حقا أقول لقد تبلت فؤادي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حَقّاً أقُولُ: لَقَدْ تَبَلْتَ فؤادي، | وأطَلْتَ مُدّةَ غَيّيَ المُتَمَادِي |
بجَوًى مُقيمٍ، لَوْ بَلَوْتَ غَليلَهُ | لَوَجَدْتَهُ غَيرَ الجَوَى المُعتادِ |
وَلَقد عرفت جَوَى الهَوَى في مُنّتي، | وََرأيتَ طاعَةَ قَلبيَ المُنْقَادِ |
والحبُّ شكود للنّفُوسِ يَسُرُّني | سهو العَوَائِدِ عَنْهُ، وَالعُوّادِ |
هل أنتَ صَارِفُ شَيبَةٍ، إنْ غَلّستْ | في الوَقْتِ، أو عَجِلَتْ عن المِيعادِ |
جَاءَتْ مُقَدَّمَةً أمَامَ طَوَالعٍ، | هَذي تُرَاوِحُني، وتلكَ تُغَادِي |
وأخو الغَبينَةِ تَاجرٌ في لِمّةٍ، | يَشْرِي جَديدَ بَيَاضِهَا بسَوَادِ |
لا تَكذِبَنّ فَمَاالصّبَا بمُخَلَّفٍ | فينَا وَلا زَمَنُ الصّبَا بمُعَادِ |
وَأرَى الشّبابَ على غَضَارَةِ حُسنِه | وجماله ، عَدَداً منَ الأعْدَادِ |
إنّ الخلافَةَ أحمَدَتْ منْ أحمَدٍ | شيَماً، أُنافُ بها على الإحْمَادِ |
مَلِكٌ، تُحَيّيهِ المُلُوكُ، وَدونَهُ | سيمَا التّقَى، وَتَخَشُّعُ الزُّهَادِ |
وقذت موالاة الصيام تصرفا | من لحظ ظمآن الهواجر صاد |
مُتَهَجّدٌ يُخفي الصّلاةَ، وقد أبى | إخفَاءَها أثَرُ السّجُودِ البَادِي |
سَمحُ اليَدينِ، إذا احتَبَى في مجلِسِ | كانَ النّدى صِفةً لذاكَ النّادِي |
أُنْظُرْ إلَيْهِ، إذا تَلَفّتَ مُعْطياً | نَيْلاً، وَقُلْ في البَحْرِ والوُرّادِ |
وإذا تَكَلّمَ فاستَمَعْ من خُطبَةٍ، | تَجْلُو عَمَى المُتَحَيّرِ المُرْتَادِ |
أفضَى إلَيْهِ المُسْلِمُونَ فصَادَفُوا | أدْنَى البَرِيّةِ منْ تُقًى وَسَدادِ |
بفَضِيلَةٍ في النّفسِ تُوصَلُ عندَهُ | بفَضَائِلِ الآبَاءِ، والأجْدَادِ |
وَمَحَلّةٍ تَعلُو، فتَسقُطُ، دونَها | هِمَمُ العِدَى، وَنَفَاسَةُ الحُسّادِ |
وَزَنُوا الأصَالَةَ من حِجَاهُ، وإنّما | وَزَنُوا بها طَوْداً منَ الأطْوَادِ |
وَوَرَاءَ ذاكَ الحِلْمِ لَيثُ خَفيّةٍ، | من دونِ حَوْزَتهمْ، وَحَيّةُ وَادِ |
مُتَيَقّظٌ عُصِمَتْ بَوَادِرُ أمْرِهِ | بعُرًى من الرّأيِ الأصِيلِ، شِدادِ |
كالسّيفِ في ذاتِ الإلَهِ، وَقد يُرَى | كرماً كَفَرْعِ النّبعَةِ المُنْآدِ |
رَاعٍ، أرَاهُ الحَقُّ قَصْدَ سبيله، | فَغَدا يُناضل دونَه وَيُرَادي |
وَدّتْ رَعيّتُهُ لوَ أنّ لَيَالِياً | قَدُمَتْ بهِ في المُلْكِ، والميلادِ |
تَبعتْ بَنو العَبّاسِ هَديَ مُوَفَّقٍ | ثَبْتِ البَصِيرَةِ، بالمَحَجّةِ هَادِ |
مُسْتَجْلِبٍ لَهُمُ اجتهَادَ نَصِيحَةٍ | منْ أوْلِيَائِهِمِ، وَذُود أعَادِ |
وكأنّهُمْ، لَمّا اقتَفَوْا آثاره، | تَبعُوا ضِيَاءَ الكَوْكَبِ الوَقّادِ |
يَنسَى الذّنُوبَ، وما تَقادَمَ عهدُها، | مُلقَى الضّغَائِنِ، دارِسَ الأحقادِ |
تَعفُو لعَفْوِ الله عَنْكَ تَحَرّياً، | والعَفْوُ خَيرُ خَلائقِ الأمْجادِ |
بَلَغَ احْتياطُكَ وَفْدَ كلّ قَبيلَةٍ، | وأغاثَ عَدْلُكَ أهلَ كلّ بلادِ |
لاَ تَخلُ من عَيشٍ يكُرُّ سرُورُهُ، | أبَداً، وَنيْرُوزٍ عَلَيْكَ مُعَادِ |
وَبَقيتَ يَفديكَ الأنَامُ، وإنّهُ | لَيَقِلُّ للمُفْدَى قدر الفَادِي |
أخشَى الخَرَاجَ وَقد دَعوْتُ لعِظمه | مَلِكَ المُلُوكِ، وَرَافدَ الرُّفّادِ |