بالله يا ربع لما ازددت تبيانا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بِاللهِ يَا رَبْعُ لَمَّا ازْدَدْتَ تِبْيَانا | وقُلْتُ في الحَيِّ لَمَّابَانَ لِمْ بَانَا |
لَيْلٌ بِذِي الطَّلْحِ لَمْ تَثْقُلْ أَوَاخِرُهُ | أَهْوَى لِقَلْبِيَ مِنْ لَيْلٍ بُعُسْفَانَا |
أَكَانَ بِدْعاً من الأَيَّامِ لَوْ رَجَعَتْ | عَيْشِي بِبُرْقَةِ أَحْوَاجٍ كَمَا كَانَا |
إِذْ لا هَوًى كَهَوَانا يُسْتَدامُ بهِ | عَهْدُ السُّرُورِ ، ولا دُنْيَا كَدُنْيَانَا |
أُرَدُّ دُونَك يَقْظاناً ويأْذَنُ لي | عَلَيْكِ سُكْرُ الكَرَى إِنْ جِئْتُ وَسْنَانَا |
كَأَنَّما اسْتَأْثَرَتْ بالوَصْلِ تَمْلِكُهُ | أَو سَايَرَتْ حارِساً باللَّيْلِ يَغْشَانا |
يَذُوبُ أَطْوَعُنا في الحُبِّ مِنْ كَمَدٍ | بَرْحٍ ، و يَسْلَمُ مِنْ بَلْوَاهُ أَعْصَانَا |
أَخَّرْتِ ظَالِمَةً حَقَّ المَشُوقِ ، وما | عايَنْتِ مِنْ حُرَقِ الشَّوْقِ الَّذي عَانَى |
يَوَدُّ في أَهْلِ وَدَّانَ الدُّنُوَّ ، وهَلْ | يُدْنِي هَوًى وُدُّهُ في أَهْلِ وَدَّانَا |
عَجْزٌ مِنَ الدَّهْرِلا يأَْتِي بِعَافَةٍ | إِلاَّ تَلَبَّثَ دُونَ الأَتْيِ واسْتَانَىِ |
قد آنَ أَنْ يُوصَلَ الحَبْلُ الَّذي صَرَمُوا | لو آنَ أَنْ يُفْعَلَ الشَّيْءُ الَّذِي حَانَا |
شَهْرَانِ لِلْوَعْدِ ، كَانَ القَوْلُ فِيْهِ غَداً | ومَا أَلمَّتُ بنُجْحٍ أُخْتُ شَهْرَانَا |
شَعْبَانُ مُسْتَوْسِقٌ قُدَّامَهُ رَجَبٌ | لم يَتَّفِقُ باجْتِمَاعِ الشَّمْلِ شَعْبَانَا |
مَهْمَا تَعَجَّبْتَ مِنْ شَيْءٍ فَلَسْتَ تَرَى | شَرْوَى اللَّيَالِي إِذَا أَكْدَتْ وشَرْوَانَا |
والرِّزْقُ لي دُونَ مَنْ قد باتَ وَهْوَ لهُ | لَوْ أَنَّ أَزْكَاهُ مَقْسُومٌ لأََِذْكَانَا |
وَلَيْسَ أَنْضَرَ ما اسْتَعْرَضْتَهُ وَرَقاً | بِأَصْلَبِ الشَّجَرِ الْمَعْجُومِ عِيدَانَا |
وَجَدْتُ أَكْثَرَ مَنْ يُخْشَى السَّوَادُ لَهُ | أَقَلَّهُمْ فِي رِبَاعِ المَجْدِ بُنْيَانَا |
أَكانَ خَطْرَفَةً عَمْداً صُدُودُهُمُ | عَنِ المَكَارِمِ أَو وهْماً ونسْيَانَا |
أَبَعْدَ ما أَعْلَقَ الأَقْوَامُ مِيْسَمَهُمْ | بِصَفْحَتِي ، وقَتَلْتُ الأَرْضَ عِرْفانَا |
يَرْجُو البَخِيلُ اغْتِرَارِي أَو مُخَادَعَتي | حَتَّى أَسُوقَ إِلَيْهِ المَدْحَ مَجَّانَا ؟ |
لأَكْسُوَنَّ بَنِي الفَيَّاضِ مِنْ مِدَحِي | ما باتَ مِنْهُ لَئِيمُ النَّاسِ عُرْيانا |
تَسْمُو إِلى حِلَلِ العَلْياءِ أَنْفُسُهُمْ | كَأَنَّ أَنْفُسَهُمْ يَطْلُبْنَ أَوْطَانَا |
لمِ يَنْكِلُوا عَنْ فِعَالِ الخَيْرِ أَجْمَعَهُ | إِنْ لَمْ يُصِيبُوا عَلَى الخَيْرَاتِ أَعْوَانا |
إِنْ أُرْبِحَتْ فِي ابْتِغَاءِ المَجْدِ صَفْقَتُهُمْ | لم يَحْسِبُوا غَبَنَاتِ المَجْدِ خُسْرَانَا |
مُشَيَّعُونَ عَلَى الأَعْدَاءِ لم يَهِنٌوا | عن حَلْبَةِ الشَّرِّ ىأَنْ يَلْقَوْهُ وُحْدَانَا |
ما يَبْرَحُ الشِّعْرُ يَلْقَى مِن أَبِي حَسَنٍ | خَلاَئِقاً شَغَلَتْ قُطْرَيْهِ إِحْسَانَا |
تَتَبَّعَ الشَّمْسَ يَسْتَقْري تَصَوُّبَها | حَتَّى قَضَى الْغَرْبَ تَوْهِيناً وإِثْخَانَا |
لَوْلا تَأَتِّيهِ لِلدُّنْيَا ونَبْوتِهَا | مَا لاَنَ مِنْ جانِبِ العَيْشِ الَّذي لاَنَا |
قَدْ كاثَرَتْ نُوَبَ الأَيَّامِ أَنْعُمُهُ | حَتَّى أَبْذَّتْ صُرُوفَ الدَّهْرِ أَقْرَانَا |
وَاقِعْ بِهِ الغَمْرَةَ المَغْرُورَ خائِضُها | ولا تُكَلِّفْهُ فيها حَيْنَ مَنْ حَانَا |
قَارضْهُ ما شِئْتَ يُثْمِنْكَ الوَفَاءَ بهِ ، | واحْذَرْهُ يَنْشُدُ أَوْتَاراً وأَضْغَانَا |
فَظُّ الخِلاَلِ ، عَسِيرُ الأَخْذِ ، أَشْامُهُ | إِذا تَنَمَّرَ دُونَ العَفْوِ غَضْبَانَا |
رعَى الأَمَانَةَ للسُّلْطَانِ يُوضِحُها | حَتَّى تَبَيَّنَ عَنْهَا خَوْنُ من خَانَا |
وما يَزَالُ غَرِيبٌ مِنْ كِفَايَتِهِ | فَذٌّ يَعُودُ عَلَى العُمَّالِ مِيزَانَا |
لِلشَّيْءِ وَقْتٌ وإِبَّانٌ ، ولَسْتَ تَنِيٍ | تَلْقَى لمَعْرُوفِهِ وَقْتاً وإِبَّانَا |
إِذا جَعَلْنَا سَنَا إِشْرَاقِهِ عَلَماً | إِلى مَصَابِ نَدَى كَفَّيْهِ أَدَّانَا |
إِذا أَتَيْنَاهُ والأََنْبَارُ عُمْدَتُنا | جِئْنَاهُ رَجْلاً ، وأُبْنَا عَنْهُ رُكْبَانَا |
ما أَقْشَعَتْ سَمَوَاتٌ مِنْ نَوَافِلِهِ | إِلاَّ وأَسْخَطُنَا للدَّهْرِ أَرْضَانَا |
عَوَائِدٌ وبَوَادٍ مِن مَوَاهِبِهِ | يَرُوحُ أَبْعَدُنا مِنْهَا كأَدْنَانَا |