لا يبعد اللهو في أيامنا المودي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا يَبْعُدُ اللّهوُ، في أيّامِنَا، المُودي، | ولا غُلُوُّ الهَوَى في الغَادَةِ الرُّودِ |
وَجِدّةُ الشّعَرَاتِ السُّودِ يُرْجِعُهَا | بِيضاً تَتَابُعُ مَرّ البِيضِ والسّودِ |
لَوْ كَانَ في الحِلمِ من جَهلٍ مَضَى عِوَضٌ، | لم أذمُمِ الشَّيبَ في قَوْلي وَمَعْقُودي |
تلكَ البَخيلَةُ، ما وَصْلي بِمُنْصَرِفٍ | عَنها، وَلاَ صَدُّهَا عَنّي بمَصْدُودِ |
ألَمّ بي طَيْفُهَا وَهْناً، فأعوَزَهُ | عندي وُجُودُ كرًى بالدّمعِ مطرُودِ |
إنْ يَثْلِمِ الحُبُّ في رأي، فرُبّتَمَا | عَزْمٌ ثَلَمْتُ بهِ صُمَّ الجَلامِيدِ |
قَدْ عُلّمَ البَاحثُ الشّنْآنُ ما حسبي، | وَبَانَ للعَاجِمِ المُجْتَسِّ ما عُودي |
لا أمْدَحُ المَرْءَ أقصَى ما يَجُودُ بهِ | نَيْلٌ، يُكَسِّرُ من حافاتِ جُلمودِ |
حَسْبي بأحْمَدَ إحْسَانَاً يُبَلّغُني | مَدَى الغِنَى، وَبِفِعْلٍ مِنهُ مَحمودِ |
رَطبُ الغَمامِ، إذا ما استُمطرَتْ يَدُهْ، | جَاءَتْ مَوَاهِبُهُ، قَبْلَ المَوَاعِيدِ |
مُثرٍ من الحَسَبِ الزّاكي، إذا ذكرُوا | عُلاهُ ألْقَوْا إلَيْهِ بالمَقاليدِ |
مُحَسَّدٌ، وَكَأنّ المَكْرُمَاتِ أبَتْ | أنْ تُوجَدَ، الدّهرَ، إلاّ عند محسودِ |
وأصْيَدُ الخَدّ عَنْ إكْثَارِ عاذِلِهِ، | إنّ النّدى من عَتاد السّادةِ الصِّيدِ |
إسْلَمْ لَنَا جَعْفَرٌ يَسلَمْ لَنَا كَرَمٌ، | وَبَيْتُ مَجْدٍ ألى عَلْيَاكَ مَرْدُودِ |
إذا جَحَدْتُ سِجَالَ الغَيْثِ رَيّقَهُ، | فإنّ جودك عِنْدي غَيرُ مَجحودِ |
وَلَوْ طَلَبْتُ سِوَى نُعْمَاكَ لي لجَأً، | لَظِلْتُ أطْلُبُ شَيْئاً غَيرَ مَوْجُودِ |
مَوَدّةٌ، وَعَطَاءٌ مِنْكَ نِلْتُهُما، | وَرُبّ مُعْطَى نَوَالٍ غَيرِ مَوْرُودِ |
أما تَوَجّهتَ نحو الشّرْقِ، مُعتَسِفاً | باليَعْمَلاتِ، حُزُونَ اللّيْلِ والبِيدِ |
فَقَدْ تَرَكْتُ بِقِنَّسْرِينَ أفْئِدَةً | مَجرُوحَةً، وَعُيُوناً ذاتَ تَسهيدِ |
أوْلَيْتَهُمْ حُسْنَ آلاءٍ، فكلُّهُمُ | في حالِ مُسْتَعْبَدٍ بالطولِ، مكدودِ |
وإنْ صَرَفتَ، وَلَمْ تَصرِفْ لبائِقَةٍ، | عنِ الخَرَاجِ، فلم تَصرِفْ عن الجُودِ |