بانتْ سُعادُ فنوْمُ العينِ مملولُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بانتْ سُعادُ فنوْمُ العينِ مملولُ | و كانَ من قصرٍ منْ عهدها طولُ |
بَيْضاءُ لا يجتوي الجيرانُ طَلْعَتَها | ولا يَسُلُّ بِفيها سيفَهُ القيلُ |
وحالَ دونَكِ قومٌ في صدورهمُ | من الضَّغينة والضَبِّ البَلابيلُ |
و قدْ تلاقي بيَ الحاجاتِ دوسرة ٌ | في خلقها عن بناتِ الفحلِ تفضيلُ |
غلباءُ ركباءُ عُلكومٌ مُذَكَّرة ٌ | لدفِّها صَفْصَفٌ قُدّامُها مِيلُ |
تمَّ لها ناهِضٌ في صَدْرِها تَلِعٌ | و حاركٌ في قناة الصلب معدولُ |
كأنما فاتَ لحييها ومذبحها | مُشَرْجَعٌ من عَلاة ِ القَيْن مَمْطولُ |
ترمي الغيوبَ بمرآتين من ذهبٍ | صلتينِ ضاحيهما بالشمسِ مصقولُ |
وحُرَّتين هِجانٍ ليسَ بينَهما | إذا هما اشتأتا للسمعِ تمهيلُ |
في جانبيْ درة ٍ زهراءَ جاءَ بها | محملجٌ من رجالِ الهندِ مجدولُ |
على رجامينِ من خطافِ ماتحة ٍ | يَهدي صُدورَهما أُرْقٌ مراقيلُ |
وجِلدُها مِن أَطُومٍ ما يؤيِّسُهُ | طِلْحٌ كضاحِيَة ِ الصَّيْداءِ مَهْزولُ |
تَذُبُّ ضَيْفاً من الشَّعراءِ مَنْزِلُهُ | منها لبانٌ وأقرابٌ زهاليلُ |
أَوْ طَيُّ ماتِحة ٍ في جِرْمها حَشَفٌ | و منثنى َ من شويَّ الجلدِ مملولُ |
تهوي بها مكرباتٌ في مرافقها | فُتْلٌ صِيابٌ مياسيرٌ مَعاجيلُ |
يَدا مَهاة ٍ ورِجْلا خاضبٍ سَنِقٍ | كأنّهُ مِن جَناهُ الشَّريَ مخلولُ |
هَيْقٌ هِزَقٌّ وزَفّانيّة ٌ مَرَطى | زَعْراءُ رِيشُ ذُناباها هَراميلُ |
كأنّما منثنى أقماعِ ما مَرَطتْ | من العِفاءِ بِلِيتَيْها ثآليلُ |
تروحا منْ سنامِ العرق فالتبطا | إلى القنانِ التي فيها المداحيلُ |
إذا استهلاّ بشُؤْبوبٍ فقد فُعِلَتْ | بما اصابا من الأرضِ الأفاعيلُ |
فصادفا البيضَ قد أبدتْ مناكبها | منهُ الرئالُ لها منهُ سرابيلُ |
فَنَكّبا يَنْقُفانِ البيْضَ عن بَشَرٍ | كأنهُ ورقُ البسباسِ مغسولُ |
ثمَّ استمرا بحفانٍ لهُ زجلٌ | كالزَّهوِ أرجُلُها فيها عقابيلُ |
كأنَّ رحلي على حَقْباءَ قاربَة ٍ | أحمى عليها الأبانَيْنِ الأَراجيلُ |
حامَتْ ثلاثَ ليالٍ كلّما وَرَدَتْ | زالتْ لها دونَهُ منهُمْ تماثيلُ |
قد وَكَّلَتْ بالهدى إنسانَ صادقة ٍ | كأنّهُ من تمامِ الظِّمْءِ مَسْمولُ |
فأيقنتْ أنَّ ذا هاشٍ منيتها | وأَنَّ شرْقيَّ إِحْليلاءَ مشغولُ |
فطَّرقَتْ مشرَباً تهوي ومَوْرِدُها | منَ الأسيحمِ فالرنقاءِ مشمولُ |
حتى استغاثتْ بجونٍ فوقهُ حبكٌ | تدعو هديلاً بهِ الورقُ المثاكيلُ |
ثمَّ استمرتْ على وحشيها وبها | مِنْ عَرْمَضٍ كَوخيفِ الغِسْل تَحْجيلُ |