غرام ما أتيح من الغرام
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
غَرَامٌ ما أُتيحَ مِنَ الغَرَامِ، | وَشَجْوٌ للمُحِبّ المُسْتَهَامِ |
عَشيتُ عن المَشيبِ، غَداةَ أصْبو، | بذِكْرِكَ أوْ صَمَمْتُ عَنِ المَلاَمِ |
أيا قَمَرَ التّمامِ أعَنْتَ، ظُلْماً، | عَليّ تَطَاوُلَ اللّيْلِ التّمَامِ |
أمَا وَفُتُورِ لحظِكَ، يَوْمَ أبْقَى | تَصرفُهُ فُتُوراً في عِظَامي |
لَقَدْ كَلّفْتَني كَلَفاً أُعَنّى | بهِ، وَشَغَلْتَني عَمّا أمَامي |
سَيَقْتُلُ في المَسِيرِ، إذا رَحَلْنا، | غَليلٌ كانَ يُمرِضُ في المَقامِ |
أسَاءَ لَهيبُ خَدٍّ مِنكَ تُدْمي | مَحَاسِنُهُ بقَلْبٍ، فيكَ، دامِ |
أُعِيذُكَ أنْ يُرَاقَ دَمٌ حَرَامٌ | بذاكَ الدّلّ، في شَهْرٍ حَرَامِ |
مُحَمّدُ، يا بنَ عَبدِالله، لَوْلا | نَداكَ لفَاضَ مَعرُوفُ الكِرَامِ |
وَمَا لِلنَّجْمِ إلاّ طَوْلُ قَوْمٍ، | بِهِمْ تَسْمُو بفَخْرِكَ، أوْ تُسامي |
لَكُمْ بَيتُ الأعَاجِمِ، حَيثُ يُبنَى، | وَمُفْتَخَرُ المَرَازِبَةِ العِظَامِ |
يَلُومُكَ في النّدَى مَنْ لم يُوَرَّثْ | عٌُلاَ الشّرَفِ الذي عَنْهُ تُحامي |
فِداؤكَ صاحبُ النّسَبِ المُعَمّى، | مِنَ الأقْوَامِ، والخُلُقِ الكَهامِ |
فما استَجْديتَ، إلاّ جئْتَ عَفواً | كفَيضِ البَحْرِ، أوْ صَوْبِ الغَمامِ |
وَكَمْ مِنْ سُؤدَدٍ غَلَسْتَ فيهِ، | وَلَمْ تَرْبَعْ عَلَى النّفَرِ النّيَامِ |
أرَاجِعَتي يَداكَ بأعْوَجيٍّ، | كقِدْحِ النّبعِ في الرّيشِ اللُّؤامِ |
بأدْهَمَ كالظّلامِ، أغَرَّ يَجْلُو، | بِغُرّتِهِ، دَيَاجِيرَ الظّلامِ |
تَقَدّمَ في العِنَانِ، فَمَدّ مِنْهُ | وَضَبّرَ، فاستَزَادَ منَ الحِزَامِ |
تَرَى أحْجَالَهُ يَصْعَدْنَ فيهِ | صُعُودَ البرْقِ، في الغَيمِ الجَهامِ |
وَمَا حَسَنٌ بأنْ تُهديهِ فَذّاً، | سَليبَ السّرْجِ، مَنْزُوعَ اللّجامِ |
فأتْمِمْ ما مَنَعْتَ بهِ، وأَفْضِلْ، | فَمَا الإِفضالُ إلاّ بالتّمامِ |