في غير شأنك بكرتي وأصيلي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
في غَيرِ شأْنكَ بُكْرَتِي وأصِيلي، | وَسوَى سَبيلكَ في السّلُوّ سَبيلي |
بخُلَتْ جُفُونُكَ أن تَكونَ مُساعدي، | وَعَلِمتَ ما كَلَفي، فكُنتَ عَذولي |
جَارَ الهَوَى، يَوْمَ استَخَفّ صَبَابتي | لِخِلِيّ ما تَحْتَ الضّلُوعِ، مَلُولِ |
سَفَرَتْ كَمَا سَفَرَ الرّبيعُ الطّلْقُ عَنْ | وَرْدٍ، يُرَقْرِقُهُ الضّحَى، مَصْقُولِ |
وَتَبَسّمَتْ عَن لُؤلُؤٍ، في رَصْفِهِ | بَرَدٌ، يَرُدُّ حُشَاشَةَ المَتْبُولِ |
خَلَفَتْكُمُ الأنْوَاءُ في أوْطَانكمْ، | فَسَقَتْ صَوَادِي أرْبُعٍ وَطُلُولِ |
وإذا السّحابُ تَرَجّحَتْ هَضَبَاتُهُ، | فعَلَى مَحَلٍّ بالعَقِيقِ مُحيلِ |
حَتّى تُبَلّ مَنَازِلٌ، لَوْ أهْلُهَا | كُثُبٌ لَرُحْتُ على جَوًى مَبْلوُلِ |
بَلْ ما أوَدُّ بأنّني أفْرَقْتُ منْ | وَجْدي، ولا أنّي بَرَدْتُ غَليلي |
وأعُدُّ بُرْئي منْ هَوَاكَ رَزَِّيةً، | والبُرْءُ أكْبَرُ حَاجَةِ المَخبُولِ |
ما للمَكَارِمِ لا تُرِيدُ سوَى أبي | يَعْقُوبَ إسْحَقَ بنِ إسْمَاعِيلِ |
وإلى أبي سَهْلِ بنِ نَيْبُخْتََ انْتَهَى | مَا كَانَ من غُرَرٍ لَهَا وَحُجُولِ |
نَسَباً كَمَا اطّرَدَتْ كُعُوبُ مُثَقَّفٍ | لَدْنٍ، يَزِيدُكَ بَسطَةً في الطّوُلِ |
يُفْضِي إلى بِيبَ بنِ جُوذَرْزَ الذي | شَهَرَ الشّجَاعَةَ، بَعد طول خُمولِ |
أعْقَابُ أمْلاكٍ، لَهُمْ عَاداتُهَا | منْ كُلّ نَيْلٍ مثلِ مَدّ النِّيلِ |
ألْوَارِثُونَ منَ السّرِيرِ سُرَاتَهُ، | عَنْ كُلّ رَبّ تَحيّةٍ مأمُولِ |
والضّارِبُونَ بسَهْمَةٍ مَعْرُوفَةٍ، | في التّاجِ ذي الشُّرُفَاتِ والإكلِيلِ |
إنّ العَوَاصِمَ قَدْ عُصِمْنَ بأبْيَضٍ | ماضٍ كحَدِِّ الأبيَضِ المَصْقُولِ |
أعطَى الضّعيفَ من القَوِيّ، وَرَدّ من | نَفسِ الوَحيدِ، وَمِنّةِ المَخْذُولِ |
عَزّ الذّليلُ، وَقَدْ رَآكَ تَشُدُّ منْ | وَطْءٍ عَلَى عُنُقٍ العَزِيزِ، ثَقِيلِ |
وَرَحَضْتَ قِنَّسْرِينَ، حتّى أُنْقيَتْ | جَنَبَاتُهَا منْ ذَلكَ البِرْطِيلِ |
رَعَتِ الرّعيّةُ مَرْتَعاً بكَ حَابساً، | وَثَنَتْ بظلٍّ، في ذُرَاكَ، ظَلِيلِ |
أعطَيْتَهَا حُكْمَ الصّبيّ، وَزِدتَها | في الرِّفْدِ، إذْ زَادَتْكَ في التأمِيلِ |
وَكَعَمتَ شِدقَ الآكلِ الذَّرِبِ الشَّبَا | حَتّى حَمَيْتَ جُزَارَةَ المأكُولِ |
أحْكَمْتَ ما دَبّرْتَ بالتَّبْعِيدِ، والـ | ـتَّقْرِيبِ، والتّصعِيبِ، والتّسهِيلِ |
لَوْلا التّبَايُنُ في الطّبَائِعِ لمْ يَقُمْ | بُنْيَانُ هَذا العَالَمِ المَجْهُولِ |
قَوْلٌ يُتَرْجِمُهُ الفَعَالُ، وإنّما | يُتَفَهّمُ التّنزِيلُ بالتّأوِيلِ |
مَاذا نَقُولُ، وَقَدْ جَمَعتَ شَتَاتَنا، | وأتَيْتَنا بالعَدْلِ والتّعْدِيلِ |