عليه، ما بذل الوسع في فعل المأمور وترك المحذور وأخذ بأسباب ذلك قدر جهده. ومنها: أن الرجل من أئمة العلم قد يجتهد في مسألة أو أكثر فلا يصيب الحق ويوافق من حيث لا يقصد أهل البدع، فلا يلزم من ذلك أن يُبدَّع، وإن وُصِفَ قوله بالبدعة. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخطأ في بعض ذلك، فالله يغفر له خطأه، تحقيقاً للدعاء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين حيث قالوا: [رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا] (البقرة: 286) » [11] . فإذا اجتهد الإنسان في طلب الحق من الكتاب والسنة، وأخطأ في اجتهاده فهو مغفور له بنص الآية الآنفة، وكذا إذا استفرغ العالم وُسْعه في طلب الحق من الكتاب والسنة وأخطأ في بعض مسائل الاعتقاد فإنه لا يُبدَّع ولا يهجر من أجل خطئه أو أخطائه، وإن كان يقال في قوله: قول مبتدَع.
لكن لا يلزم من ذلك أن يكون مبتدِعاً، فكما أن القول الكفري لا يلزم منه أن يكون صاحبه كافراً، فكذلك لا يلزم أن يكون قائل البدعة مبتدعاً، وكما أن تكفير المعين يحتاج إلى استيفاء شروط وانتفاء موانع؛ فكذلك تبديع المعين يحتاج إلى استيفاء شروط وانتفاء موانع، وعلى هذا فلا نبدِّع أمثال الحافظ ابن حجر العسقلاني، والقاضي أبي بكر بن العربي كما يفعله بعض المتسرعين؛ لأننا علمنا من سيرتهم تحريهم للحق وحرصهم على السنة، بل يُذكر للحافظ ابن حجر انتصاره لمذهب أهل السنة في الأسماء والصفات، في مواطن عدة من كتبه، بل وذمُّه للمذهب الأشعري الذي يرميه به هؤلاء المجترئون على الأئمة؛ فمن كان من ذوي الفضل في مثل حال هذين الإمامين الجليلين: بيَّنا خطأه، وأنه وافق الفرقة الفلانية في هذه المسألة، وإن كان ليس هو منهم، ولا على منهجهم في الاعتقاد [12] . ويقول شيخ الإسلام أيضاً: «والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل، لا بجهل وظلم، كحال أهل البدع» [13] . ويقول الإمام الذهبي: «ولو أنَّا كلما أخطأ إمام خطأً في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له، قمنا عليه وبدَّعناه، وهجرناه، لَمَا سلم معنا ابن نصر، ولا ابن مَنْده، ولا من هو أكبر منهما، والله هو الهادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة» [14] . ويقول رحمه الله: «ونحب السنة وأهلها، ونحب العَالِم على ما فيه من الاتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ، وإنما العبرة: بكثرة المحاسن» [15] . فلو ساد هذا الفهم لما رأى أحدنا غضاضة من أن يُخطَّأ شيخُه أو طائفته، ولما حنق على المصوِّب أو الناقد، رائياً إياه متهجماً مجترئاً مهدراً لمكانة الشيخ أو الطائفة. المعوق الثالث عشر: العلاقة التصادمية بين فصائل العمل الإسلامي: أما آن لنا أن نتجاوز النظرة الحزبية الضيقة في تعاملنا مع المخالف؟ أم أننا لم نبلغ بعد من النضج والرشد ما يؤهلنا للتحرك كأمَّة؟ فهذه الفصائل والجماعات إن هي إلا روافد تصُبُّ في نهر الإسلام العظيم، أو هي جداول يتدفق عبرها ماء النهر، ليتوزع بها في كل سهل وليرقى تلكم الوديان. إن هذا الإخفاق المتكرر الذي تُمنى به محاولاتنا الحزبية لإقامة الدين، ينبغي أن يكرس قناعاتنا بضرورة تحركنا كأمة، وإن أفضل هذه الفصائل وضعاً هي أضعف من أن تتصدى لقضايانا المصيرية وحدها [وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ] (الأنفال: 46) ، ولا يفهمن من ذلك أنني أدعو إلى تفكيك هياكل هذه الفصائل والجماعات، أو أني أطالبها بحل نفسها! ! فذلك ما لا يقوله عاقل مدرك لحتمية العمل الموحد، فضلاً عن عالم بفرضيته [وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ] (آل عمران: 104) . ويخطئ من يرى أن الحركة الإسلامية باعتبارها تياراً: قد أخفقت بوصفها حركة تغييرية؛ ذلك أنها إلى يوم الناس هذا لم تخض تجربة حقيقية بكل طاقاتها مجتمعة، فتقاس بها قدراتها الفعلية، بل الواقع: أننا لم نتحرك بعد إلا كفصائل مستقلة، مفتتة الجهود والإمكانات، بل ومتعارضة المسارات أحياناً. إنه من المؤسف حقاً أننا ما زلنا نواجه عوامل التغيير والتأثير كجُزُر تتقاذفها أمواج المحيط وتُطوِّح بها العواصف والأعاصير، ولم نتراص بعد كقارة متلاحمة الأجزاء، متماسكة الأطراف. فالواقع أن القطع بإخفاق الصحوة لعجز فعلي تعانيه قضاء فيه نظر! ! ولربما كان الصواب أن يقال: إنما لم تدرك الصحوة أهدافها لسببين اثنين رئيسين: الأول: هذا التمزق الذي فتَّتت جهودها كعصي مفرقة لا تستعصي على الكاسرين. والآخر: عدم تأهلها إيمانياً وتربوياً، صحوة وأمة، لحمل رسالة الإسلام العظيم إلى العالمين. وهذا شأن لا يقتضي بالضرورة الحكم على مسيرتها بالإخفاق، أو بخس ما بذلته من جهود، أو غمط ما أنجزته من أعمال..
ذلك إذا ما قيست الصحوة بالمرحلة التي تعيشها، وحجم التحدي الذي تواجهه، ودرجة النضج التي بلغتها، في مدى لا يعد في أعمار الحركات عمراً. ولكن من الإنصاف أن نقر بنجاح الصحوة على أصعدة كثيرة، نعم.. وبدرجات متفاوتة، وألا نجعل مقياس النجاح والإخفاق مقوماً على أساس من الأهداف وحدها، بل يقال: إلى أي حال كانت ستصير الأمة لو أن هذه الصحوة لم تكن قائمة؟ وعَوْداً إلى موضوعنا: لو تأملنا في أي جماعة قائمة لوجدنا فيها العديد من التقسيمات التخصصية؛ مما يدل على اقتناعها بضرورة تحقيق التكامل فيما بينها، وهذا لا ريب أصل لا غناء عنه كي تتمكن من أداء رسالتها.
وبقطع النظر عن طبيعة منهجها الحركي وتوجهها الفكري؛ فالكل في هذا الأصل سواء. إذن واقعنا العملي بوصفنا جماعات قائم شاهد على حتمية التنوع التكاملي.. فلماذا لا نكون كذلك من ناحية أننا أمة أو صحوة عامة؟ ! ولماذا لا نسلِّم بإمكانية جعل العلاقة بيننا بوصفنا إسلاميين علاقة تكاملية لا تصادمية، وهذا عندي أمر لازم يقابله الواجب، لا مجرد ممكن يقابله الجواز؟ ! إن أعداء الصحوة أنفسهم أدركوا هذه الحقيقة المقررة آنفاً، وثبت لديهم أن أخفَّ صور التمسك بالدين تصَبُّ في النهاية ضد تصوراتهم وخططهم، ولأجل ذلك اعتمدوا سياسة تجفيف المنابع التي تعني طمر أي عين وإن كانت ناضبة قبل أن تتفجر وتنهمر على يدي مُنقِّب عن الخير! ! فالفسيلة الإسلامية في سياساتهم يجب أن تدهس، وإلا صارت نخلة تستعصي على القالعين [يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ] (الصف: 8) . لقد آن لنا أن ننبذ هذه العلاقة التصادمية، وأن نبحث عن صيغة للتعاون، أو على الأقل نوجد صيغة لكف الصراع، ولا سيما ونحن نعيش عصر التكتلات، تلك التي لم تجتمع على شيء اجتماعها على حرب الإسلام، والله تعالى أعلى وأكبر [شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ] (الشورى: 13) فليس بمثل الوحدة يواجه تكتل الباطل. ولَكَم أهدرت الفُرقة من جهود وأوقات! ولَكَم استغرقتنا المنابذات الحزبية حتى غيبت وعينا التربوي، وغمستنا في ألوان من الفتن والصراعات، ولوثتنا بأصناف شتى من آفات اللسان، بل ووصلت في بعض الأحيان إلى شهر السنان!! أيرجى مع هذه الأجواء التصادمية المسعرة أن نجد فراغاً للوقوف مع أنفسنا، والتفتيش عن مكامن الخلل فينا؟ ثم أيؤمل مع حرص كل فريق منا على تزكية ذاته، والتأكيد على أنه الأنقى منهجاً والأكمل تجربة؛ أن نقبل بفقه المراجعات، ونجعله قيد التطبيق؟ عسى.. وبقيت هاهنا نقطة: هل الخلق مستوون فيما منحهم الله تعالى من ملكات وميول؟ أو أن الله تعالى وزَّع هذه وتلك كتوزيعه الأرزاق؟ قال تعالى: [وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ] (الأنعام: 165) ، وقال: [وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ] (النساء: 32) ، وقال: [نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ] (الزخرف: 32) . فإذا كان الناس متفاوتين في مواهبهم، متباينين في ميولهم، فكيف تُستثمر طاقاتهم إن حُملوا على نوع واحد من العطاء، وهل يستقيم أن يهدر كل فصيل جهود طوائف من الأمة إذا لم تتجاوب مع تخصصه النشاطي: من دعوة، أو جهاد، أو تعلم، أو تبليغ، أو غير ذلك؟ ! المعوق الرابع عشر: الضغوط المتوالية التي تعانيها الصحوة الإسلامية، وسياسات الإجهاض وتجفيف المنابع التي تقوض عمليات البناء: ولا بد لإيضاح هذا المعنى من تقرير أمور عدة نتحراها فيما يلي من مطالب: المطلب الأول: البلاء في التصور الإسلامي: جزء تكويني داخل في التركيب الأصلي لمسيرة دعوة الله، وذلك كما قال جل وعلا مخاطباً أكرم الخلق عنده صلى الله عليه وسلم: [وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَأِ المُرْسَلِينَ] (الأنعام: 34) ، وقال لسائر خلقه: [أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ] (العنكبوت: 2-3) ، قال الحافظ ابن كثير: «ومعناه أن الله سبحانه وتعالى لا بد أن يبتلي عباده المؤمنين بحسب ما عندهم من الإيمان، كما جاء في الحديث الصحيح:» أشد الناس بلاءاً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل، فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء « [16] . وقال ابن كثير: [أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ] (العنكبوت: 4) أي لا يحسبن الذين لم يدخلوا في الإيمان أنهم يتخلصون من هذه الفتنة والامتحان، فإن مِن ورائهم من العقوبة ما هو أغلظ من هذا وأطم [17] . وعلى هذا فمن فرَّط في فعل الواجب والتزام الشرع دفعاً للبلاء: عومل بنقيض قصده، وخاب ظنه، وكان عند الله مذموماً، ولا يغرنك زعم مدَّع أن الحكمة هي ألا تبتلى أبداً، إنما الحكمة أن تفعل الواجب ما دمت متقيداً برجحان مصلحته على مفسدته. المطلب الثاني: إذا وقع البلاء على وجه من الحكمة فهو تكوين تربوي يُفرز من المعاني الإيمانية ما يعجز التربويون عن جلبه، وهذا الأثر التربوي يحصل لكل متثبت في البلاء محتسب الأجر عليه عند الله، سواء كان مصيباً فيما جلب عليه البلاء أو مخطئاً، ولكن قد يقع بالخطأ من الفتن أضعاف ما يحصل من آثار تربوية، ونحن مطالبون من جهة الشرع باعتبار النتيجة الكلية وترجيح المصلحة العامة. ولكن حديثنا هنا عن أثر البلاء عموماً. ومن ثم فإن عمليات البناء وإن تعرضت لعمليات تقويض أو إجهاض إلا أن هذا القدر المجهض يضاف رغم ذلك إلى رصيد الأمة..
[وَأَوْرَثْنَا القَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا] (الأعراف: 137) . المطلب الثالث: يجب على المربين أن يجتهدوا في تحقيق الموازنة بين الإقدام والإحجام، حتى يكون المرء في ذلك على التوسط والاعتدال، فلا يُفْرِط في كراهية البلاء حتى يكره أسبابه الشرعية التكليفية، ولا يُفْرِط في الانضباط بمعنى المصلحة: فيندفع ويتهور، أو يجبن ويتبلد..
يقول الصحابي الجليل خباب بن الأرت:» شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: «ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال:» قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه، واللهِ ليتمن اللهُ تعالى هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت فلا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون « [18] . المطلب الرابع: أن أعداء الله لن يخلُّوا بيننا وبين ما يكرهون [وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا] (البقرة: 217) ، ولكن هناك فرص تسنح من خلال تعارض المصالح أو التقائها، والمبطلون يضطرون لبذلها، أو التغاضي عنها حرصاً على مصالحهم تلك لا محبة للصحوة طبعاً. المطلب الخامس: أنه ما من مرحلة من تاريخ الأمة، إلا وكان فيها لدعوة الله أعداء؛ فإن يكن أعداء اليوم أشدهم، فإن بقاء الأمة على أصل الإسلام رصيد عظيم يستحيل على أهل الباطل أن يبددوه؛ فهو كمحيط منساح في مشارق الأرض ومغاربها، فأنى لهم أن يجففوا منابع الخير والمددُ لا ينقطع عنها أبداً؟ . إنهم إن نجحوا في شيء فلن يتجاوزوا هدم جدران البيت وسُقُفه وبعض نوافذه وأثاثاته، ولكن ستظل القواعد والأعمدة راسخة ثابتة، ويبقى البيت دائماً في عناية المشيدين حتى يأذن الله بتمامه.
قال صلى الله عليه وسلم:» إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ...
وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوِيَ لي منها « [19] . أما قول الشاعر: متى يبلغ البنيان يوماً تمامه ...
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم؟ فجوابي عنه: يوم يقدر البناؤون على حماية ما بنوا، ويتخلى المقهورون عن حماية من يهدم..
وذلك يحتاج إلى صبر طويل، وصياغة للأمة على نار هادئة.. وليس انطفاؤها من هدوئها، بل لا بد من أن ندارئ عنها حتى تظل موقدة، فلا نسعِّرها مع عجزنا عن أن نحوطها من ورائها، ولا نصب عليها الماء البارد فتنطفئ، وإنما نزكيها عندما تكتمل معطيات النضج وقطف الثمار. وقد عارضت البيت أعلاه بقولي: بلى يبلغ البنيان يوماً تمامه ...
إذا كنت تبنيه وعزمك صارم ولست إخال هذا يكون إلا من خلال صحوة واعية حكيمة، وحركة تحشد طاقات الأمة في منظومة عمل جماعي موحد، عمل تتكامل فيه الطاقات والإبداعات ولا تتصادم، ويكون العلماء في مقدمته وعلى رأسه قواداً للسفينة، فيسيِّرونها على أساس من قواعد الشرع وأصوله، ويضبطون توجهها ومدى سيرها بحسب حال الريح واتجاهها..
حين يستقر هذا الفهم في قناعاتنا الفعلية يحق لنا عنده أن نردد: سنعود للدنيا نطب جراحها ...
سنعود للتكبير والتأذين ستعود فُلْك الحق تحمل جنده ...
وستنتهي للشاطئ المأمون تعيش الصحوة الإسلامية في هذا المعترك المستعر، ووسط أجواء من صراع لا تتوقف رحاه، فتدع المراجعة بدعوى أنه لا وقت للتوقف، وأنه لا مجال لإمهال المسيرة فرصة إعادة النظر، ومعاودة الترتيب، وما هكذا تورد الإبل يا سعد..
بل الصواب أن يقال: وكيف يؤمن المسير ويرشد توجه الركب دون ترتيب لما يجب فعله، وتفتيش عن خلل يعطل أو يعوق، وإدراك لمراحل الطريق، وتقدير لعواقب الأمور، واستبصار بمآلات الأعمال؟ فالمراجعة لا تقل أولوية عن السير نفسه، وإلا فهو الضرب في المفاوز خبطاً على غير هدى، [كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ] (الأنعام: 71) . المعوق الخامس عشر: ضغط الحياة اليومية، واستغراق المطالب الدنيوية للجهود والأوقات: هل استطعنا أن نبلغ بوعي الناس ما يجعل الإسلام عندهم على رأس أولوياتهم؟ هل تعبنا من أجل غرس محبة هذا الدين في قلوبهم، حتى يكون أحب إليهم من أموالهم، وأهليهم وأنفسهم، ومن الماء البارد؟ إننا لو أحببنا ديننا كما يجب، فسنقبل عليه بكلياتنا، ومهما كانت مطالبنا الدنيوية، ومهما تزايدت ضغوط الحياة اليومية..
سيبقى الإسلام في الحس وفي الفؤاد، يملأ علينا أذهاننا، ويسيطر على خواطرنا، ستجدنا عندئذ نتحرك به في حلنا وترحالنا، في شغلنا وفراغنا، نبيت عليه ونصبح به، نستقطع من راحتنا لنشاطه، ونأخذ من نومنا ليقظته، ومن عافيتنا لعافيته، ومن أموالنا لغناه، ومن أبنائنا لمستقبله..
[قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ] (التوبة: 24) . إن انصراف المرء إلى دنياه هو في حد ذاته بلاء يستوجب وقفة مع النفس، ويستثير قلقاً على الإيمان أن يتبدد، ويستجلب خشية من سوء الخاتمة، أو كذلك ينبغي أن يفعل..
ومن الدنيا وصوارفها يحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم: » ..
فو الله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم « [20] ، وهذا ما يريده أعداؤنا؛ إنهم يمكرون الليل والنهار لأجل أن تصبح الدنيا أكبر همنا ومبلغ علمنا؛ فيسهل عليهم استخفافنا، كما حكى الله تعالى ذلك عن طريقة رأس الطغاة الأول (فرعون) مع قومه: [فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ] (الزخرف: 54) ..
فكأن الطغاة به يهتدون [أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ] (الذاريات: 53) . والمسؤولية الكبرى تقع على الدعاة إلى الله، أن يقللوا هم من الدنيا ويستزيدوا من العطاء للدين؛ فإن الناس نماذج تستنسخ وفق الأسوة المتبعة؛ فإن كان الأصل حائلاً باهتاً كانت النسخ أشد كلوحاً وحَوْلاً، وإلى الله الشكوى. __________ (1) أخرجه الإمام أحمد (2/132) ، والترمذي تحفة الأحوذي (9/521) ، وابن ماجه (4253) : (2/1420) . (2) انظر صحيح جامع بيان العلم وفضله، ص 334 طبعة: مكتبة ابن تيمية القاهرة 1416هـ 1996م. (3) رواه مسلم (362) كتاب الإيمان باب: بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً، وأحمد، 5/386، 405. (4) إغاثة اللهفان، لابن القيم: (ص18) ت: محمد بيومي طبعة مكتبة المجلد العربي القاهرة 1416هـ. (5) إعلام الموقعين: (3/283) مراجعة: طه عبد الرؤوف، طبعة دار الجيل بيروت 1973م. (6) مدارج السالكين: (2/39) الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية بيروت. (7) سير أعلام النبلاء: (5/279) طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت1417هـ، 1996م. (8) سير أعلام النبلاء: (16/285) . (9) تاريخ نجد: (2/161) . (10) حلية الأولياء: (4/320، 321) لأبي نعيم، إعداد السعيد بن بسيوني، طبعة دار الكتب العلمية بيروت. (11) درء تعارض العقل والنقل (2/103) . (12) انظر ما ذكره ابن تيمية في (الفتاوى) (28/233 234) . (13) منهاج السنة النبوية: (44/3347) . (14) سير أعلام النبلاء: (14/40) . (15) المصدر السابق: (20/46) . (16) سنن الترمذي، انظر (تحفة الأحوذي) (7/8) ، ومسند الإمام أحمد (1/172) . (17) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (2/644) ط: دار الفكر بيروت 1408هـ 1988م. (18) رواه البخاري برقم (3343) ، (6430) ، والنسائي (5225) ، وأبو داود. (2278) . (19) رواه مسلم، ح/ 5144. (20) رواه البخاري، ح/ 4015.