محا نور النواظر والعقول
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
مَحَا نُورَ النَّواظِرِ والعُقولِ | أُفُولُكَ ، والبُدورُ إِلى أُفُولِ |
ومنْ جَلَلِ الخُطوبِ نِعِيُّ ناعٍ | أَتَانَا عَنْكَ بالخَطْبِ الجَليلِ |
هُوَ النَّبأُ العَظِيمُ ، وَكَمْ بأَرْضٍ | أُسِيلَ دَمٌ على خَدٍّ أَسِيلِ |
أَيَوْمَ مُحمَّدٍ لم تُبْقِ سُؤْلاً | ولاَ أَمَلاً لِذِي أَملٍ وسُولٍ |
فَكَمْ أَذْلَلْتَ مِنْ رَجُلٍ عَزِيزٍ | وكَمْ أَعزَزْتَ من رَجُلٍ ذَلِيلِ |
وَلَمْ يكُ سَيَّداً لَوْ كَانَ قَيْلاً | تُغَضُّ لَدَيْهِ أَبْصارُ القُيًولِ |
وما رَاحتْ بهِ النَّكْبَاءُ حَتَّى | دَعَا دَاعِي المَكارِمِ بالرَّحِيلِ |
وكَمْ من حُرِّ وَجْهٍ فاطِمِيٍّ | جلَوْتَ وَكَانَ كالرَّسْمِ المُحِيلِ |
وَمنْ عَظْمٍ كَسِيرٍ أَبْطَحِيٍّ | جَبرْتَ بِنَائلٍ غَمْرٍ جَزِيلِ |
أَعَيْنَ السَّلسبِيل ، سَقاكِ جُوداً | كَجُودِكِ منْ عُيُونِ السَّلْسَبيلِ |
عَدَتْكَ مَحبَّةٌ زَادَتْكَ حُبًّا | إِلى الصَّلَوَاتِ والسُّنَنِ العُدُولِ |
ولَمَّا لَمْ نَجِدْ دَرَكاً لِثاوٍ | وَجَلَّ المَوْتُ عَنْ طَلَبِ الذُّحُولِ |
رَدَدْنَا البِيضَ في الأَغْمادِ يَأْساً | وَأَطْلَقْنَا المَدَامِعَ لِلغَلِيلِ |
ورُحْنا حَوْلَ شَرْجَعِهِ كَأَنَّا | نَشَاوَى رَائِحُونَ مِنَ الشَّمُولِ |
نَغُضُّ لَهُ النَّوَاظِر وَهْوَ مَيْتٌ | لِهَيْبَتِهِ ونُخْفِضُ مِنْ عَوِيلِ |
حَيَاءً مِنْ صَنَائعهِ اللَّواتي | أَخَذْنَ لَهُ مَوَاثِيقَ العُقُولِ |