بقيت مسلما للمسلمينا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
بَقِيتَ مُسَلَّماً للمُسلِمِينَا، | وَعِشْتَ خَليفَةً لله فِينَا |
فَقَدْ أنْسَيْتَنَا،َعَدْلاً و بَذْلاً ، | أُبُوّتَكَ الهُدَاةَ الرّاشِدِينَا |
أرَادَ الله أنْ تَبْقَى مُعَاناً، | فَقَدّرَ أنْ تُسَمّى المُسْتَعِينا |
إذا الخُلَفَاءُ عُدّوا يَوْمَ فَخْرٍ | سَبَقْتَ سَرَاتَهُمْ سَبْقاً مُبِينا |
وَقَيْنَاكَ المَنُونَ، وإنّ حَظّاً | لَنا في أنْ نُوَقّيَكَ المَنُونَا |
أرَى البَلَدَ الأمينَ ازْدَادَ حُسناً، | إذِ استَكْفَيتَهُ العَفَّ الأمِينَا |
نَدَبْتَ لَهُ ابنَكَ العَبّاسَ لَمّا | رَضِيتَ بخُلْقِهِ هَدْياً، وَدِينا |
سَرَرْتَ بهِ القُلُوبَ، غداةَ جاءَتْ | وِلاَيتُهُ، وأقْرَرْتَ العُيُونا |
فقَدْ صَدَرَ الحَجِيجُ، وهمْ وُفُودٌ | بشُكرِكَ رائحينَ، ومُغْتَدِينا |
أقَمْتَ سَبِيلَ حَجّهِمِ ببَدْرٍ، | أضَاءَ السّهْلَ مِنْهُ والحُزُونَا |
بأزْكَى هَاشِمٍ حَسَباً، وأَعْلاَ | هُمُ شَرفَاً، وأنداهُمْ يَمِينا |
وَحَسْبُكَ أنّهُ في كلّ حالٍ | شَبِيهُكَ، يا أميرَ المؤمِنِينا |
يُسَرُّ المُسْلِمُونَ بأنْ يَرَوْهُ | لَدَيْكَ وَليَّ عَهْدِ المُسْلِمِينا |
فَجَدّدْ عَقْدَ بَيْعَتِهِ تُجَدِّدْ | لهُمْ خَفضاً، من الدّنيا، ولِينَا |
ظُنُونُ النّاسِ تَذهَبُ فيهِ عَلواً، | فحَقّقْ مُنعماً تلكَ الظّنُونَا |
نَرَاهُ مُبَارَكاً جُمِعَتْ عَلَيْهِ | مَحَبّاتُ البَرِيّةِ أجمَعِينا |
تَطَلّعَتِ السّعُودُ بهِ إلَيْنَا، | وَقد غَابَتْ طَوَالِعُهُنّ حِينَا |
وَكَانَ القَطْرُ مُحتَبِساً، فَلَمّا | عَزَمْتَ عَلى وِلاَيَتِهِ سُقِينا |