بت أبدي وجدا وأكتم وجدا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بِتُّ أُبْدي وَجْداً وَأكْتُمُ وَجْدا، | لخَيَالٍ من البخيلة يُهْدَى |
أقْسِمُ الظّنّ فِيهِ أنّى تخَطّى الـ | ـرّمحلَ مِنْ عالِجٍ، وَأنّى تَهَدّى |
خَطَأٌ ما أزَارَنَاهُ طُرُوقاً، | أمْ تَوَخيّهِ للزّيارَةِ عَمْدا |
جاءَ يَسْري، فأشْرَقَتْ أرْضُ نجدٍ | لِسُرَاهُ، وَوَاصَلَ الغَيْثُ نَجْدا |
لا تَخِيبُ البِلادَ، تخْطِرُ فِيهَا | رُسُلُ الشّوْقِ من خيالاتِ سُعْدَى |
وَعَدَتْنَا، فما وعفَتْ بِوِصَالٍ، | وَوَفَتْ، حين أوْعَدَتْ أنْ تَصُدّا |
قَرّبَ الطّيْفُ مُنْتَواها فأصْبَحْـ | ـتُ حَدِيثاً بِنافِضِ العَهْدِ عَهْدا |
سكَنٌ لي، إذَا دَنَا ازداد لِيّا | ناً َوبعدا، فازْدادَ بالقُرْبِ بُعْدا |
سَألَتْني عنِ الشّبابِ كَأنْ لمْ | تَدْرِ أنّ الشّبابَ قَرْضٌ يُؤدّى |
لمْ يَبِنْ عَنْ زَهَادَةٍ منه لَكِنْ | آنَ لِلْمُسْتَعَارِ أنْ يُسْتَرَدّا |
ما ذَخَرْتُ الدّموعَ أبْكِيهِ إلاّ | لفراق مواشيك إن أجد |
إنني ما حللت في الأرض إلا | كُنْتُ في أهْلِها المُجَلَّ المُفَدّى |
وإذا القَوْمُ لمْ يُرَاحُوا لقُرْبي، | كانَ لي عنهُمُ مَرَاحٌ ومَغْدى |
مَنْ مُعِيني منكمْ على ابنِ فُرَاتٍ، | وَمُجازَاةِ مَا أنَالَ وَأسْدَى |
يَعْجِزُ الشّعْرُ عنْ مجاداةِ خِرْقِ، | أرْيَحيّ، إذا اجْتدَيْنَاهُ أجْدَى |
كُلّما قُلْتُ أعْتَقَ المَدْحُ رِقّي، | رَجّعَتْني لَهُ أيادِيهِ عَبْدا |
إنْ لَقِينَا بِهِ الخُطُوبَ مُشِيحاً، | كانَ خَصْماً، على الخطوبِ، ألَدّا |
لَوْ تَعاطَى السّحابُ إدرَاكَ مَا تبْـ | ـلُغُ آلاؤهُ لَقُلْنَا تَعَدّى |
كَرَمٌ أعْجَلَ المَوَاعِيدَ، حتى | رَدّ فِينَا نَسِيئَةَ النّيْلِ نَقْدا |
يَسْتَضِيمُ الأنْوَاءَ جودُ كَريمٍ | رَاحَتاهُ أطَلُّ مِنْها وَأنْدَى |
لا تَلُمْهُ على الفَعَالِ إنِ اسْتَأ | ثَرَ شِحّاً بِسَرْوِهِ وَاسْتَبَدّا |
هِمّةٌ أنْزَلَتْهُ مَنْزِلَةَ المُو | في على النّجْمِ مأثُرَاتٍ، ومجْدا |
لَيْسَ بالمُصْرِم المُقِلّ الّذي يُو | جَدُ، رَبَّ أثنتي مَسَاع وَأحْدَى |
وَشَرِيفُ الأقْوَامِ، إن عُدّ فَضْلٌ | كثُرَتْ مَأثُرَاتُهُ أن تُعَدّا |
كَمْ لَهُ منْ أبٍ يَتِيهُ بأثْوا | بِ المَعَالي مُؤزراً وَمُرَدّى |
نَحَلَتْهُ العِرَاقُ ما كان نُحْلاً | منْ عُمانٍ، وَمُلكِها للْجَلَنْدَى |