تفتأ عجبا بالشيء تدكره
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تفتأ عجبا بالشيء تدكره | وإن تولى أو انقضى عصره |
ذكرت من واسط وبارحها | ليل السواجير ساجياً سحره |
وزائر زار من أعقته | يميل وزنا بأنسه ذعره |
كأنه جاء منجزا عدة، | وبت في الراقبين أنتظره |
لم أنسه موشكا على عجل | مدامجا في الحديث يختصره |
كأنما الكاشحون قد خرصوا | مكانه أو أتاهم خبره |
وقد دعا ناهيا فأسمعني | وخط على الرأس مخلس شعره |
شيب أرتني الأسى أوائله | فليت شعري ماذا تري أخره؟ |
صغر قدري في الغانيات، وما | صغر صبا تصغيره كبره |
ولي فؤاد دنت إفاقته | فانزاح إلا صبابة سكره |
بين التكاليف والنزوع فما | تأخذه لوعة ولا تذره |
كل امرئ مرصد لعاقبة | ساوى إليها رجاءه حذره |
لا تسخط المصعد المهول إذا | كان إلى ما ترضاه منحدره |
تثوب حال الفتى وإن لج صر | ف الدهر يجني عليه أو يتره |
ثؤوب ذي الأثر إن يعد صنع | له صقالا يوما يعد له أثره |
هل يلقيني إلى رباع إبي الـ | ــجيش خطار التغوير أو غرره |
مخيم في دمشق من دونه الــ | ـخرق، بعيد من دوره صدره |
أعارها ن ضيائه، وغدا | فخراً لها مجده ومفتخره |
كاد دجى الليل من طلاقته | يقمر والأفق ساقط قمره |
وبين أسوان والفرات زها | رعية ما يغبها نظرة |
تبلغ أوطارها، وتعلمه | مجتمعا في صلاحها وطره |
يقصر شأو الملوك عن ملك | نجله دونهم ونجتهره |
أغر منهم، والشهر آنسه | لطالب ذي لبانة غرره |
منى له الله حظنا معه، | ويغرق البحر وافيا غزره |
والصنع إذ يرتجيه آمله | مرجاً إلى أن يسوقه قدره |
كالسهم لا يكتفي بوحدته الـ | ـقانص حتى يعينه وتره |
وقد كفى غول دهره جبل | يعظم عن أهل دهره خطره |
يخشى شذاه، وغير مغتبط | نفع مرجى لا يختشى ضرره |
إن سار عاد النهار من رهج الـ | ـزحوف ليلاً يسود معتكره |
فالجو كابي الأرواق أكلفها | والماء طرق نميره كدره |
عبء على الواصفين تؤثر أخــ | ــبار نداه، وتقتفى سيره |
إذا علا في بهاء منظره | أربى عليه في الحسن مختبره |
كالغيث ما عينه ببالغة | بعض الذي راح بالغاً أثره |
لفا عتاد مما يراه لنا | ننفقه تارة وندخره |
يثلم في وفر لابس مقة | يكاد حبا لحظه يفره |
أزهر، والروض لا يروقك أو | يحكي مصابيح ليله زهره |
نخيل حتى نرى النجاح على | ظاهر بشر مبينة بشره |
والغيم محبوكة طرائقه | أحجى من الصحو يبتغى مطره |