ألعيش في ليل داريا إذا بردا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ألْعَيْشُ في لَيْلِ دارَيّا، إذا بَرَدَا، | والرّاحُ نَمزُجُهَا بالمَاءِ مِنْ بَرَدَى |
قُلْ للإمَامِ، الذي عَمّتْ فَوَاضِلُهُ | شَرْقاً وَغَرْباً فَما نُحصِي لَهَا عدَدَا |
ألله وَلاّكَ عَنْ عِلْمٍ خِلاَفَتَهُ، | وَالله أعْطَاكَ مَا لَمْ يُعْطِهِ أحَدَا |
وَمَا بَعَثتَ عِتَاقَ الخَيْلِ في سفرٍ، | إلاّ تَعَرّفْتَ فيهِ اليُمْنَ والرَّشَدَا |
أمّا دِمَشْقُ، فقَدْ أبدَتْ مَحَاسِنَها، | وَقَدْ وَفَى لكَ مُطْرِيها بِمَا وَعَدا |
إذا أرَدْتَ مَلأتَ العَينَ مِنْ بَلَدٍ، | مُستَحسَنٍ، وَزَمَانٍ يُشبِهُ البَلَدا |
يُمسِي السّحابُ على أجبالِها فِرَقاً، | ويُصْبِحُ النّبْتُ في صَحَرائِهَا بَدَدا |
فَلَسْتَ تُبْصِرُ إلاّ وَاكِفاً خَضِلاً، | أوْ يَانِعاً خَضِراً، أو طَائِراً غَرِدا |
كأنّما القَيْظُ وَلّى بَعدَ جِيئَتِهِ، | أوِ الرّبيعُ دَنَا مِنْ بَعْدِ مَا بَعَدا |
يا أكثرَ النّاسِ إحساناً وأعرَضَهُمْ | سَيْباً وأطْوَلَهُمْ في المَكرُماتِ يَدَا |
مَا نَسألُ الله إلاّ أنْ تَدُومَ لكَ النَّـ | ـعْمَاءُ فِينَا، وأنْ تَبقَى لَنَا أبَدَا |