أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوجو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هاتان الفقرتان من استشارة سابقة لي رأيت أنها تفيد السياق والموضوع الذي نتكلم فيه.

الغدد الليمفاوية جزء ومكون أساسي من الدورة الدموية, فهناك الشرايين التي تنقل الدم من القلب إلى بقية أعضاء الجسم, وهناك الأوردة التي تنقل الدم من أعضاء الجسم إلى القلب, وهناك الأوعية والغدد الليمفاوية التي تنقل الرشح من الخلايا (الصرف الصحي للخلايا) من جميع أعضاء الجسم، وتنقلها في محطات, مثل محطات أتوبيس النقل العام حتى تصل إلى المحطة النهائية, وهي القلب لتصب الركاب, أقصد السائل الليمفاوي في الدورة الدموية من جديد! سبحان الخالق.

وفي هذه المحطات- وهي الغدد الليمفاوية- يحدث الالتهاب إذا التهب العضو القريب الذي يصل الرشح الخاص به إلى هذه الغدد, ومع مرور الوقت, ومع كثرة الالتهابات تكبر هذه الغدد بالتدريج, ولا ترجع إلى حجمها الطبيعي, فبدلا من أن تكون مثل حبة السمسم غير محسوسة, تكون مثل حبة العدس, ثم الحمص, وحتى مثل حبة الفول, ولا خطر في ذلك طالما أنها مرتبطة بعضو معين, ولا تكون في مجموعات أعلى وأسفل الحجاب الحاجز, يعني ما بين الصدر والبطن, أو تكون مرتبطة بعضو أصيب بأورام.

والغدة التي تشعرين بها خلف الأذن تأتى من التهاب الأذن أو من التهاب فروة الرأس في المنطقة المحيطة بالأذن خصوصا مع التسريح العنيف للشعر أو شد الشعر وتجديله لفترات طويلة، ولا خوف أو خطورة من هذه الغدد، ويمكن أن تأخذي مضادا حيويا klacid 250 mg قرص كل 12 ساعة لمدة عشرة أيام، فهذا سوف يساعدك على تخفيف حجم الغدد، ولكن لن ترجع كما قلنا إلى حجمها الأول.

وتورم الغدد في الرقبة بسبب الاحتقان, والتهاب اللوزتين والحلق المستمرين, تكبر بنفس الطريقة ولا ترجع لحجمها الأصلي, وتظل محسوسة دون خطورة تذكر, فلا داعي للقلق.

وحتى تطمئني أكثر اعملي تحليل صورة دم لمعرفة عدد كرات الدم الحمراء، والبيضاء، ونسبة الهيموجلوبين وهو تحليل بسيط ومفيد، ويشير أيضا إلى وجود التهاب في الدم أم لا يوجد.

والله الشافي.