شاقني بالعراق برق كليل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شاقَني بالعِرَاقِ بَرْقٌ كَليلُ، | وَدَعَاني للشّامِ شَوْقٌ دَخيلُ |
وَأرَى هِمّتي تُكَلّفُني حَمْـ | ـلَ أُمُورٍ، خَفيفُهُنّ ثَقيلُ |
كُلّمَا قُلْتُ قَد أرَحتُ رِكَابي، | ذَهَبَتْ بي عنِ الحُقوقِ الفُضُولُ |
وَلَوَ انّي رَضِيتُ مَقْسُومَ حَظّي، | لَكَفَاني مِنَ الكَثيرِ القَليلُ |
أيّهَذا الوَزِيرُ! ثَمَّ لكَ الطَّوْ | لُ، وَلا زِلْتَ تُرْتَجَى وَتُنيلُ |
أنْتَ فينَا بَقيّةُ الدّينِ وَالدّنْـ | ـيَا، وَظِلُّ النّعمَى علَينا الظّليلُ |
ما بَلَغْنَا التّقسيطَ، حتّى خَشينَا | عَثرَةً، ما يُقَالُهَا المُستَقيلُ |
قَد لعَمرِي دافَعتَ عن نِعَمِ القوْ | مِ أوَانَ انْكفتْ وَكادَتْ تَزُولُ |
مانِعاً مِنْ جَليلِ مَا أسْلَمُوهُ، | إنّمَا يَدْفَعُ الجَليلَ الجَليلُ |
حَسْبُنَا الله في إدامَةِ مَا عَوّ | دَنَا فيكَ، وَهوَ نِعْمَ الوَكيلُ |
بَعُدَتْ بي مَسَافَةٌ، وَثَنَانَى | أمَدٌ، دونَ ما طلَبتُ، طَوِيلُ |
وَسَئِمتُ المَقَامَ، حتّى لقَد صَا | رَ شَبيهاً بالنُّجحِ عندي الرّحيلُ |
مَتَى رُمتُ نُصرَةً مِنْ شَفيعي، | فَشفيعي عَنْ نُصْرَتي مَشْغُولُ |
بَينَ كَأسٍ وَعَلةٍ، فَهْوَ إمّا | مُبْتَدِي نَشْوَةٍ، وَإمّا عَليلُ |
جُمعَةٌ تَنقَضِي، وَشَهْرٌ يُوَفّى | عَدُّ أيّامِهِ، وَحَوْلٌ يَحُولُ |
أنَا غَادٍ وَرَائحٌ عَنكَ بالشّكْـ | ـرِ، فماذا تَرَى، وَماذا أقُولُ |