عفتْ ذروة ٌ من أهلها فجفيرها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عفتْ ذروة ٌ من أهلها فجفيرها | فَخَرْجُ المروراة ِ الدواني فَدُورُها |
على أنَّ للميْلاءِ أَطْلالَ دِمْنَة ٍ | بأسقُفَ تُسديها الصَّبا وتُنيرُها |
و خفتْ خباها من جنوبِ عنيزة ٍ | كما خفَّ من نيلِ المرامي جفيرها |
فإنْ حلّتِ المَيْلاءُ عُفانَ أو دنتْ | لحرة ِ ليلى أوْ لبدرٍ مصيرها |
لِيَبْكِ على المْيلاءِ من كان باكياً | إذا خرجتْ من رحرحانَ خدورها |
و ماذا على الميلاءِ لو بذلتْ لنا | من الوِدِّ ما يخفى وما لا يُضيرُها |
أرتْنا حِياضَ الموتِ ثُمَّتَ قَلَّبَتْ | لنا مُقلة ً كَحْلاءَ ظلّتْ تُديرُها |
كأنَّ غَضيضاً من ظِباءِ تَبالَة ٍ | يساقُ بهِ يومَ الفراقِ بعيرها |
لها أقحوانٌ قيدتهُ بإثمدٍ | يَدٌ ذاتُ أَصْدافٍ يُمارُ نَؤورُها |
كأنَّ حَصَاناً فضَّها القَيْنُ غُدْوة ً | لدى حيثُ يُلقى بالفِناءِ حَصيرُها |
كأنَّ عُيونَ الناظرينَ يَشوقُها | بها عَسَلٌ ، طابتْ يدا مَنْ يَشورُها |
تناولْنَ شَوْباً من مُجاجاتٍ شُمَّذٍ | بأعجازها فبٌّ لطافٌ خصورها |
كِنانِيّة ٌ شطّتْ بها غُربة ُ النوى | كدلْوِ الصَّناَعِ رَدَّها مُستعيرُها |
وكانتْ على العِلاّتِ لو أنَّ مُدْنفاً | تداوى بِرّياها شَفاهُ نُشُورُها |
تعوذُ بحبل التغلبيَّ ولو دعتْ | عليَّ بنَ مسعودٍ لعزَّ نصيرها |
فإنْ تَكُ قد شَطَّت وشطَّ مَزارُها | و جذمَ حبلَ الوصلِ منها أميرها |
فما وَصْلُها إلاّ على ذاتِ مِرّة ٍ | يقطعُ أعناقَ النواحي ضريرها |
جُماليّة ٌ في عِطْفِها صَيْعريّة ٌ | إذا البازلُ الوَجْناءُ أُردِفَ كُورُها |
عَلَنداة ُ أسْفارٍ إذا نالَها الوَنى | و ماجتْ بها أنساعها وضفورها |
يردُّ أنابيبُ الجِرانِ بُغامَها | كما ارتدَّ في قَوْس السَّراءِ زفيرُها |
لجوجٌ إذا ما الآلُ آضَ كأنهُ | أعاصيرُ زَرّاعٍ بِنَخْلٍ يُثيرُها |
كأَنَّ قُتُودي فوقَ أحْقَبَ قارِبٍ | أطاعَ لهُ مِنْ ذي نُجارٍ غَميرُها |
وقد سُلَّ عنها الضِّغنُ في كلِّ سَرْبخٍ | لهُ فورُ قدرٍ ما تبوخُ سعيرها |
تربعَ ميثَ النيرِ حتى تطالعتْ | نجومُ الثُريّا واستقلّتْ عَبورُها |
فلمّا فنى الأسمالَ غاضَتْ وقلَّصتْ | ثمائلُها وتابعَ الشمسَ صُورُها |
فظلَّ على الأَشْرافِ يَقسِمُ أَمْرَهُ | أَينظُرُ جُنحَ الليلِ أم يَسْتثيرُها |
فأزمعَ من عينِ الأراكة ِ مورداً | لَهُ غارَة ٌ لَفّاءُ صافٍ غديرُها |
فصاحَ بقُبٍّ كالمقالي يشُلها | كما شلَّ أجمالَ المصلي أجيرها |
يزرُّ القَطا مِنْها فتضربُ نحرَهُ | و مجتمعَ الخيشومِ منهُ نسورها |
على مِثْلِها أقضي الهمومَ إذا اعترتْ | إذا جاشَ همُّ النفسِ منها ضميرُها |