أعائشُ ما لأهلكِ لا أراهمْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أعائشُ ما لأهلكِ لا أراهمْ | يُضيعونَ الهِجانَ مع المُضيعِ |
و كيف يضيعُ صاحبُ مدفئاتٍ | على أثباجهنَّ من الصقيعِ |
يبادِرْنَ العِضاة بمُقْنَعاتٍ | نواجذهنَّ كالحدإ الوقيعِ |
لمالُ المرءِ يُصلِحْهُ فَيُغني | مفاقرهُ أعفُّ من القنوعِ |
يسُدُّ بهِ نوائبَ تَعْتَريهِ | منَ الأيامِ كالنهلِ الشروعِ |
ألا تلكَ ابنة ُ الأمويَّ قالتْ : | أراكَ اليومَ جِسْمُك كالرَّجيعِ |
كأنَّ نطاة َ خيبرَ زودتهُ | بَكُورَ الوِرْدِ ريِّثة القُلوعِ |
و لو أنيّ أشاءُ كننتُ نفسي | إلى لَبّاتِ هَيْكلة ٍ شَمُوعِ |
تلاعبني إذا ما شئتُ خودٌ | على الأَنْماطِ ، ذاتُ حشى ً قَطيعِ |
كأنَّ الزعفرانَ يمعصميها | وباللَّباتِ نضحٌ دمٍ نَجيعِ |
و لكنيّ إلى تركات قومي | بقيتُ وغادروني كالخليع |
تصيبهم وتخطئني المنايا | و أخلفُ في ربوعٍ عنْ ربوعِ |
أعائشُ ! هل يقربُ بينِ وصلي | ووصلِكِ مِرجمٌ خاظي البضيعِ |
كأنَّ حبالهُ والرحلَ منهُ | على عِلْجٍ رعى أُنُفَ الربيعِ |
وخَرْقٍ قد جعلتُ بهِ وسادي | يديْ وجناءَ مجفرة ِ الضلوعِ |
عُذافِرة ٍ كأنَّ بِذِفْريَيْها | كحيلاً بضَّ منْ هرعٍ هموعِ |
إذا ما أَدْلَجتْ وَصَفَتْ يداها | لها إدلاجَ ليلة َ لا هجوعِ |
مروحٍ تغتلي بالبيد حرفٍ | تكادُ تطيرُ من رأْيِ القطيعِ |
تَلوذُ ثعالِبُ الشَّرَفَيُنِ منها | كما لاذَ الغريمُ من التبيعِ |
نماها العزُّ في قطنٍ نماها | إِلى فَرْخينِ في وَكْرٍ رَفيعِ |
كمِشْحاجٍ أَضرَّ بِخانقاتٍ | ذوابلَ مثلَ أخلاقِ النسوعِ |
كأَنَّ سحيلَة ُ في كلِّ فَجٍّ | تَغَرُّدُ شارِبٍ ناءٍ فَجوعِ |
يَعنُّ له بِمِذْنَبِ كلِّ وادٍ | إذا ما الغيْثُ أخضل كلَّ رِيعِ |
كقضب النبعِ من نحصٍ أوابٍ | صَوَتْ مِنْهُنَّ أقراطُ الضُّروعِ |
وسقنَ لهُ بروضهِ واقصاتٍ | سِجالَ الماءِ في حَلَقٍ مَنيعِ |
إِذا ما استافَهنَّ ضربْنَ منهُ | مكانَ الرمحِ من أنف القدوعِ |
و قد جعلتْ ضغائنهنَّ تبدو | بما قد نالهنَّ بلا شفيعِ |
مُدِلاّتٌ يُرِدْن النأْيَ منهُ | وهُنَّ بعيْنِ مُرتَقِبٍ تَبوعِ |
كأنَّ متونهنَّ مولياتٍ | عِصِيُّ جناحِ طالبة ٍ لَموعِ |
قليلاً ما تريثُ إذا استفادَتْ | غريضَ اللحمَ من ضَرِمٍ جَزُوعِ |
فما تنفكُّ بين عويرضاتٍ | تجرُّ برأسِ عِكْرِشَة ٍ زَموعِ |
تطاردُ سِيدَ صاراتٍ ويوماً | على خزانِ قاراتِ الجموعِ |
ترى قِطعاً من الأحناشِ فيهِ | جماجمهنَّ كالخشلِ النويعِ |
أطارَ عقيقَهُ عنهُ نُسالاً | و أدمجَ دمجَ ذي شطنٍ بديعِ |