عفا بطنُ قوٍّ من سُلْيمى فعالزُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
عفا بطنُ قوٍّ من سُلْيمى فعالزُ | فذاتُ الغضا فالمُشرفاتُ النواشِزُ |
فكلُّ خليلٍ غيرُ هاضمِ نفسهِ | لِوصْلِ خليلٍ صارمٌ أو مُعارِزُ |
و مرتبة ٍ لا يستقالُ بها الردى | تلافى بها حلمي عن الجهلِ حاجزُ |
وعَوْجاءَ مجذامٍ وأمرِ صريمة ٍ | تركتُ بها الشكَّ الذي هوَ عاجزُ |
كأنَّ قُتودي فوق جأْبٍ مُطرَّدٍ | من الحقبِ لاحتهُ الجدادُ الفولرزُ |
طوى ظِمْأها في بَيْضة ِ القيْظِ بَعْدَما | جرتْ في عنانِ الشعريين الأماعزُ |
فظلتْ بيمؤودٍ كأنَّ عيونها | إلى الشمس ـ هل تدنو ـ رُكيٌّ نَواكِزُ |
لَهُنَّ صَليلٌ ينتظرنَ قضاءَهُ | بضاحي عذاة ٍ أمرهُ وَ هوَ ضامزُ |
فلما رأينَ الوردَ منهُ صريمة ً | مضينَ ولاقاهنَّ خلٌّ مجاوزُ |
ولمّا رأى الإظلامَ بادرَهُ بها | كما بادرَ الخصْمُ اللجوجُ المُحافِزُ |
ويمَّمها من بطنِ ذَرْوة ٍ رُمَّة ً | و منْ دونها من رحرحانَ مفاوزُ |
عليْها الدُّجى مُسْتَنْشَآتٍ كأنّها | هَوادِجُ مشدودٌ عليْها الجَزاجِزُ |
تفادى إِذا استذْكى عليها وتتّقي | كما تتقي الفحلَ المخاضُ الجوامزُ |
و مرتْ بأعلى ذي الأراكِ عشية ً | فصدتْ وقد كادتْ بشرجٍ تجاوزُ |
و همتْ بوردِ القنتينِ فصدها | حوامي الكُراعِ والقُنانُ اللواهِزُ |
و صدتْ صدوداً عن ذريعة ِ عثلبٍ | ولا بَنيْ غِمارٍ في الصّدورِ حزائزُ |
ولوْ ثَقِفاها ضُرَّجَتْ منْ دمائِها | كما جُلّلت فيها القِرامَ الرجائزُ |
و حلأها عنْ ذي الأراكة ِ عامرٌ | أخو الخضرِ يرمي حيثُ تكوى النواحزُ |
قليلُ التلادِ غيرَ قوسٍ وأسهمٍ | كأنَّ الذي يرمي من الوحش تارزُ |
مطلاً برزقٍ ما يداوى رميها | و صفراءَ من نبعٍ عليها الجلائزُ |
تخيرها القواسُ من فرعِ صالة ٍ | لها شذبٌ من دونها وحواجزُ |
نَمَتْ في مَكانٍ كنَّها واستوتْ بهِ | فما دونها من غيلها متلاجزُ |
فما زال ينحو كلَّ رطبٍ ويابسٍ | وينغَلُّ حتى نالَها وَهْي بارزُ |
فلمّا اطمأنَّتْ في يديه رأى غِنى ً | أحاطَ بهِ وازورَّ عمن يحاوز |
فَمَظَّعها عاميْنِ ماءَ لِحائها | و ينظرُ منها أيها هو غامزُ |
أقامَ الثِّقافُ والطريدة ُ دَرْأَها | كما قَوَّمتْ ضِغن الشَّموسِ المَهامِزُ |
فوافى بها أهلَ المواسمِ فانبرى | لها بيعٌ يغلي بها السومَ رائزُ |
فقال لهُ : هل تشتريها فإنها | تباعُ بما بيعَ التلادُ الحرائزُ |
فقال : إزارٌ شرعبيٌّ وأربعٌ | من السِّيَراءِ أو أَواقٍ نواجزُ |
ثمانٍ من الكيريَّ حمرٌ كأنها | من الجَمْر ما ذّكى من النارِ خابِزُ |
وبُردانِ من خالٍ وتسعون درهماً | ومعْ ذاكَ مقروظٌ من الجِلْد ماعِزُ |
فظلَّ يناجي نفسه وأميرها | أيأتي الذي يُعطى بها أم يُجاوزُ |
فقالوا لهُ بايعْ أخاك ولا يَكُنْ | لكَ اليومَ عن رِبْحٍ من البيع لاهِزُ |
فلما شراها فاضتِ العينُ عبرة ً | وفي الصّدرِ حُزّازٌ من الوجْد حامِزُ |
و ذاقَ فأعطتهُ من اللينِ جانباً | كفى ، ولها أنْ يغرقَ السهمَ حاجزُ |
إذا أنبضَ الرامون عنها ترنمتْ | تَرُنَّم ثكلى أَوْجَعتْها الجنائزُ |
قذوفٌ إذا ما خالطَ الظبيَ سهمها | وإنْ رِيغ منها أَسلَمَتْهُ النواقزُ |
إذا سقطَ الأنداءُ هِينَتْ وأُكْرِمتْ | حبيراً ولم تدرجْ عليها المعاوزُ |
فلما رأين الماءَ قد حالَ دونهُ | |
شَكَكْنَ بأحْساءَ الذِّنابَ على هُدى ً | كما تابعتْ سردَ العنانِ الخوارزُ |
و لما اشتغاثتْ والهوادي عيونها | من الرُّهبِ قُبْلٌ والنفوسُ نَواشِزُ |
فألقتْ بأَيْديها وخاضتْ صدورُها | وهنَّ إلى وحشيهنَّ كوارزٌ |
نهلنَ بمدانٍ من الماءِ موهناً | على عجلٍ وللفريضِ هزاهزُ |
غَدَوْنَ له صُعْرَ الخدودِ كما غدتْ | على ماءِ يَمْؤودَ الدلاءُ النواهِزُ |
يحشرجها طوراً وطوراً كأنما | لها بالرُّغامى والخياشيمِ جارزُ |
و لما دعاها من أباطحِ واسطٍ | دوائرُ لم تضربْ عليها الجرامزُ |
حذاها من الصيداءِ نعلاً طراقها | حوامي الكُراعِ المُؤْيداتُ العَشاوِزُ |
فأقبلها نجادَ قوينِ وانتحتْ | بها طُرُقٌ كأنَّهنَّ نحائِزُ |
حداها برجعٍ من نهاقٍ كأنهُ | بما ردَّ لَحْياهُ إلى الجوْفِ راجِزُ |
فأوردهنَّ المورَ حمامة ٍ | على كلَّ إجريائها هوَ رائزُ |
يُكلّفُها طوْراً مداهُ إذا التوى | به الوردُ واعوجتْ عليه المجاوزُ |
محامٍ على عوراتها لا يروعها | خيالٌ ، ولار امي الوحوشِ المناهزُ |
فأصبحَ فَوْقَ النَّشْزِ نَشزِ حمامة ٍ | لهُ مركضٌ في مستوى الأرضِ بارزٌ |
وظلّتْ تفالى باليَفَاعِ كأنَّها | رِماحٌ نَحاها وِجهة َ الريحِ راكِزُ |