بدع الحج والعمرة والزيارة - محمد ناصر الدين الألباني
مدة
قراءة المادة :
36 دقائق
.
وقد رأيت أن ألحق بالكتاب ذيلاً أسرد فيه بدع الحج ، وزيارة المدينة المنورة، وبيت المقدس -رده الله وسائر بلاد المسلمين إليهم، وألهمهم العمل بأحكام دينهم- ؛ لأن كثيراً من الناس لا يعرفونها فيقعون فيها، فأحببت أن أزيدهم نصحاً ببيانها والتحذير منها، ذلك لأن العمل لا يقبله الله تبارك وتعالى إلا إذا توفر فيه شرطان اثنان:
الأول: أن يكون خالصاً لوجهه عز وجل.
والآخر: أن يكون صالحاً، ولا يكون صالحاً إلا إذا كان موافقاً للسنة غير مخالف لها، ومن المقرر عند ذوي التحقيق من أهل العلم ، أن كل عبادة مزعومة لم يشرعها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله، ولم يتقرب هو بها إلى الله بفعله فهي مخالفة لسنته، لأن السنة على قسمين:
سنة فعلية، وسنة تركية، فما تركه صلى الله عليه وسلم من تلك العبادات فمن السنة تركها، ألا ترى مثلاً، أن الأذان للعيدين ولدفن الميت مع كونه ذكراً وتعظيماً لله عز وجل لم يجز التقرب به إلى الله عز وجل، وما ذلك إلا لكونه سنة تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد فهم هذا المعنى أصحابه صلى الله عليه وسلم، فكثر عنهم التحذير من البدع تحذيراً عاماً كما هو مذكور في موضعه، حتى قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها".
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "اتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم، عليكم بالأمر العتيق".
فهنيئاً لمن وفقه الله للإخلاص له في عبادته، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولم يخالطها ببدعة، إذاً فليبشر بتقبل الله عز وجل لطاعته، وإدخاله إياه في جنته.
جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
واعلم أن مرجع البدع المشار إليها إلى أمور:
الأول: أحاديث ضعيفة لا يجوز الاحتجاج بها ولا نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومثل هذا لا يجوز العمل به عندنا على ما بينته في مقدمة [صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم]، وهو مذهب جماعة من أهل العلم كابن تيمية وغيره.
الثاني: أحاديث موضوعة، أو لا أصل لها، خفي أمرها على بعض الفقهاء، فبنوا عليها أحكاماً هي من صميم البدع ومحدثات الأمور!.
الثالث: اجتهادات واستحسانات صدرت من بعض الفقهاء، خاصة المتأخرين منهم، لم يدعموها بأي دليل شرعي، بل ساقوها مساق المسلمات من الأمور، حتى صارت سنناً تتبع!، ولا يخفى على المتبصر في دينه، أن ذلك مما لا يسوغ اتباعه، إذ لا شرع إلا ما شرعه الله تعالى، وحسب المستحسن -إن كان مجتهداًـ أن يجوز له هو العمل بما استحسنه، وأن لا يؤاخذه الله به، أما أن يتخذ الناس ذلك شريعة وسنة فلا، ثم لا.فكيف وبعضها مخالف للسنة العملية كما سيأتي التنبيه عليه إن شاء الله تعالى؟
الرابع: عادات وخرافات لا يدل عليها الشرع، ولا يشهد لها عقل، وإن عمل بها بعض الجهال واتخذوها شرعة لهم، ولم يعدموا من يؤيدهم، ولو قي بعض ذلك ممن يدعي أنه من أهل العلم، ويتزيا بزيهم.
ثم ليعلم أن هذه البدع ليست خطورتها في نسبة واحدة، بل هي على درجات، فبعضها شرك وكفر صريح كما سترى، وبعضها دون ذلك، ولكن يجب أن يعلم أن أصغر بدعة يأتي الرجل بها في الدين هي محرمة بعد تبين كونها بدعة، فليس في البدع ـ كما يتوهم بعضهم ـ ما وهو في رتبة المكروه فقط، كيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار » أي صاحبها.
وقد حقق هذا أتم تحقيق الإمام الشاطبي - رحمه الله - في كتابه العظيم (الاعتصام) ولذلك فأمر البدعة خطير جداً، لا يزال أكثر الناس في غفلة عنه، ولا يعرف ذلك إلا طائفة من أهل العلم، وحسبك دليلاً على خطورة البدعة قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله احتجر التوبة عن كل صاحب بدعة، حتى يدع بدعته» [رواه الطبراني والضياء المقدسي في (الأحاديث المختارة) وغيرهما بسند صحيح، وحسنه المنذري].
وأختم هذه الكلمة بنصيحة أقدمها إلى القراء من إمام كبير من علماء المسلمين الأولين، وهو الشيخ حسن بن علي البَرْبَهاري من أصحاب الإمام أحمد رحمه الله المتوفى سنة (329)، قال رحمه الله تعالى: "واحذر من صغار المحدثات، فإن صغار البدع تعود حتى تصير كباراً، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيراً يشبه الحق، فاغتر بذلك من دخل فيها، ثم لم يستطيع المخرج منها، فعظمت، وصارت ديناً يدان به، فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن، ولا تدخل في شيء منه حتى تسأل وتنظر: هل تكلم فيه أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء ؟ فإن أصبت أثراً عنهم فتمسك به، ولا تجاوزه لشيء، ولا تختر عليه شيء، فتسقط في النار.
واعلم رحمك الله أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعاً ونصدقاً مسلماً، فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذبهم، وكفى بهذا فرقة وطعناً عليهم، فهو مبتدع ضال مضل، محدث في الإسلام ما ليس فيه".
قلت: ورحم الله الإمام مالك حيث قال: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فما لم يكن يومئذ ديناً، لا يكون اليوم ديناً".
وصلى الله على نبينا القائل: «ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به، وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله، ويقربكم إلى النار، إلا وقد نهيتكم عنه».
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
بدع ما قبل الإحرام:
1 ـ الإمساك عن السفر في شهر صفر، وترك ابتداء الأعمال فيه من النكاح والبناء وغيره.
2 ـ ترك السفر في محاق الشهر، وإذا كان القمر في العقرب.
3 ـ ترك تنظيف البيت وكنسه عقب السفر المسافر.
4 ـ صلاة ركعتين حين الخروج إلى الحج، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وفي الثانية ( الإخلاص ) فإذا فرغ قال: "اللهم بك انتشرت، وإليك توجهت...." ، ويقرأ آية الكرسي، وسورة الإخلاص، المعوذتين وغير ذلك مما جاء في بعض الكتب الفقهية.
5 ـ صلاة أربع ركعات.
6 ـ قراءة المريد للحج إذا خرج من منزله آخر سورة (آل عمران) وآية الكرسي وأنا أنزلناه و(أم الكتاب)، بزعم أن فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة.
7 ـ الجهر بالذكر والتكبير عند تشييع الحجاج وقدومهم.
8 ـ الأذان عند توديعهم.
9 ـ المحمل والاحتفال بكسوة الكعبة [وقد قضي على هذه البدعة والحمد لله منذ سنين، ولكن لا يزال في مكانها البدعة التي بعدها، وفي الباجوري على ابن القاسم [(1/ 41)]: ويحرم التفرج على المحمل المعروف، وكسوة مقام إبراهيم ونحوه].
10 ـ توديع الحجاج من قبل بعض الدول بالموسيقى!.
11 ـ السفر وحده أنسا بالله تعالى كما يزعم بعض الصوفية !.
12 ـ السفر من غير زاد لتصحيح دعوى التوكل!.
13 ـ السفر لزيارة قبور الأنبياء والصالحين.
14 ـ عقد الرجل على المرأة المتزوجة إذا عزمت على الحج، وليس معها مَحْرَم، يعقد عليها ليكون معها كمحرم [وهذا والذي بعده من أخبث البدع لما فيه من الاحتيال على الشرع والتعرض للوقوع في الفحشاء كما لا يخفى].
15 ـ مؤاخاة المرأة للرجل الأجنبي ليصير بزعمهما محرماً لها، ثم تعامله كما تعامل محارمها.
16 ـ سفر المرأة مع عصبة من النساء الثقات ـ بزعمهن ـ بدون محرم، ومثله أن يكون مع إحداهن محرم، فيزعمن أنه محرم عليهن جميعاً!.
17 ـ أخذ المكس -أي ضريبة الجمارك- من الحجاج القاصدين لأداء فريضة الحج.
18 ـ صلاة المسافر ركعتين كلما نزل منزلاً، وقوله: اللهم أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين.
19 ـ قراءة المسافر في كل منزل ينزله سورة الإخلاص، إحدى عشرة مرة وآية الكرسي مرة، وآية {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} مرة.
20 ـ الأكل من فَحاً -يعني البصل- كل أرض يأتيها المسافر.
21 ـ قصد بقعة يرجو الخير بقصدها، ولم تستحب الشريعة ذلك، مثل المواضع التي يقال: إن فيها أثر النبي صلى الله عليه وسلم، كما يقال في صخرة بيت المقدس، ومسجد القدم قبليّ دمشق، وكذلك مشاهد الأنبياء والصالحين [وقد صح عن عمر رضي الله عنه أنه رأى الناس في حجته يبتدرون إلى مكان، فقال: "ما هذا؟" فقيل: "مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقال: "هكذا هلك أصحاب الكتاب، اتخذوا آثار أنبيائهم بيعاً، من عرضت له منكم فيها الصلاة فليصل، وإلا فلا يصل"].
22 ـ شهر السلاح عند قدوم تبوك.
بدع الإحرام والتلبية وغيرها:
23 ـ اتخاذ نعل خاصة بشروط معينة معروفة في بعض الكتب.
24 ـ الإحرام قبل الميقات.
25 ـ الاضطباع عند الإحرام.
26 ـ التلفظ بالنية.
27 ـ الحج صامتاً لا يتكلم.
28 ـ التلبية جماعة في صوت واحد.
29 ـ التكبير والتهليل بدل التلبية.
30 ـ القول بعد التلبية: "اللهم إني أريد الحج فيسره لي وأعني على أداء فرضه وتقبله مني، اللهم إني نويت أداء فريضتك في الحج، فاجعلني من الذين استجابوا لك.....".
31 ـ قصد المساجد التي بمكة، وما حولها، غير المسجد الحرام، كالمسجد الذي تحت الصفا، وما في سفح أبي قبيس، ومسجد المولد، ونحو ذلك من المساجد التي بنيت على آثار النبي - صلى الله عليه وسلم -.
32 ـ قصد الجبال والبقاع التي حول مكة، مثل جبل حراء، والجبل الذي عند منى، الذي يقال: إنه كان فيه الفداء، ونحو ذلك.
33 ـ قصد الصلاة في مسجد عائشة بـ (التنعيم).
34 ـ التصلب أمام البيت [وهو فيما يبدو مسح الوجه والصدر باليدين على الوجه التصليب].
بدع الطواف:
35 ـ الغسل للطواف.
36 ـ لبس الطائف الجورب أو نحوه لئلا يطأ على ذرق الحمام، وتغطية يديه لئلا يمس امرأة.
37 ـ صلاة المحرم إذا دخل المسجد الحرام تحية المسجد[وإنما تحيته الطواف، ثم الصلاة خلف المقام كما تقدم عنه صلى الله عليه وسلم من فعله.
وانظر القواعد النورانية لابن تيمية (101)].
38 ـ قوله: نويت بطوافي هذا الأسبوع كذا كذا.
39 ـ رفع اليدين عند استلام الحجر كما يرفع للصلاة.
40 ـ التصويت بتقبيل الحجر الأسود.
41 ـ المزاحمة على تقبيله، ومسابقة الإمام بالتسليم في الصلاة لتقبيله.
42 ـ تشمير نحو ذيله عند استلام الحجر أو الركن اليماني.
43 ـ قولهم عند استلام الحجر: اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك.
44 ـ القول عند استلام الحجر: اللهم إني أعوذ بك من الكبر والفاقة، مراتب الخزي في الدنيا والآخرة.
45 ـ وضع اليمنى على اليسرى حال الطواف.
46 ـ القول قبالة باب الكعبة: اللهم إن البيت بيتك، والحرم حرمك، والأمن أمنك، وهذا مقام العائد بك من النار، مشيراً إلى مقام إبراهيم - عليه السلام -.
47 ـ الدعاء عند الركن العراقي: اللهم إني أعوذ بك من الشك والشرك، والشقاق والنفاق، وسوء الأخلاق ، وسوء المنقلب في المال والأهل والولد.
48 ـ الدعاء تحت الميزاب: اللهم أظلني في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك...
إلخ.
49 ـ الدعاء في الرَّمَل: اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً، وسعياً مشكوراً، وتجارة لن تبور، يا عزيز يا غفور.
50 ـ وفي الأشواط الأربعة الباقية: رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم.
51 ـ تقبيل الركن اليماني.
52 ـ تقبيل الركنين الشاميين والمقام واستلامهما.
53 ـ التمسح بحيطان الكعبة والمقام.
54 ـ التبرك بالعروة الوثقى: وهو موضع عال من جدار البيت المقابل لباب البيت، تزعم العامة أن من ناله بيده، فقد استمسك بالعروة الوثقى.
55 ـ مسمار في وسط البيت، سموه سرَة الدنيا، يكشف أحدهم عن سرته ويتبطح بها على ذلك الموضع، حتى يكون واضعاً سرته على سرة الدنيا.
56 ـ قصد الطواف تحت المطر، بزعم أن من فعل ذلك غفر له ما سلف من ذنبه.
57 ـ التبرك بالمطر النازل من ميزاب الرحمة من الكعبة.
58 ـ ترك الطواف بالثوب القذر.
59 ـ إفراغ الحاج سؤره من ماء زمزم في البئر وقوله: اللهم إني أسألك رزقاً واسعاً، وعلماً نافعاً، وشفاء من كل داء..
60 ـ اغتسال البعض من زمزم.
61 ـ اهتمامهم بزمزمة لحاهم، وزمزمة ما معهم من النقود والثياب لتحل بها البركة.
62 ـ ما ذكر في بعض كتب أنه يتنفس في شرب ماء زمزم مرات، ويرفع بصره في كل مرة وينظر إلى البيت!
بدع السعي بين الصفا والمروة:
63 ـ الوضوء لأجل المشي بين الصفا والمروة بزعم أن من فعل ذلك كتب له بكل قدم سبعون ألف درجة!
64 ـ الصعود على الصفا حتى يلصق بالجدار.
65 ـ الدعاء في هبوطه من الصفا: اللهم استعملني بسنة نبيك، وتوفني على ملته، وأعذني من مضلات الفتن ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
66 ـ القول في السعي: رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأغر الأكرم، اللهم اجعله حجاً مبروراً، أو عمرة مبرورة، وذنباً مغفوراً، الله أكبر ثلاثاً...
إلخ [نعم قد صح منه موقوفاً على ابن مسعود وابن عمر: رب اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم كما تقدم (الفقرة 55 ص 28)].
67 ـ السعي أربعة عشرة شوطاً بحيث يختم على الصفا.
68 ـ تكرار السعي في الحج أو العمرة .
69 ـ صلاة ركعتين بعد الفراغ من السعي.
70 ـ استمرارهم في السعي بين الصفا والمروة، وقد أقيمت الصلاة حتى تفوتهم صلاة الجماعة .
71 ـ التزام دعاء معين إذا أتى مِنى كالذي في [الإحياء]، "اللهم هذه منِى فامنن علي بما مننت به على أوليائك وأهل طاعتك".
وإذا خرج منها: "اللهم اجعلها خير غدوة غدوتها قط" الخ...
بدع عرفة:
72 ـ الوقوف على جبل عرفة في اليوم الثامن ساعة من الزمن احتياطاً خشية الغلط في الهلال.
73 ـ إيقاد الشمع الكثير ليلة عرفة بمنى.
74 ـ الدعاء ليلة عرفة بعشر كلمات ألف مرة: سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في البحر سبيله...
الخ.
75 ـ رحيلهم في اليوم الثامن من مكة إلى عرفة رحلة واحدة.
76 ـ الرحيل من منى إلى عرفة ليلاً.
77 ـ إيقاد النيران والشموع على جبل عرفات ليلة عرفة.
78 ـ الاغتسال ليوم عرفة.
79 ـ قوله إذا قرب من عرفات، ووقع بصره على جبل الرحمة: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
80 ـ قصد الرواح إلى عرفات قبل دخول وقت الوقوف بانتصاف يوم عرفة.
81 ـ التهليل على عرفات مئة مرة، ثم قراءة سورة الإخلاص مئة مرة، ثم الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم يزيد في آخرها: "وعلينا معهم مئة مرة".
82 ـ السكوت على عرفات وترك الدعاء.
83 ـ الصعود إلى جبل الرحمة في عرفات.
84 ـ دخول القبة التي على جبل الرحمة، ويسمونها: قبة آدم، والصلاة فيها، والطواف بها كطوافهم بالبيت.
85 ـ اعتقاد أن الله تعالى ينزل عشية عرفة على جمل أورق، يصافح الركبان، ويعانق المشاة.
86 ـ خطبة الإمام في عرفة خطبتين يفصل بينهما بجلسة كما في الجمعة .
87 ـ صلاة الظهر والعصر قبل الخطبة .
88 ـ الأذان للظهر والعصر في عرفة قبل أن ينتهي الخطيب من خطبته.
89 ـ قول الإمام لأهل مكة بعد فراغه من الصلاة في عرفة: أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر.
90 ـ التطوع بين صلاة الظهر والعصر في عرفة.
91 ـ تعيين ذكر أو دعاء خاص بعرفة، كدعاء الخضر عليه السلام الذي أورده في [الإحياء] وأوله: "يا من لا يشغله شأن عن شأن، ولا سمع عن سمع..." وغيره من الأدعية، وبعضها يبلغ خمس صفحات من قياس كتابنا هذا!
92 ـ إفاضة البعض قبل غروب الشمس.
93 ـ ما استفاض على ألسنة العوام أن وقفة عرفة يوم الجمعة تعدل اثنتين وسبعين حجة!
94 ـ التعريف الذي يفعله بعض الناس من قصد الاجتماع عشية يوم عرفة في الجوامع، أو في مكان خارج البلد، فيدعون، ويذكرون، مع رفع الصوت الشديد، والخطب والأشعار، ويتشبهون بأهل عرفة.
بدع المزدلفة:
95 ـ الإيضاع -الإسراع- وقت الدافع من عرفة إلى مزدلفة.
96 ـ الاغتسال للمبيت بمزدلفة.
97 ـ استحباب نزول الراكب؛ ليدخل مزدلفة ماشياً توقيراً للحرم.
98 ـ التزام الدعاء بقوله إذا بلغ مزدلفة: اللهم إن هذه مزدلفة جمعت فيها ألسنة مختلفة، نسألك حوائج مؤتنفة..
الخ ما في [الإحياء].
99 ـ ترك المبادرة إلى صلاة المغرب فور النزول في المزدلفة، والانشغال عن ذلك بلقط الحصى.
100 ـ صلاة سنة المغرب بين الصلاتين، أو جمعها إلى سنة العشاء والوتر بعد الفريضتين كما يقول الغزالي.
101 ـ زيادة الوقيد ليلة النحر وبالمشعر الحرام.
102 ـ إحياء هذه الليلة.
103 ـ الوقوف بالمزدلفة بدون بيات.
104 ـ التزام الدعاء إذا انتهى إلى المشعر الحرام بقوله: اللهم بحق المشعر الحرام، والبيت الحرام، والركن والمقام، أبلغ روح محمد منا التحية والسلام، وأدخلنا دار السلام يا ذا الجلال والإكرام "هذا الدعاء مع كونه محدثاً ففيه ما يخالف السنة، وهو التوسل إلى الله بحق المشعر الحرام والبيت....، وإنما يتوسل إليه تعالى بأسمائه وصفاته، وقد نص الحنفية على كراهية القول: اللهم إني أسألك بحق المشعر الحرام...
الخ كما في حاشية ابن عابدين وغيرها وانظر كتابنا التوسل: أنواعه وأحكامه".
105 ـ [قول الباجوري (318)]: ويسن أخذ الحصى الذي يرميه يوم النحر من المزدلفة وهي سبع والباقي من الجمرات تؤخذ من وادي محسِّر.
بدع الرمي:
106 ـ الغسل لرمي الجمار.
107 ـ غسل الحصيات قبل الرمي.
108 ـ التسبيح أو غيره من الذكر مكان التكبير.
109 ـ الزيادة على التكبير قولهم: رغماً للشيطان وحزبه، اللهم اجعل حجي مبروراً، وسعيي مشكوراً، وذنبي مغفوراً، اللهم إيماناً بكتابك، واتباعاً لسنة نبيك.
110 ـ قول بعض المتأخرين: ويسن أن يقول مع كل حصاة عند الرمي: بسم الله، والله أكبر، صدق الله وعده...
إلى قوله {وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.
111 ـ التزام كيفيات معينة للرمي كقول بعضهم: يضع طرف إبهامه اليمنى على وسط السبابة، ويضع الحصاة على ظهر الإبهام كأنه عاقد سبعين فيرميها.
وقال آخر: يحلق سبابته ويضعها على مفصل إبهامه كأنه عاقد عشرة.
112 ـ تحديد موقف الرامي: أن يكون بينه وبين المرمى خمسة أذرع فصاعداً.
113 ـ رمي الجمرات بالنعال وغيرها.
بدع الذبح والحلق:
114 ـ الرغبة عن ذبح الواجب من الهدي إلى التصدق بثمنه، بزعم أن لحمه يذهب في التراب لكثرته، ولا يستفيد منها إلا القليل! [وهذا من أخبث البدع لما فيه من تعطيل الشرع المنصوص عليه في الكتاب والسنة بمجرد الرأي! مع أن المسؤول عن عدم الاستفادة التامة منها إنما هم الحجاج أنفسهم، لأنهم لا يلتزمون في الذبح توجيهات الشارع الحكيم كما هو مبين في (الأصل) (ص 87 ـ 88)].
115 ـ ذبح بعضهم هدي التمتع بمكة قبل يوم النحر.
116 ـ البدء بالحلق بيسار رأس المحلوق.
117 ـ الاقتصار على حلق ربع الرأس.
118 ـ قول الغزالي في [الإحياء]: والسنة أن يستقبل القبلة في الحق.
119 ـ الدعاء عند الحق بقوله: الحمد لله على ما هدانا، وأنعم علينا، اللهم هذه ناصيتي بيدك فتقبل مني،...
الخ.
120 ـ الطواف بالمساجد التي عند الجمرات.
121 ـ استحباب صلاة العيد بمنى يوم النحر.
122 ـ ترك المتمتع السعي بعد طواف الإفاضة.
بدع متنوعة:
123 ـ الاحتفال بكسوة الكعبة.
124 ـ كسوة مقام إبراهيم.
125 ـ رابط الخرق بالمقام والمنبر لقضاء الحاجات.
126 ـ كتابة الحجاج أسماءهم على عمد وحيطان الكعبة وتوصيتهم بعضهم بذلك.
127 ـ استباحتهم المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام ومقاومتهم للمصلي الذي يدفعهم.
128 ـ مناداتهم لمن حج بـ (الحاج).
129 ـ الخروج من مكة لعمرة تطوع.
130 ـ الخروج من المسجد الحرام بعد الطواف الوداع على القهقرى.
131 ـ تبييض بيت الحجاج بالبياض (الجير) ونقشه بالصور، وكتب اسم الحاج وتاريخ حجه عليه.
بدع الزيارة في المدينة المنورة:
هذا، ولما كان من السنة شد الرحل إلى زيارة المسجد النبوي الكريم والمسجد الأقصى -أعاده الله إلى المسلمين قريباًـ لما ورد في ذلك من الفضل والأجر وكان الناس عادة يزورونهما قبل الحج أو بعده، وكان الكثير منهم يرتكبون في سبيل ذلك العديد من المحدثات والبدع المعروفة عند أهل العلم، رأيت من تمام الفائدة أن أسرد ما وقفت عليه منها تبليغاً وتحذيراً، فأقول:
132 ـ قصد قبره صلى الله عليه وسلم بالسفر "والسنة قصد المسجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد...» الحديث، فإذا وصل إليه وصلي التحية زار قبره صلى الله عليه وسلم".
ويجب أن يُعلم أن شد الرحل لزيارة قبره عليه الصلاة والسلام وغيره شيء، والزيارة بدون شد الرحل شيء آخر، خلافاً لما شاع عند المتأخرين، وفيهم بعض الدكاترة، من الخلط بينهما، ونسبتهم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى خصوصاً، والسلفيين عموماً؛ أنهم ينكرون مشروعية زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو إفك مبين.
وراجع التفصيل إن شئت في ردنا على الدكتور البوطي الذي نشر تباعاً في مقالات متسلسلة في مجلة التمدن الإسلامية.
ثم صدرت في رسالة خاصة بعنوان: دفاع عن الحديث النبوي...
، وقد أعيد طبعها بالأوفست قريباً والحمد لله.
133 ـ إرسال العرائض مع الحجاج والزوار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتحميلهم سلامهم إليه.
134 ـ الاغتسال قبل دخول المدينة المنورة.
135 ـ القول إذا وقع بصره على حيطان المدينة: اللهم هذا حرم رسولك، فاجعله لي وقاية من النار، وأماناً من العذاب وسوء الحساب .
136 ـ القول عند دخول المدينة: بسم الله وعلى ملة رسول الله: {رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا} [الإسراء من الآية: 80].
137 ـ إبقاء القبر النبوي في مسجده.
138 ـ زيارة قبره صلى الله عليه وسلم قبل الصلاة في مسجده.
139 ـ استقبال بعضهم القبر بغاية الخشوع واضعاً يمينه على يساره كما يفعل في الصلاة، فريباً منه أو بعيداً عند دخول المسجد أو الخروج منه.
140 ـ قصد استقبال القبر أثناء الدعاء.
141 ـ قصد القبر للدعاء عنده رجاء الإجابة.
142 ـ التوسل به - صلى الله عليه وسلم - إلى الله في الدعاء.
143 ـ طلب الشفاعة وغيرها منه.
144 ـ قول ابن الحاج في [(المدخل) (1/ 159)] أن من الأدب: أن لا يذكر حوائجه ومغفرة ذنوبه بلسانه عند زيارة قبره صلى الله عليه وسلم لأنه أعلم منه بحوائجه ومصالحه!!
145 ـ قوله أيضاً [(1/ 264)]: لا فرق بين موته عليه السلام وحياته في مشاهدته لأمته، ومعرفته بأحوالهم ونياتهم، وتحسراتهم وخواطرهم!!
146 ـ وضعهم اليد تبركاً على شباك حُجْر قبره صلى الله عليه وسلم وحلف بعضهم بذلك بقوله: وحق الذي وضعت يدك شباكه، وقلت: الشفاعة يا رسول الله!!
147 ـ وتقبيل القبر أو استلامه أو ما يجاور القبر من عود ونحوه "وقد أحسن الغزالي رحمه الله تعالى حين أنكر التقبيل المذكور، وقال [(1/ 244)]: "إنه عادة النصارى واليهود.
فهل من معتبر؟!.".
148 ـ التزام صورة خاصة في زيارته صلى الله عليه وسلم ، وزيارة صاحبيه، والتقيد بسلام ودعاء خاص، مثل قول الغزالي: "يقف عند وجهه صلى الله عليه وسلم ويستدبر القبلة، ويستقبل جدار القبر....
ويقول: السلام عليك يا رسول الله..." فذكر سلاماً طويلاً، ثم صلاة ودعاء نحو ذلك في الطول قريباً من ثلاث صفحات "والمشروع هو: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا عمر، كما كان ابن عمر يفعل، فإن زاد شيئاً يسيراً مما يلهمه ولا يلتزمه، فلا بأس عليه إن شاء الله تعالى".
149 ـ قصد الصلاة تجاه قبره.
150 ـ الجلوس عند القبر وحوله للتلاوة والذكر.
151 ـ قصد القبر النبوي للسلام عليه دبر كل صلاة [وهذا مع كونه بدعة وغلواً في الدين، ومخالفاً لقوله عليه الصلاة والسلام: «لا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا علي حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني»؛ فإنه سبب لتضييع سنن كثيرة، وفضائل غزيرة، ألا وهي الأذكار ، والأوراد بعد السلام، فإنهم يتركونها ويبادرون إلى هذه البدعة.
فرحم الله من قال: "ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة"].
152 ـ قصد أهل المدينة زيارة القبر النبوي كلما دخلوا المسجد أو خرجوا منه.
153 ـ رفع الصوت عقب الصلاة بقولهم: السلام عليك يا رسول الله.
154 ـ تبركهم بما يسقط مع المطر من قطع الدهان الأخضر من قبة القبر النبوي!
155 ـ تقربهم بأكل التمر الصيحاني في الروضة الشريفة بين المنبر والقبر.
156 ـ قطعهم من شعورهم، ورميها في القنديل الكبير القريب من التربية النبوية.
157 ـ مسح البعض بأيديهم النخلتين النحاسيتين الموضوعتين في المسجد غربي المنبر [ولا فائدة مطلقاً من هاتين النخلتين، وإنما وضعتا للزينة، ولفتنة الناس، وقد أزيلتا أخيراً والحمد لله].
158 ـ التزام الكثيرين الصلاة في المسجد القديم وإعراضهم عن الصفوف الأولى التي في زيادة عمر وغيره.
159 ـ التزام زوار المدينة الإقامة فيها أسبوع حتى يتمكنوا من الصلاة في المسجد النبوي أربعين صلاة، لتكتب لهم براءة من النفاق ، وبراءة من النار [والحديث الوارد في ذلك ضعيف لا تقوم به حجة، وقد بينت علته في [السلسلة الضعيفة ـ 364] فلا يجوز العمل به؛ لأنه تشريع، لا سيما وقد يتحرج من ذلك بعض الحجاج كما علمت ذلك بنفسي، ظناً منهم أن الوارد فيه ثابت صحيح، وقد تفوته بعض الصلوات فيه، فيقع في الحرج وقد أراحه الله منه].
160 - قصد شيء من المساجد والمزارات التي بالمدينة وما حولها، بعد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم إلا مسجد قُباء.
161- تلقين من يعرفون بــ"المزوِّرين" جماعات الحجاج بعض الأذكار والأوراد عند الحجرة أو بعيداً عنها بالأصوات المرتفعة، وإعادة هؤلاء ما لُقنوا بأصوات أشد منها.
162- زيارة البقيع كل يوم، والصلاة في مسجد فاطمة رضي الله عنها.
163- تخصيص يوم الخميس لزيارة شهداء أحد.
164- ربط الخرق بالنافذة المطلة على أرض الشهداء .
165- التبرك بالاغتسال في البركة التي كانت بجانب قبورهم.
166- الخروج من المسجد النبوي على القهقرى عند الوداع.
بدع بيت المقدس:
167 - قصد زيارة بيت المقدس مع الحج وقولهم: قدس الله حجتك.
168 - الطواف بقبة الصخرة تشبهاً بالطواف بالكعبة.
169 - تعظيم الصخرة بأي نوع من أنواع التعظيم، كالتمسح بها وتقبيلها، وسوق الغنم إليها لذبحها هناك، والتعريف بها عشية عرفة، والبناء عليها ن وغير ذلك.
170- زعمه أن هناك على الصخرة أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم، وأثر عمامته، ومنهم من يظن أنه موضع قدم الرب سبحانه وتعالى.
171 - زيارتهم المكان الذي يزعمون أنه مهد عيسى عليه السلام.
172 - زعمهم أن هناك الصراط والميزان، وأن السور الذي يضرب به بين الجنة والنار هو ذلك الحائط المبني شرقي المسجد.
174 - تعظيم السلسلة أو موضعها.
175 - الصلاة عند قبر إبراهيم الخليل عليه السلام.
176 - الاجتماع في موسم الحج لإنشاد الغناء ، والضرب بالدف في المسجد الأقصى.
وهذا آخر ما تيسر جمعه من بدع الحج والزيارة، أسأله تبارك وتعالى أن يجعل ذلك عوناً للمسلمين على اقتفاء أثر سيد المرسلين، والاهتداء بهديه.
و "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك".