هل الربع قد أمست خلاء منازله
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هَلِ الرَّبْعُ قد أَمْستْ خَلاَءً مَنَازِلُهْ | يُجيبُ صَدَاهُ أَو يُخَبَّرُ سَائِلُهْ ؟ |
وهَلْ مُغْرَمٌ قد ضَعَّفَ الحُزْنُ وَجْدَهُ | يُكَفْكِفُ دَمْعاً قد تَحَدَّرَ هَامِلُهْ ؟ |
أَعِنِّي على عَيْنٍ قَلِيلٍ هُجُودُها | عَصَتْ ، وعلى قَلْبٍ كثيرٍ بَلاَبلُهْ |
يَشُطُّ فَيَنْأَى مَنْ نُحِبُّ اقْتِرابَهُ ، | ويَقْطَعُنا مِنْ هَجْرِهِ مَنْ نُواصِلُهْ |
لَقَدْ نُصِرَتْ ، والنَّصْرُ أَوْلَى حُقوقِهَا ، | جَيُوشُ أَبي الجيْشِ الحِدَادِ مَناصِلُهْ |
كَفَاهُ العِدَى حَتَّى تَصَرَّمَ كَيْدُهُمْ | طُغجُّ بْنُ جُفٍّ مُصْلَتَاتٍ قَنَابِلُهْ |
بِقُونِيةَ العُلْيَا مَكَاناً إِذِ القَنَا | بِقُونِيَةَ العُلْيا تُدَمَّى عَوَامِلُهْ |
وَيوْمَ الحَريقِ في مَلُورِيةَ انْتَحَى | لِساكِنها مَوْتٌ تَيَسَّرَ عاجِلُهْ |
وأُصْفِيَ مِنْ بُرْغُوثَ سَبْيٌ كأَنَّما | عَقَابِيلُ أَسْرَابِ الظِّبَاءِ عَقَابِلُهْ |
وقد أَزْعَجتْ خَيْلَ الدُّمُسْتُقِ خَيْلُهُ | كمَا أَزْعَج الْعَامَ المُجَرَّم قابِلُهْ |
فلا مَعْقِلٌ إِلاَّ حوَتْهُ سُيُوفُهُ ، | ولا مَغْنَمٌ إِلاَّ حَجَتْهُ جَحَافِلُهْ |
إِذا مَا طُغُجُّ سارَ في صَدْرِ عَسْكَرٍ | تُجِيبُ رواغِيهِ عِشَاءً صَوَاهِلُهْ |
رأَيْتَ الرَّدَى سهْلَ السَّبِيلِ الى العِدَى | وقد رُفِعَتْ للنَّاظِرينَ قَسَاطِلُهْ |
إِذا أَظْلَمَ الدَّهْرُ العَبُوسُ أَضاءهُ | أَغَرُّ مِنْ الفِتْيَانِ حُلْوٌ شَمَائِلُهْ |
إِذا طَلَب الأَقْوَامُ رُتْبَةَ مَجْدِهِ | أَبَاهَا عَلَيْهِمْ تُبَّعٌ ومَقَاوِلُهْ |