هواها على أن الصدود سبيلها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هَواهَا عَلَى أَنَّ الصُّدُودَ سَبِيلُهَا | مُقِيمٌ بأَكْنَافِ الحَشَا ما يَزُولُهَا |
وَإِنْ جَهَدَ الوَاشُونَ في صَرْمِ حَبْلِها | وأَبْدَعَ فِي فَرْطِ المَلاَمِ عَذُولُهَا |
ومُولَعَةٍ بالْهَجْرِ يُقْلَى وَدُودُها، | ويُقْصى مُدَانِيها ،ويُخْفَى وَصُولُهَا |
أَذَالَ مَصُونَاتِ الدُّمُوعِ اهْتِجَارُهَا | ولَوْلا الهَوَى ماكانَ شَيءٌ يُذِيلُهَا |
وما الوَجْدُ إِلاَّ أَدْمُعٌ مُستَهلَّةٌ | إِذا ما مَرَاها الشَّوقُ فاضَ هُمُولُها |
أَسِيتُ فأَعْطَيْتُ الصَّبَابةَ حَقَّها | غَداةَ اسْتَقَلَّت للفِراقِ حُمولُهَا |
وَهَلْ هِيَ إلاَّ لَوْعةٌ مُسْتَسِرَّةٌ | يُذِيبُ الحَشَا والقَلْبَ وَجْداً غَليلُها |
ولَوْلاَ معَالي أَحمَدَ بْنِ محَمَّدٍ | لأَضْحَتْ دِيارُ الحَمْدِ وَحْشاً طُلولُها |
فَتْى لم يَمِلْ بالنَّفْسِ مِنْهُ عَنِ العُلاَ | أِلى غَيْرها شيءٌسِواهَا يُمِيلُهَا |
يَرُدُّ بَنِي الآمالِ بيضاً وُجُوهُهُمْ | بنَائِلِهِ جَمُّ العَطَايَا جَزِيلُهَا |
فَلَيْسَ يُبالي مُسْتَمِيحُو نَوالِهِ | أَصَابَ اللَّيالي خِصْبُها أَمْ مُحُولُهَا |
أَنافَ بهِ بِسْطَامُهُ ومُحَمَّدٌ | قِمَامَ عُلاً يُعْيي المُلوكَ حُلُولُهَا |
لهُ هِمَمٌ لا تَمْلأُ الدَّهْرَ صَدْرَهُ | يَضِيقُ بها عَرْضُ البِلادِ وطُولُهَا |
إِذا لاَحَظَ الأَحْدَاثعن حَدِّ سُخْطِهِ | تَضَاءَلَ عند اللَّحظِ خَوْفاً جَلِيلُهَا |
لقدْ أُعْطِيتْ مِنْهُ الرَّعِيَّةُ فَوْقَ ما | تَرَقَّتْ أَمانِيها إِلَيْهِ وَسُولُهَا |
نَفَى الجَوْرَ بالْعَدْلِ المُبينِ فأَصْبَحَتْ | مَعَاهِدُهُ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ مُحٍيلُهَا |
فَأَثْرى بهِ مِنْ بَعْدِ بُؤْسٍ عَديمُها | وعزَّ بهِ من بَعْدِ خَوفٍ ذَلِيلُهَا |
وسارَع طْوْعاً بالخَراجِ أَبِيُّها، | وعادَ حَلِيماً بَعْدَ جَهْلٍ جَهُولُهَا |
ومَا زَال مَيْمُونَ السِّياسةِ ناصِحاً | لهُ شِيَمٌ زُهْرٌ يَقِلُّ عَدِيلُها |
يَنَالُ بِحُسْنِ الرِّفْقِ ما اَوْ يَرُومُهُ | سِوَاهُ بِبِيضِ الهِنْدِ خِيفَ فُلُولُهَا |
لَهُ فِكَرٌ عِنْدَ الأُمورِ يُرِينَهُ | عَوَاقِبَها في الصَّدْرِ حِينَ يُجِيلُهَا |
تَتَابعُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ فَضِيلَةٌ | يَفُوتُ ارتِدَادَ الطَرْفِ سَبْقاًّعَجُولُهَا |
إِذا كَرَّها بالبِرِّ مِنه أَعادَها | علَى النَّهْجِ محْمودُ السَّجَايَا جَمِيلُها |
لَهُ نَبْعَةٌ فِي العِزِّ طالَتْ فُرُوعُهَا | وطَابَ ثَرَاها ،واطْمَأَنَّتْ أُصُولُهَا |
ولو وُزِنَتْ أَركانُ رَضْوَى ويَذْبلٍ | وقُدْسٍ بهِ في الحِلْمِ خَفَّ ثَقِيلُهَا |
لَهُ سطَوَاتٌ كُلَّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ | عَلَى مُهَجِ الأَعْدَاءِ لا تَسْتَقِيلُها |
إِذَا جَرَتِ الآمالُ عن قَصْدِها اغْتَدَى | إِليها نَدَاهُ الجَزْلُ وهو دَلِيلُهَا |
ولمَّا شأَى في المَجْدِ سَبْقاً تَقَدَّمَتْ | لهُ في مَدَاهُ غُرَّةٌ وحُجُولُهَا |
سَلِيلُ المَعَالي والفَخَارِ،وإَِّنما | يَتِيهُ ويُزْهِي بالمعالِي سَلِيلُها |
فِدَاكَ أَبا العبَّاس مِنْ كُلّ حادِثٍ | مِن الدَّهْرِ مَنْزُورُ العَطايَا مَطُولُهَا |
فَكَمْ لَكَ في الأَمْوَال مِنْ يَوْمِ وَقْعَةٍ | طَوِيلٍ ،مِنَ الأَهْوالِ فِيهِ ،عَوِيلُهَا |
وَمِنْ صَوْلَةٍ في يَوْمِ بُؤْسٍ على العِدَى | يُهَالُ فُؤَادُ الدَّهْرِ حِين يَصُولُها |
إِلَيْكَ سَرَتْ غُرُّ القَوافِي كأَنَّها | كَواكِبُ لَيْلٍ غَابَ عَنْهَا أَفُولُهَا |
بَدَائعُ تأْبَى أَنْ تُدِينَ لِشَاعِرٍ | سِوَايَ إِذا ما رَامَ يَوماً يَقُولُهَا |
تَزُولُ اللَّيالي والسِّنونَ ،ولا يُرَى | على العَهْدِ طُولَ الدَّهرِ شيءٌ يُزِيلُهَا |
يُهَيِّجُ إِطْرابَ المُلوكِ اسْتِمَاعُها، | فَيُحْمَدُ راوِيها ،ويُحْبَى قَئُولُها |