لئن ثنى الدهر من سهمي فلم يصل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَئن ثَنَى الدّهرُ من سَهمي فلَمْ يَصِلِ، | وَرَدّ مِنْ يَديَ الطّولى، فلَمَ تَنَلِ |
لَقَدْ حَمِدْتُ صُرُوفاً مِنهُ عَرّفني | مَذْمُومُها عُصْباً مِمّنْ عَليّ وُلي |
بَني المُدَبِّرِ ما استَبطأتُ سَعْيَكُمُ، | ولا أرَدتُ بكُمْ في النّاسِ مِنْ بدلِ |
أيّامُكُمْ هيَ أيّامي، التي عَدَلَتْ | مَيلي، وَدَوْلَتكُمْ حَظّي من الدّوَلِ |
أقَمْتُ مِنْ سَيْبِكُمْ في يانعٍ خَضِِرٍ، | وَسِرْتُ من جاهِكُمْ في وابِلٍ خَضِلِ |
تَنَكّرَ النّاسُ للنّاسِ الأَلَى عَرَفُوا، | وتلكَ حالُ أبي إسحاقَ لمْ تَحُلِ |
إنْ زَادَهُ الله قَدْراً زَادَنَا حَسَناً | مِنْ رأيِهِ، فكأنّ الأمْرَ لمْ يَزَلِ |
نَعُودُ منكَ على نَهْجٍ بَدأتَ بهِ، | فَنَحْنُ نَخْبِطُ في أخلاقِكَ الأُوَلِ |
أأتْرُكُ السّهلَ مِنْ جَدوَاكَ أتبَعُهُ، | وأطلُبُ النّائِلَ الأقصَى إلى الجَبَلِ |
نَعَمْ وجدتُ المُخَلّى ليسَ يَُحمدُ من | مَرْعَاهُ ما يَحْمدُ المَحْظُورُ في الطِّوَلِ |
أقصِرْ برَأييَ إنْ شَرّقَتُ عَنكَ غَداً، | وَمَرّ بَعدَكَ لي لَيْلٌ، فلَمْ يَطُلِ |
ولَوْ مَلَكْتُ زَمَاعاً ظَلَّ يَجْذِبُنِي | قَوْداً لَكَانَ نَدَى كَفَّيْكَ مِن عُقُلِي |
ما بَعدَ جُودِكَ، لَوْلا ما يُجَاوِرُهُ، | بسُرّ من رَاءَ، من جَهلٍ وَمن بُخُلِ |
فَكَيْفَ أنْظُرُ مُختاراً إلى بَلَدٍ، | يَكُونُ يَأسِيَ أعْلَى فيهِ مِنْ أمَلي |
جاءَ الوَليُّ، فَبَلّ الأرْضَ رَيّقُهُ، | وَغُلّتي مِنْهُ ما أفضَتْ إلى بَلَلِ |
وَقَدْ سألتُ، فَما أُعطيتُ مَرْغَبَةً، | وَكَانَ حَقّيَ أنْ أُعْطَى، وَلَمْ أسَلِ |
أرْمي بظَنّي، فلا أعدو الخَطَاءَ بهِ، | إِعجَبْ لأخطاءِ رَامٍ مِنْ بني ثُعَلِ |
أسِيرُ إذْ كُنْتُ في طُولِ المُقامِ بها | أُكْدِي لَعَلّيَ أُجْدَى عندَ مُرْتَحَلي |
وَرُبّما حُرِمَ الغَازُونَ غُنْمَهُمُ | في الغزْوِ ثمّ أصَابُوا الغُنمَ في القَفَلِ |
شَرّقْ وَغَرّبْ فعَهدُ العاهدينَ بمَا | طالَبَتَ في ذَمَلانِ الأيْنُقِ الذُّمُلِ |
وَلاَ تَقُلْ أُمَمٌ شَتّى، ولا شِقَقٌ، | فالأرْضُ من تُرْبَةٍ والنّاسُ من رَجُلِ |