كلفني فوق الذي أستطيع
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كَلّفَني، فَوْقَ الذي أسْتَطيعْ، | مُعتَزِمٌ في لَوْمِهِ مَا يَرِيعْ |
لَجَاجَةٌ مِنْهُ تَأدّى بِهَا | إلى الذي يَنصُبُني، أمْ وَلُوعْ |
يأمُرُ بِالسّلْوَانِ جَهْلاً، وَقَدْ | شاهَدَ مَا بَثّتْهُ تِلْكَ الدّمُوعْ |
وَمِنْ عَنَاءِ المَرْءِ أوْ أفْنِهِ | في الرّأيِ، أنْ يأمُرَ مَنْ لا يُطيعْ |
وَالظّلْمُ أنْ تَلحي على عَبرَةٍ | مُظْهِرَةٍ مَا أضْمَرَتْهُ الضّلُوعْ |
هُوَ المَشُوقُ استَغزَرَتْ دَمْعَهُ | مَعاهِدُ الأُلاّفِ، وَهيَ الرّبُوعْ |
طَوّلَ هَذا اللّيْلَ أنْ لا كَرَى | يُرِيكَ مَنْ تَهوَى وَأنْ لا هُجوعْ |
يَمضِي هَزِيعٌ لمْ يُطِفْ طائِفٌ | مِنْ عِنْدِ أسْمَاءَ، ويَأتي هَزِيعْ |
إذا تَوَقّعْنَا نَوَاهَا جَرَتْ | سَوَاكبٌ، يَحمرُّ فيها النّجيعْ |
تَوَقُّعُ الكُرْهِ ازْدِيادٌ إلى | عَذابِ مَنْ يَرْقُبُهُ لا الوُقُوعْ |
ألمَالُ مَالانِ، وَرََبّاهُمَا | مُعْطٍ لمَا تََسألُهُ، أوْ مَنُوعْ |
وَاليأسُ فيهِ العِزُّ مُسْتَأنَفاً، | وَفي أكاذيبِ الرّجَاءِ الخُضُوعْ |
مَنْ جَعَلَ الإسْرَافَ يَقْتَادُهُ، | فَقَدْ أرَاني مَا يَرَاهُ الخَليعْ |
قَنَاعَةٌ تَتْبَعُهَا هِمّةٌ، | مُشْتَبَهٌ فيها الغِنَى وَالقُنُوعْ |
لتَطْلُبَنّ الشّاهَ عِيدِيّةٌ، | تَغَصُّ مِنْ بَدْنٍ بهِنّ النُّسُوعْ |
إذا بَعَثْنَاهُنّ ذُدْنَ الكَرَى | عَنّا، إلى حَيثُ اطّبَاهُ الضَّجوعْ |
بالسّيْرِ مَرْفُوعاً إلى سَيّدٍ، | مَكَانُهُ فَوْقَ ذَوِيهِ رَفيعْ |
إضَاءَةٌ مِنْ بِشْرِهِ لا يَرَى | مِثْلَ تَلاليهَا الحُسَامُ الصّنيعْ |
وَبَسطَةٌ مِنْ طُولهِِِ، لَوْ خَلا | شِبْهٌ لهَا صِيغَتْ عَلَيْهِ الدّرُوعْ |
تََدْنُو رِكَابَاهُ لِمَسّ الحَصَى، | وَالطِّرْفُ مُسْتَعْلٍ قَرَاهُ تَليعْ |
وَيَذْعَرُ الأعداءُ مِنْ فَارِسٍ، | يَهُولُهُمْ إشْرَافُهُ، أوْ يَرُوعْ |
أهْوَاؤهُمْ شَتّى لِعِرْفَانِهِ، | وَهمْ سوَى ما أضْمَرُوهُ جَميعْ |
لا تَغتَرِرْ مِنْ حِلمِهِ، وَاحترِسْ | مِنْ سَطوَةٍ فيها السِِّمامُ النّقيعْ |
يُؤنِسُ بالسّيفِ، اغْتِرَاراً بهِ، | وَفي غِرَارِ السّيفِ مَوْتٌ ذَرِيعْ |
ثَاني وُجُوهِ الخَيلِ مُقْوَرّةً | في الكَرّ حتّى يَستَقِلّ الصّرِيعْ |
إذا شَرَعْنَا في نَدَى كَفّهِ، | ألْحَقَنَا بالرّيّ ذاكَ الشّرُوعْ |
وَإنْ أفَضْنَا في نَثَاهُ، فَقُلْ | في نَفَحاتِ المِسكِ، غَضّاً، يضُوعْ |
مُشَفَّعٌ في فَضْلِ أُكْرُومَةٍ | مُعْجَلَةٍ عَنْ وَقْتِهَا، أوْ شَفيعْ |
نَجْرِي إلى أقْسامِنا عِنْدَهُ، | فَما كِثٌ عَنْ حَظّهِ، أوْ سَرِيعْ |
وَالأنجُمُ الخَمسَةُ تَجرِي، وَقَدْ | يَرِيثُ طَوْراً بَعضُهُنّ الرّجُوعْ |
بالغِرْشِ أوْ بالغَوْرِ مِنْ رَهْطِهِ، | أُرُومُ مَجْدٍ سَانَدَتْهَا الفُرُوعْ |
لَيسَ النّدَى فِيهمْ بَديعاً، وَلا | مَا بَدأُوهُ مِنْ جَميلٍ بَديعْ |
لا يَرْتَئي الوَاحِدُُ مِنهُمْ سِوَى | ما يَرْتَئيهِ، في العُلُوّ، الجَميعْ |
مَكارِمٌ فَضّلْنَ مَنْ يَشْتَرِي | نَبَاهَةَ الذّكْرِ عَلى مَنْ يَبِيعْ |
يَرْجُو لهَا الحُسّادُ نَقْلاً، وَقَدْ | أرْسَى ثَبيرٌ، وَتَأيّا تَبِيعْ |
رُكْني، بآلاءِ أبي غَانِمٍ، | ثَبْتٌ، وَكَهفي في ذَرَاهُ مَنيعْ |
كَمْ أدّتِ الأيّامُ لي ذِمّةً | محْفوظةً، في ضِمْنِهِ، ما تَضِيعْ |
وَكَمْ لَبِستُ الخَفضَ في ظِلّهِ، | عُمرِي شَبابٌ، وَزَماني رَبيعْ |