ماذا يهيجكَ من ذكرِ ابنة ِ الراقي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ماذا يهيجكَ من ذكرِ ابنة ِ الراقي | إذْ لا تزالُ على همًّ وإشفاقِ ؟ |
قامتْ تريكَ أثيثَ النَّبْتِ مُنسَدِلاً | مثلَ الأساودِ قد مُسِّخْنَ بالفاقِ |
ماذا يَهيجُكَ؟ لا تسلى تذكُّرَها | ولا تجودُ بموْعودٍ لمُشتاقِ |
هل تسليَّنك عنها اليومَ إذْ شَحَطتْ | عَيْرانَهٌ ذاتُ إِرْقالٍ وإِعْناقِ |
حرفٌ صموتُ السرى إلاّ تلفتها | بالليلِ في سأدٍ منها وإطراقِ |
جلذية ٌ بقتودِ الرحلِ ناجية ٌ | إِذا النجومُ تدلّتْ عندَ تَخْفاقِ |
وإن رمْيتَ بها في طامسٍ دَأَبتْ | إذا ترقرقَ آلٌ بعدَ رقراقِ |
حنتْ على سكة ِ الساري فجاوبها | حمامة ٌ من حمامٍ ذاتُ أطواقِ |
لمّا استفاضَ لها الوادي وأَلْجَأَها | من ذي طوالة َ في عوجاءَ ميفاقِ |
ظلتْ تسوقُ بأعلى عينها علماً | من جوَّ رقدٍ رأتهُ غيرَ منساقِ |
تخدي يداها ورجلاها على شركٍ | سحَّ النَّجاءِ بهِ من بارقٍ باقِ |
كادَتْ تُساقِطُني والرَّحْلَ أنْ نطقتْ | حمامة ٌ فدعتْ ساقاً على ساقِ |
إليْكَ أشكو ـ عَرابَ ـ اليومَ خَلَّتنا | يا ذا السؤددِ الباقي |
أنتَ الأميرُ الذي تحنو الرؤوس لهُ | قماقمُ القومِ من بَرٍّ وآفاقِ |
أنتَ المُجلّي عن المكْروبِ كُرْبتَهُ | و الفاتحُ الغلَّ عنهُ بعدَ إيثاقِ |
والشاعِبُ الصَّدْعَ لا يُرجى تَلاؤمُهُ | و الهمَّ تفرجه من بعدِ إغلاقِ |
في بيتِ مأثرة ٍ عزًّ ومكرمة ٍ | سبّاقُ غاياتِ مجدٍ وابنُ سبّاقِ |
ضَخْمُ الدَّسيعة ِ مِتلافٌ أخو ثِقة ٍ | جَزْلُ المواهبِ ذو قيلٍ ومِصْداقِ |
فقدْ أتاني بأنْ قدْ كنتَ تغضبُ لي | و وقعة ٌ منك حقٌ غيرُ إبراقِ |
فسرني ذاك حتى كدتُ من فرحٍ | أساورُ الطودج أو أرمي بأوراقِ |
فسوْفَ يَلْقاهُ منّي ـ إنْ بقيتُ لَهُ ـ | لاقٍ بأحسنَ ما يلقى به اللاقي |