كلا يوميْ طوالة ْ وصلُ أروى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كلا يوميْ طوالة ْ وصلُ أروى | ظَنونٌ. آن مُطَّرَحُ الظُنونِ |
و ما أروى وإنْ كرمتْ علينا | بأدنى مِن موقَّفة ٍ حَرونِ |
تُطيفُ بنا الرماة ُ وتتّقيهم | بأوعالٍ معطفة َ القرونِ |
وماءٍ قد وَردْتُ لِوَصْلِ أروى | عليهِ الطيرُ كالورقِ اللجينِ |
ذعرتُ به القطا ونفيتُ عنهُ | مقامَ الذئبِ كالرَّجُل اللعينِ |
ولستُ إذا الهُمومُ تحضَّرتْني | بأخضعَ في الحوادثِ مستكينِ |
فسلَّ الهمَّ عنكَ بذاتِ لوثٍ | عُذافرة ٍ كمِطْرقة ِ القُيونِ |
إذا بلَّغْتِني وحَططْتِ رَحلي | عَرابة َ فاشْرَقي بِدمِ الوَتينِ |
إليكَ بعثتُ راحلتي تشكى | كُلُوماً بعدَ مَقْحدِها السَّمينِ |
فنِعْمَ المُعترى رَحَلتْ إليهِ | رحى حيزومها كرحى الطحينِ |
إذا بركتْ على علياءَ ألقتْ | عسيبَ جِرانِها كعَصا الهَجينِ |
وإن ضُرِبَتْ على العِلاّتِ حطّتْ | إليكَ حطاطَ هادية ٍ شنونِ |
تُوائِلُ من مِصَكٍّ أَنْصَبَتْهُ | حوالبُ أسهريهِ بالذنينِ |
متى يَرِد القطاة َ يَرِكْ عليها | بحنوِ الرأسِ ، معترضِ الجبينِ |
شَجٍ بالريقِ أَنْ حَرُمتْ عليْهِ | حَصَانُ الفرْجِ واسعة ُ الجَنينِ |
طوتْ أحشاءَ مُرتِجة ٍ لوقتٍ | على مَشَجٍ سُلالتُه مَهينِ |
يؤمُّ بِهنَّ من بطحاءِ نَخْلٍ | مَراكضَ حائرٍ عَذْبٍ مَعينِ |
كأنَّ محازَ لحييها حصاهُ | جنابا جِلْدِ أجْرَبَ ذي غُضون |
و قد عرقت مغابنها وجادتْ | بِدِرَّتِها قِرى حَجِنٍ قَتينِ |
إذا الأَرْطى توسَّدَ أبرَدَيْه | خدودُ جوازِىء ٍ بالرَّملِ عينِ |
و إنْ شركَ الطريقُ توسمتهُ | بخوصاوينِ في لحجٍ كنينِ |
إذا ما الصبحُ شقَّ الليلَ عنهُ | أشقَّ كمفرقِ الرأسِ الدهينِ |
رأيتُ عرابة َ الأوسيَّ يسمو | إلى الخيراتِ منقطِعَ القَرينِ |
أفادَ مَحامداً وأفادَ مَجْداً | فليسَ كجامدٍ لَحِزٍ ضَنينِ |
إذا ما راية ٌ رفِعتْ لمجدٍ | تلقاها عرابة ُ باليمينِ |
ومثلُ سراة قومك لم يُجارَوْا | إلى ربع الرهانِ ولا الثمينِ |
رماحُ رُدَيْنة ٍ وبحارُ لُجٍّ | غوارِبُها تقاذَفُ بالسَّفينِ |
فِدى ً لعطائكَ الجَزْلِ المرجّى | رجاءُ المُخْلَفاتِ من الظُّنونِ |
غداة َ وجدتُ بحرَكَ غيرَ نَزْرٍ | مشارعهُ ولا كدرَ العيونِ |