أرشيف المقالات

التناقض بين المعنى واللامعنى! - أحمد كمال قاسم

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
لو قال لك أحدهم: "أنا كاذب"، (كاذب) اسم فاعل من (يكذب) أي أن يصف نفسه الآن لحظة قوله، ولا يجب أن أصدق ولا أن أكذب، وما ينبغي هو أن اعتبره قال كلامًا فارغًا من المعنى.
لماذا؟!
لأنني لو صدقت عبارته سأعده كاذبًا، إذا عبارته كاذبة إذًا هو صادق، إذا عبارته صادقة إذًا هو كاذب، وهكذا (تناقض).
ولو كذبت عبارته سأعده صادقًا، إذا عبارته صادقة، إذًا هو كاذب، إذا عبارته كاذبة, إذًا هو صادق، وهكذا (تناقض).
وقد وقعنا هنا في هذا التناقض، لأننا افترضنا العبارة لها احتملان لا ثالث لهما من البداية:
صادقة أو كاذبة.
إنما لو كنا أضفنا الاحتمال الثالث وهو ليس لها معنى، لما كنا وقعنا في التناقض اضطرارًا، أي أنه عندما قال: "أنا كاذب"
فأمامي الآن ثلاثة اختيارات:
- أن عبارته لها معنى وكاذبة (تناقض).
- أن عبارته لها معنى وصادقة (تناقض).
- أن عبارته ليس لها معنى (توافق: ذلك أنني لن أصدق ولن أكذب).
لو لم نفترض ذلك، وذلك مستحيلًا، إلا في حالة أن تكون العبارة تشير إلى شيء غير نفسها، إذًا فلا بد وأن يكون أمامنا خيارات أخرى، كأن توجد درجات بين النقيضين، وقد يُفضي هذا إلى المتذبذب مع الزمن، أو أن تكون هناك حالة تراكب رياضي، تستخدم في ميكانيكا الكم.

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير