أما والذي أعطاك فضلا وبسطة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أمَا والّذي أعْطاكَ فَضْلاً وبَسْطَةً | على كلّ حيٍّ، وَاصْطفاكَ على الخَلْقِ |
لقدْ سُسْتَنا بالعَدْلِ والبَذْلِ مُنعِماً، | وَعُدْتَ عَلَيْنَا بالأنَاةِ وَبِالرّفقِ |
وَإنّا نَرَى سِيما النبيّ مُحمّدٍ، | وَسُنّتَهُ في وَجهِكَ الضّاحكِ الطَّلْقِ |
وَقَدْ عَلِمَتْ تِلْكَ العِمامَةُ أنّها | تُلاثُ على تِلْكَ النّجابةِ وَالعِتْقِ |
تدارَكْتَ بالإحْسانِ حِمصَ وَأهلَها، | وَقَدْ قارَفوا فعلَ الإساءةِ وَالخَرْقِ |
طَلَعْتَ لهمْ وقتَ الشرُوقِ، فعَاينُوا | سَنا الشمسِ من أُفْقٍ وَوَجهَك من أُفقِ |
وَما عايَنُوا شمْسَينِ، قبْلَهُما، الْتقى | ضِياؤهُما وَفَقْاً، من الغَرْبِ والشّرْقِ |
أرَيْتَهُمُ إذْ ذاكَ قُدْرَةَ قادِرٍ، | وَعَفْوَ مُحِبٍّ للسّلامَةِ، مُسَبْقِ |
ولَوْ شِئْتَ طاحوا بالسيوفِ وبِالقَنا، | وَباللَّهْذَميّاتِ المُذَرَّبَةِ الزّرْقِ |
مَنَنْتَ عَلَيْهِمْ بالحَياةِ فأصْبحوا | موَالِيكَ فازُوا منكَ بالمَنّ والعَتقِ |
وَإنّ وَلاَءَ المُعْتَقِينَ منَ الرّدَى، | يفُوقُ وَلاءَ المُعْتَقِينَ من الرّقّ |
بَقِيتَ أمِيرَ المُؤمِنِينَ لأمّةٍ، | سَلَكْتَ بها نَهْجَ السّبيلِ إلى الحقّ |
بِوَجْهِكَ تَسْتعدي على الدهرِ، كلّما | أساءَ، كما كانَتْ بِجدِِّكَ تَستسْقي |