أرشيف الشعر العربي

شط من ساكن الغوير مزاره

شط من ساكن الغوير مزاره

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
شَطَّ مِنْ ساكِنِ الغُوَيْرِ مَزَارُهْ، وَطَوَتْهُ البِلادُ، فالله جَارُهْ
كلَّ يوْمٍ عن ذي الأرَاكِ خَليطٌ، يُلتَوَى وَصْلُهُ، وَتَعْفُو دِيَارُهْ
فَسَقاهُمْ، وَإنْ أطالَتْ نَوَاهُمْ خِلْفَةُ الدّهرِ، لَيْلُهُ وَنَهارُهْ
كلَّ جَوْنٍ إذا ارْتقى البرْقُ فيهِ، أُوقِدَتْ للعُيُونِ بالمَاءِ نَارُهْ
إنْ أقَامَ ارْتَوَى الظِّمَاءُ، وَإنْ سا رَ أقامَتْ، أنيقَةً، آثَارُهْ
باتّفاقٍ من خُضرَةِ الرّوْضِ نَضرٍ، وَاختِلافٍ يُجِدُّهُ نُوّارُهْ
كَسُفُورِ الفَتاةِ عن حُسْنِ وجه، يتَكافَا ابْيضَاضُهُ وَاحمِرَارُهْ
عِيلَ صَبرُ المُحِبّ مِمّا يُلاقِيـ ـهِ، وَلا غَرْوَ أنْ يُعالَ اصْطِبارُهْ
يَبتَغي المَرْءُ وَقْفَةَ العَيشِ وَالعَيـ شُ سِجَالٌ، كَثيرَةٌ أطْوَارُهْ
لا يَهِمّنّكَ التّمَاسُكُ مِنْ رَأ يِ مُعَنًّى، قُصَارُهْ إقْصَارُهْ
قد يحولُ المُشتاقُ عن مُبرِحِ الشّوْ قِ، وَيَنْزَاحُ شَجْوُهُ وَادّكَارُهْ
لَيتَ شِعرِي عَنِ اللئيم إذا ليـ ـمَ على فَرْطِ بُخلِهِ، ما اعتذارُهْ؟
وَالجَوَادُ المَوْصُوفُ لَوْ لمْ يَعِبْهُ شِحُّهُ بالفَعَالِ، وَاسْتِئْثَارُهْ
عَوّلَتْ بي عَلى عَليٍّ خِلالٌ، فيهِ، مِنْها عُلُوُّهُ وَفَخَارُ
طَلَبَتْ سَعيَهُ الرّجالُ، وَيأبَى الـ ـبَحرُ إلاّ ألايُخاضَ غِمارُهْ
يَدُهُ، أوْ لِسَانُهُ شَغَلَ الحَا دِثَ، وَالسّيفُ مَتنُه أوْ غِرَارُهْ
ألْمُرَجّى نَوَالُهُ، وَالمعَلّى بَيتُهُ، وَالكَرِيمُ، عِتقاً، نِجَارُهْ
أنْجَبَتْهُ أحْرَارُ فَارِسَ حُرّ الـ ـنفسِ، وَالبيْتُ خَيرُهُ أحْرَارُهْ
لَهُمُ رَغْبَةٌ تُساقُ إليْهِ، وَرِضًى، حينَ تُبْتَلَى أخْبَارُهْ
وَمَدارٌ عَلَيْهِ وَالفَلَكُ الضّخْـ ـمُ على كَوْكَبِ الشّماكِ مدارُهْ
أفْرَصَتْهُ العُلا، فأصْبَحَ يَخْتَا رُ اصْطِفَاءً منها الذي يَخْتَارُهْ
لمْ يكنْ وَسْمُهُنّ قَرْضاً يُؤدّيـ ـهِ، وَلا رِقُّهُنّ عِلْقاً يُعَارُهْ
غُرّ مِنْهُ الجُهّالُ، حتى تَرَدّوا، وَقَديماً أرْدى الجَهولَ اغْتِرَارُهْ
بَدَأْوا غَفْلَةً، وَثَنّوا بحَينٍ، وَانصِداعُ الزّجاجِ ثمّ انكِسارُهْ
يَتَقضَى ضَمَانُهُ دَرَكَ الخَطْـ ـبِ وَبُعدِي على الزّمانِ جِوارُهْ
نِعْمَ بادي الفَعالِ، يُرْجى جَداهُ، وَرِباطُ التّدبيرِ، يُخشَى انْتِشارُهْ
فَمتى فاضَ مِنْ أكُفّ بَني الفَيّا ضِ نَيلٌ، فالنِّيلُ وَاستِبحارُهْ
يَحْتَوي نَشرَهمْ، وقدْ ملأوا الأرْ ضَ نُجودُ العاقُولِ، أوْ أغوَارُهْ
أنْزَلَتْهُمْ فيهِ دِيارَ إيَادٍ، وَقعَاتُ الصّفيحِ تَدْمَى شِفَارُهْ
مَنْزِلٌ لا تَزَالُ تَسْري إلَيْهِ طُرُقُ الرَّغْبِ، قائِماتٍ مَنارُهْ
كَمْ أضَافُوا خَليفَةً فيهِ فَخماً، وَأميراً ضَخماً، يخابُ حِوَارُهْ
وَإذا النّهْرَوَانُ سَاحْ عَلَيْهِمْ، وَتَقَرّتْ رِباعَهُمْ أنْهَارُهْ
رَاحَ عَنْهُ الزّيْتُونُ مُتّسِعَ الأفْـ ـيَاءِ، وَالنّخْلُ بَاسِقاً جُمّارُهْ
أكْمَلَ الله في أبي الحَسَنِ الحُسْـ ـنَى، التي أُغرِيَتْ بها أوْطَارُهْ
سَيّدٌ دَأبُهُ لَنَا الدْهْرَ وَفْزٌ، مِنْهُ إنْفَاقُ مُجْتَدٍ وادّخَارُهْ
لا يَزَلْ رَائِدُ الحَوَادِثِ مُلْغًى عَنكَ، يَعدُوكَ رَيْبُهُ وَعِثَارُهْ
كَمْ فَقيدٍ مِنَ التِّلادِ إذا نَقّـ ـبَ عَنْ شَانِهِ، فَعِندكَ ثَارُهْ
أثَرٌ عَنْ مُحَمّدٍ يَأثَرُ المَجْـ ـدَ عَلَيكَ، اقتِفاؤهُ وَاقتِفارُهْ
قَدْ تَطَوّلْتَ بالكَثيرِ، وَنَقْصٌ بيَ إذْ كنتُ، فوْقَه، استكثارُهْ
فابقَ أُنْساً لَنا، فَما ضَحِكَ الدْهـ ـرُ إلَيْنَا، إلاّ وَعَنكَ افتِرَارُهْ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (البحتري) .

أعوذ ببدر من فراق الحبيب

قل لابن دينار رسيل القطر

جعلت فداءك من كل سوء

كفاني الله شرك يا صدود

مرنت مسامعه على التفنيد


مشكاة أسفل ٢