لَواعِجُ الحُبِّ أُخفيها وَأُبديها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لَواعِجُ الحُبِّ أُخفيها وَأُبديها | والدَّمْعُ يَنشُرُ أَسْراري وَأَطْويها |
وَلَوْعَة ٌ كَشَباة ِ الرُّمْحِ يُطْفِئُها | تَجَلُّدي وَأُوارُ الشَّوقِ يُذكيها |
إِحْدى كِنانَة َ حَلَّتْ سَفْحَ كاظِمَة ٍ | غَداة َ سألَ بِظُعْنِ الحَيِّ واديها |
فَلَسْتُ أدري أَمِنْ دَمْعٍ أُرَقْرِقُهُ | أَمْ مِنْ مَباسِمِها ما في تَراقيها |
ذَكَرْتُ بِالرَّمْلِ مِنْ حُزْوَى رَوادِفَها | وَالعَيْنُ تَمْرَحُ عَبْري في مَغانيها |
بحيثُ تَرشَحُ أُمُّ الخِشْفِ واحِدَها | على مَذانِبَ تَرْعى في مَحانيها |
دارٌ على عَذَباتِ الجِزْعِ ناحِلَة ٌ | تُميتُها الرِّيحُ والأَمطارُ تُحْييها |
حَيَّيْتُها وَجُفونُ العَيْنِ مُتْرَعَة ً | بِأَدْمُعٍ رَسَبَتْ فيها مَآقيها |
وَقَلَّ لِلدّارِ منّي مَدْمَعٌ هَطِلٌ | وَعَبْرَة ٌ ظَلْتُ في رُدْني أُواريها |
فقد نَضَوْتُ بِها الأَيَّامَ ناضِرَة ً | تُغْني عَنِ السَّحَرِ الأَعْلى لَياليها |
أَزْمانَ أَخْطِرُ في بُرْدَيْ هَوى ً وَصِباً | بِلِمَّة ٍ يُعْجِبُ الحَسْناءَ داجيها |
فَانْجابَ لَيْلُ شَبابٍ كنتُ آلَفُهُ | إذ لاحَ صُبْحُ مَشيبي في حَواشيها |
يا سَرْحَة َ القاعِ رَوَّاكِ الحَيا غَدَقاً | مِنْ دِيمة ً هَطَلَتْ وُطْفاً عَزاليها |
زُرْناكِ وَالظِّلُّ أَلْمى فَاسْتُريبَ بِنا | ولم يُنِخْ عِنْدَكِ الأَنْضاءَ حاديها |
وَمَسْرَحُ المُهْرَة ِ الدَّهْماءِ مُكْتَهِلٌ | لَوْ كانَ بِالرَّوْضَة ِ الغَنَّاءِ راعيها |
لَوَيْتُ عَنْهُ عِناني وَهْيَ تَجْمَحُ بي | وَالبيضُ مُرْتَعِداتٌ في غَواشيها |
مُهْرَ الفَزارِيِّ غُضَّ الطَّرْفَ عن نُغْبٍ | يُروي بِها إبِلَ العَبْسِيِّ ساقيها |
فقد نَمَتْكَ جيادٌ لا تُلِمُّ بِها | حَتّى تَرى السُّمْرَ مُحْمَرّاً عَواليها |
كَأَنَّ آذانَها الأَقلامُ جارِيَة ً | بِما نبا السَّيْفُ عَنْهُ في مَجارِيها |
منها النَّدى وَالرَّدى فالمُعْتفونَ رَأَوْا | أَرْزاقَهُمْ مَعَ آجالِ العِدا فيها |
بِكَفِّ أَرْوَعَ لَمْ يَطْمِحْ لِغايَتِهِ | ثَواقِبُ الشُّهُبِ في أَعْلى مَساريها |
يُمْطي ذُرا الشَّرَفِ العاديِّ هِمَّتَهُ | مُلْقى ً على الأَمَدِ الأَقصى مَراسيها |
ذو سُؤْدَدٍ كَأَنابيبِ القَنا نَسَقٍ | في نَجْدَة ٍ من دماءِ الصِّيدِ تُرْويها |
يُزْهى بِها الدَّهْرُ وَالأيّامُ مُشْرِقَة ٌ | تَهُزَّ في ظِلِّهِ أَعْطافَها تيها |
وَعُصْبَة ٍ مُلِئَتْ أَسْماعُهُمْ كَلِماً | ظَلِلْتُ أَخْلُقُها فيهِمْ وَأَفْريها |
أُوطَأْتُهُمْ عَقِبي إذ فُقْتُهُمْ حَسَبا | بِراحَة ٍ يَرْتَدي بِالنُّجْحِ عافيها |
فَقُلِّدَ السَّيْفَ يَوْمَ الرَّوْعِ طابِعُهُ | وَأُعطيَ القَوْسَ عِنْدَ الرَّميِ باريها |
أَرى أُهيلَ زماني حاوَلوا رُتَبي | وَلِلِنُّجومِ ازوِرارٌ عَنْ مَراقيها |
وَلِلصُّقَورِ مَدى ً لا تَرْتَقي صُعُداً | إليهِ أَغْرِبَة ٌ تَهْفو خَوافيها |
لولا مَساعيكَ لم أَهْدِرْ بِقافِيَة ٍ | يكادُ يَسْتَرْقِصُ الأَسْماعَ راويها |
إذا وَسَمْتُ بِكَ الأَشْعارَ أَصْحَبَ لي | أَبِيهُّا فيكَ وَانْثالَتْ قَوافيها |