مغاني سليمى بالعقيق ودورها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مَغَاني سُلَيْمَى بالعَقيقِ، وَدُورُها | أجَدَّ الشّجى إخلاقُها، وَدُثُورُهَا |
وَمَا خِلْتُهَا مَأخُوذَةً بصَبَابَتي | صَحائفُ تُمحى، بالرّياحِ، سُطورُهَا |
وتَخشَى بإلا يُخلِدَ الدّهرُ حُبَّنَا، | وَما كلُّ ما تَخشَى النّفوسُ يَضِيرُهَا |
عَذيرِيَ مِنْ بَينٍ تَعَرّضَ بَيْنَنَا | عَلى غَفْلَةٍ مِنْ دَهْرِنا، وَعَذيرُهَا |
يحُلُّ غُرُورُ الوَعْدِ مِنها عَزِيمَتي، | وَأحْلى مَوَاعيدِ النّسَاءِ غَرُورُهَا |
وَألحاظُ وَطْفاوَينِ، إنْ رُمْتُ نِيّةً | أجَدَّ فتوراً، في عظامي، فتُورُهَا |
تُزَيّدُني الأيّامُ مَغْبُوطَ عِيشَةٍ، | فيُنقِصُني، نَقصَ اللّيالي، مُرُورُهَا |
وَألحَقَني بالشَّيبِ، في عُقرِ دارِهِ، | مَناقِلُ في عَرْضِ الشّبابِ أسِيرُهَا |
مَضَتْ في سوادِ الرّأسِ أُولى بَطالَتي، | فدَعني يُصَاحبْ وَخطَ شيبي أخيرُهَا |
وَما صَرَعَتْني الكأسُ حتى أعانَها | عَليّ، بعَيْنَيْهِ الغَداةَ، مُديرُهَا |
تُطيلُ سَهَادِي حِلّةٌ مَا أَرِيمُهَا، | وَمَوْعِدُ نوميِ حِلّةٌ ما أطُورُهَا |
وَأطرَيتَ لي بَغدادَ إطرَاءَ مادِحٍ، | وَهَذي لَياليهَا، فَكيفَ شُهُورُهَا |
وَمَا صَاحبي إلاّ الحُسَامُ وَبَزُّهُ، | وَإلاّ العَلَنْداةُ الأمونُ، وَكُورُهَا |
وَكنتُ متى تُحطَطْ عِجَالُ رَكائبي | إلى الأرْضِ، لا يُحجَبْ عليّ أمِيرُهَا |
تُوَقّعُني الدار الشَّطونُ أحُلُّهَا، | وَيُبْهَجُ بي أهْلُ البِلادِ أزُورُهَا |
حَنَانَيكَ مِنْ هَولِْ البَطائحِ سائراً | إلى خَطَرٍ، وَالرّيحُ هَوْلٌ دَبُورُهَا |
لَئِنْ أوْحَشَتني جُبَّلٌ وَخُصُاصُها، | لَمَا آنَسَتني وَاسِطٌ وَقُصُورُهَا |
وَإنّ المَهارِي إنْ تُعَوَّذْ، من السُّرَى، | بسَيبِ ابنِ بِسطامٍ يُجِرْها مُجيرُهَا |
أخٌ لي، متى استَعْطَفْتُهُ أو َحَنَوْتُهُ، | فنَفْسِي إلى نَفْسِي أظَلُّ أصُورُهَا |
إذا ما بَدَا خَلّى المَعَالي دَخيلُهَا، | وَأنسَى، صَغيرَ المَكرُماتِ، كبيرُهَا |
وَتَبيَضُّ وَجْهاً للسّؤالِ، وَأحْسَنُ الـ | ـغُيومِ، إذا استَوْفاهُ لحظٌ، صَبيرُهَا |
وَإنْ غُمّ أخْبَارُ العَطَاياِ، فبِشْرُهُ | مُؤدٍّ إلَيْنَا وَقْتَهَا وَبَشيرُهَا |
إذا ذُكرَتْ أسلافُهُ، وَتُشُوهِرَتْ | أمَاكِنُها، قُلتُ: النّجومُ قُبُورُهَا |
وَما المَجدُ في أبناءِ جَرزانَ، إذْ رَسَا، | بِعَارِيّةٍ يَنْوِي ارْتِجَاعاً مُعيرُهَا |
بَنُو بِنتِ سَاسَانَ التي أُمّهَاتُهَا | نِسَاءُ رُؤوسِ الخَالِعِينَ مُهُورُهَا |
متى جِئتُهُمْ، من عُسرَةٍ، دفعوا يدي | إلى اليُسرِ بالأيدي، المِلاءِ بحُورُهَا |
إذا ماتَتِ الأرْضُ ابتَدَوْها، كأنّما | إلَيهمْ حَياها، أوْ علَيهمْ نُشورُهَا |
وَدونَ عُلاهُمْ للمُسامينَ بَرْزَخٌ، | إذا كُلّفَتْهُ العِيزُ طَالَ مَسِيرُهَا |
يَحُفّونَ مَرْجُوّاً، كَأنّ سُيُوبَهُ | سُيُوحُ العرَاقِ غُزْرُها وَوُفُورهَا |
تُنَاطُ بهِ الدّنيْا، فَإنْ مُعضِلٌ عَرَا | كَفَى فيهِ وَالي سُلطَةٍ وَوَزِيرُهَا |
بتَدْبيرِ مأمُونٍ عَلى الأمْرِ، رَأيُهُ | ذَكِيرٌ، وَأمضَى المُرْهِفاتِ ذَكيرُهَا |
تُحَاطُ قَوَاصِي المُلْكِ فيهِ وَتَسكنُ الـ | ـرّعِيّةُ مُلْقَاةً إلَيْهِ أُمُورُهَا |
وَذو هاجسٍ لا يحجُبُ الغَيبُ دونَهُ، | تُرِيهِ بُطُونَ المُشْكلاتِ ظُهُورُهَا |
نَعُودُ إلى المَأثُورِ مِنْ فَعَلاتِهِ | فتَأتمُّهَا في الأمْرِ، أوْ نَستَشيرُهَا |
وتكمي زجاج الرأى حتى أوانها | لديه كما يكنز الزجاج جفيرها |
إذا اغتَرَبتْ أكرُومَةٌ منهُ لم تَجِدْ | مِنَ الناسِ، إلاّ قائلاً: ما نَظيرُهَا |
إذا قلت فت الطول بالقول ثنية | دوافع من بحر سريع كرورها |
أمَا وَمِنى، حَيثُ ارْجَحنّ تَبيعُها، | وَأوْفَى مُطِلاًّ فوْقَ جَمعٍ ثَبيرُهَا |
لقَد كوثِرَتْ منكَ القَوَافي بمُنعِمٍ، | يُكَايِلُهَا، حتّى يَقِلّ كَثيرُهَا |
فإنْ حسرَتْ عن فَضْلِ نُعمى، فإنّهَا | مَطَايَا يُوَفّيكَ البَلاغَ حَسِيرُهَا |
أُحبُّ انتِظارَاتِ المَوَاعِدِ، وَالتي | تَجيءُ اخْتِلاساً لا يَدومُ سُرُورُهَا |
وَإنّ جِمَامَ المَاءِ يَزْدادُ نَفْعُهَا، | إذا صَكّ أسماعَ العِطاشِ خَرِيرُهَا |
وَوَشْكُ النّجاحِ كالسَّميّ، هَوَاطِلاً، | يُضَاعِفُ وَسْمِيّاتِهِنّ بُكُورُهَا |