أبوك وعمي يا معاوي أورثا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبُوكَ وَعَمّي يا مُعاوِيَ أوْرَثَا | تُرَاثاً فَأوْلى بِالتُّرَاثِ أقَارِبُهْ |
فَمَا بَالُ ميرَاثِ الحُتاتِ أكَلْتَهُ، | وَميرَاثُ حرب جامِدٌ لَكَ ذائِبُهْ |
فَلَوْ كانَ هذا الحُكْمُ في جاهِلِيّةٍ | عَرفْتَ مَنْ المَوْلى القَليلُ حَلائبُهْ |
وَلَوْ كانَ هذا الأمرُ في غير مُلكِكُمْ | لأدّيْتَهُ أو غَصّ بِالمَاءِ شَارِبُهْ |
وَلَوْ كانَ إذْ كُنّا وَللكَفّ بَسطَةٌ، | لصَمّم عَضْبٌ فيكَ ماضٍ مضَارِبُهْ |
وَقَدْ رُمْتَ أمْراً يا مُعاويَ دُونَهُ | خَياطِفُ عِلْوَدٍّ صِعابٌ مَرَاتِبُهْ |
وَما كنتُ أُعطي النِّصْفَ من غيرِ قُدرَة | سِواكَ وَلَوْ مَالَتْ عَلَيّ كَتايِبُهْ |
ألَسْتُ أعَزَّ النّاسِ قَوْماً وَأُسْرَةً، | وَأمْنَعَهُمْ جَاراً إذا ضِيمَ جانِبُهْ |
وَمَا وَلَدَتْ بَعْدَ النّبيّ وَأهْلِهِ | كَمِثْلي حَصَانٌ في الرّجَالِ يُقارِبُهْ |
أبي غالِبٌ وَالمَرْءُ صَعْصَعَةُ الّذِي | إلى دارِمٍ يَنْمي فَمَنْ ذا يُنَاسِبُهْ |
أنا ابنُ الجِبالِ الشُّمّ في عددِ الحصَى، | وَعِرْقُ الثّرَى عِرْقي، فمن ذا يحاسبُهْ |
وبَيْتي إلى جَنْبٍ رَحِيبٍ فِنَاؤهُ، | وَمِنْ دونِهِ البدْرُ المُضِيءُ كَواكِبُهْ |
وَكَمْ مِنْ أبٍ لي يا مُعاوِيَ لمْ يَزَلْ | أغَرَّ يُبَارِي الرّيحَ ما أزْوَرّ جانِبُهْ |
نَمَتْهُ فُرُوعُ المَالِكَينِ، ولَمْ يَكُنْ | أبوكَ الذي من عبد شمسٍ يُخاطِبُهْ |
تَرَاهُ كَنَصْلِ السّيفِ يَهتَزّ للنّدى | جَوَاداً تَلاقَى المَجدَ مُذْ طرّ شارِبُهْ |
طَوِيلِ نجادِ السّيفِ مُذْ كانَ لم يكنْ | قُصَيٌّ وَعبدُ الشمسِ ممّنْ يُخاطبُهْ |