لديك هوى النفس اللجوج وسولها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لَدَيْكَ هَوَى النّفسِ اللّجُوجِ وَسُولُهَا، | وَفيكَ المُنى لَوْ أنّ وَصْلاً يُنيلُها |
وَقَدْ كَثُرَتْ مِنْكَ المُلاَحَاةُ في الهَوى، | وَلَوْ أنّهَا قَلّتْ لَضَرّ قَليلُها |
قَنِيتُ عَزَاءً عَنْ شُجُونٍ أُضِيفُها | إليّ، وَعَنْ أسْرَابِ دَمْعٍ أُجِيلُها |
وَبِنتَ، وَقد غادَرْتَ في القَلْبِ لوْعَةً، | مُقِيماً جَوَاهَا، مُطْمَئِنّاً غَليلُها |
خَليلَيّ لا أسْمَاءُ، إلاّ ادّكارُهَا، | وَلاَ دارُ مِنْ وَهْبِينَ، إلاّ طُلُولُها |
تَمادى بها الهَجرُ المُبَرِّحُ، والتَوَى | بمَسْمَعِهَا قَالُ الوُشَاةِ، وَقِيلُها |
وإنّي لأسْتَبقي حَيَاتيَ أنْ أُرَى | قَتيلَ غَوَانٍ، لَيسَ يُودَى قَتيلُها |
وَقَدْ خَبّرَ الشَّيبُ الشّبيبَةَ أنّهَا | تَقَضّتْ، وإنّي مَا سَبيلي سَبيلُها |
هَلِ الوَجْدُ، إلاّ عَبرَةٌ أستَرِدُُّها، | أوِ الحُبُّ إلاّ عَثْرَةٌ أسْتَقِيلُها |
لَقَدْ سَرّني أنّ المَكَارِمَ أصْبَحَتْ | تُحَطُّ إلى أرْضِ العِرَاقِ حُمُولُهَا |
مَجيءُ عُبَيدِ الله مِنْ شَرْقِ أرْضِهِ | سُرَى الدّيمةِ الوَطْفَاءِ هَبّتْ قَبُولُها |
مَسِيرٌ تَلَقّى الأرْضُ مِنْهُ رَبيعَهَا، | وَيُبهِجُ عَنْهُ حَزْنُها وَسُهُولُها |
فَمَا هُوَ تَعرِيسُ المَطايَا، وَنَصُّها، | وَلَكِنّهُ حَلُّ العُلاَ وَرَحيلُها |
وأبيَضَ مِنْ آلِ الحُسَينِ تَرُدُّهُ، | إلى المَجْدِ، أعرَاقٌ مُهَدًّى دَليلُها |
أضَاءَتْ لَهُ بَغدادُ، بَعدَ ظَلامِها، | فَعَادَ ضُحًى إمْساؤهَا وأصِيلُها |
وَبَانَتْ بهِ، حتّى تَفَرّدَ بالعُلاَ، | غَرَائِبُ أفْعَالٍ، قَليلٍ شُكُولُها |
حَلَفْتُ بإِحْسانِ الحُسَيْنِ وَجُودِهِ | وأَنْعُمِهِ الضَّافِي عَلَيْنَا فُضَولُهَا |
لقَدْ سَبَقَتْ مِنهُ إِليَّ صَنِيعَةٌ | تَسرْبَلْتُ مِنْهَا حُلَّةً لا أُذِيلُهَا |
إِخَاءُ مُسَاوَاةٍ ، وأَفْضَالُ مُنْعِمٍ | لهُ دِيمةٌ قَصْدٌ إِليَّ مَسيِلُهَا |
وأَيْسَرُ ما قَدَّمْتُ في مِثْلِ شُكْرِهِ | عَلَى مِثْلِها أَبْيَاتُ شِعْرٍ أَقُولُها |
إِذا قَصُرتْ أَرْبَى عَلَيْهَا بِطَوْلِهِ | وإِنْ هيَ طالَتْ فَهْوَ سَرْواً يَطُولُهَا |
نَمَاهُ لِثَأْثِيلِ المَكَارِمِ والعُلاَ | أَبُو صَالِحٍ تِرْبُ العُلاَ ورَسيلُهَا |
ومَا حَمَدَ الأَقْوامُ كَابْنِ محمَّدٍ | لِنَعْمَاءَ نُولِيها وبُؤْسى يُزِيلُهَا |
موازينُ حِلْمٍ ما يُوَازَنُ قَدْرُها، | وَساعاتُ جُودٍ ما يُطاعُ عَذُولُها |
وَقَدْ تُسْعَرُ الهَيْجَاءُ مِنْهُ بمِرْجَمٍ | تُوَفَّى بهِ أوْتَارُها وَذُحُولُها |
وَتُعْطَفُ أثْنَاءُ السُّرَادِقِ، حَوْلَهُ، | على قَمَرٍ تَنجابُ عَنْهُ سُدُولُها |
إذا القَوْمُ قامُوا يَرْقُبُونَ بُدُوَّهُ، | بَدا حَسَنُ الأخلاقِ فيهِمْ جَميلُهَا |
كأنّهُمُ، عِنْدَ اسْتِلاَمِ رِكَابِهِ، | عَصَائِبُ عِنْدَ البَيتِ حانَ قُفُولُها |
إذا ازْدَحَمُوا قُدّامَهُ وَوَرَاءَهُ، | مَشَوْا مِشْيَةً يأبَى الأنَاةَ عَجُولُها |
فَمَا تَخْطُرُ الشّبّانُ فيها مُخيلَةً، | وَلاَ الشِّيبُ تَستَدعي وَقاراً كُهُولُها |
يُجِلُونَ مأمُولاً مَخُوفاً لِنَائِلٍ | يُوَاليهِ، أوْ صَوْلاتِ بأسِ يَصُولُهَا |
أبا أحمَدٍ، والحَمْدُ رَهْنُ مَآثِرٍ، | تُؤثِّلُهَا، أوْ عارِفَاتٍ تُنِيلُها |
وَصَلْتُ بِكَ الحاجاتِ جَمعاً، وإنّما | بطُولِ جَليلِ القَوْمِ يُقضَى جَليلُها |
رَجَوْتُ أَبَا عَبْدِ الإِلهِ لِحَاجَتِي | خَلاَئِقَكَ الغُرَّ الغَريِبَ شُكُولُهَا |
وأرْسَلْتُ أفْوَافَ القَوَافي شَوَافِعاً | إلَيكَ، وَقد يُجدي لَدَيكَ رَسُولُها |
بَوَادٍ بإحْسَانٍ عَلَيْكَ، وَخَلْفَهَا | عَوَائِدُ لمْ تُطْلَقْ إلَيْكَ كُبُولُها |
زَوَاهِرُ نَوْرٍ ما يَجِفُّ جَنِيُّها، | وأنْجُمُ لَيْلٍ ما يُخَافُ أُفُولُهَا |
وَمَا بصَوَابٍ أنْ يُؤخَّرَ حَظُّهَا، | وَقَد سَبَقَتْ أوْضَاحُها وَحُجُولُها |
إذا ما البُزَاةُ البِيضُ لمْ تُسْقَ رَيَّها | على ساعةِ الإحسانِ، خيفَ نُكُولُهَا |