يا أَسْمُ قَدْ خَبَلَ الفؤادَ مروِّحُ صَدَعَ الظعائنُ قلبَهُ المشتاقا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا أَسْمُ قَدْ خَبَلَ الفؤادَ مروِّحُ صَدَعَ الظعائنُ قلبَهُ المشتاقا | بحزيزِ رامة إذْ أردن فراقا |
مَنَّيْنَهُ فَكَذَبْنَ إذْ منّينَهُ | تلكَ العهودَ وخنهُ الميثاقا |
و لقد جعلن لهُ المحضبَ موعداً | فلقد وفين وعاقهُ ما عاقا |
يا أَسْمُ قَدْ خَبَلَ الفؤادَ مروِّحُ | من سِرِّ حُبِّكِ مُعلقٌ إِعْلاقا |
فسلبتهِ معقولهُ أمْ لم تريْ | قلْباً سَلا بعد الهوى فأفاقا |
عَزمَ التجلُّدَ عن حبيبٍ إِذْ سَلا | عنهُ فأصبحَ ما يتوقُ متاقا |
و تعرضتْ فأرتكَ يومَ رحيلها | عذبَ المذاقة ِ بارداً براقا |
في واضحٍ كالبدرِ يومَ كمالهِ | فلمثلها راعَ الفؤادَ وراقا |
و عرفتُ رسماً دارساً مخلولقاً | فوقفتُ واستنطقتهُ استنطاقا |
حتى إذا طالَ الوقوفُ بدمنة ٍ | خرساءَ حلَّ بها الربيعُ نطاقا |
قفرٍ مغانيها تلوحُ رُسومُها | قلْباً سَلا بعد الهوى فأفاقا |
عُجْتُ القَلوصَ بها أُسائِلُ آيَها | و العينُ تذور عبرة ً تغساقا |
فَبَعثْتُ هِلواعَ الرَّواحِ كأنَّها | خَنْساءُ تَتْبَعُ نائياً مِخْراقا |
سفعاءُ وقفها السوادُ ترى لها | زمعاً وصلنَ شوى ً لهنَّ دقاقا |
باتا إلى حِقْفٍ تَهُبُّ عليهِما | نكْباءُ تَبْجِسُ وابِلاً غَيْداقا |
مِنْ صوْبِ سارِية ٍ أطاعَ جَهامُها | نكباءَ تَمْري مُزْنَها أَوْداقا |
فثنى يديهِ لروقهِ متكنساً | أفنانَ أرْطاة ٍ يُثِرْن دُقاقا |
و كأنهُ عانٍ يشاورُ نفسهُ | غابتْ أقاربُهُ وشُدَّ وَثاقا |
في عازبٍ أنفٍ تباهى نبتهُ | زَهْراً وأَسْنقَ وَحْشُهُ إِسْناقا |
فتوجسا في الصبحِ ركزَ مكلبٍ | أو جاوزاهُ فأشفقا إشفاقا |
سملِ الثيابِ لهُ ضوارٍ ضمرٌ | مَحْبُوَّة ٌ مِنْ قِدِّهِ أطْواقا |
فغدا بها قباً وفي أشداقها | سَعَة ٌ يُجلجِلُ حُضْرُها الأشداقا |
يرجو ويأملُ أن تصيدَ ضراؤه | يوفي النِّجاءَ يبادرُ الإشْراقا |
و غدا ينفضُ متنهُ من ساعة ٍ | كالسِّحلِ أغربَ لونُهُ إِلْهاقا |
أفتلكَ أم هذا أمْ أحقبُ قاربٌ | أبقى الطرادُ لهُ حشاً خفاقا |