هزيع دجى في الرأس بارده بدر
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هزيع دجى في الرأس بارده بدر | وليل جلاه لا صباح ولا فجر |
ولمة مشتاق ألم مشيبها | على حين لم يود الشباب ولا العمر |
فقصرت، إن الشيب من عدل حكمه | وإن كان جوراً أن يقال لك القصر |
فما جار في تلك المدامع دمعها | لنازلة إلا وحادثها نكر |
على أنه يعتادني متأوب | من الشوق ما يخبو له في الحشاجمر |
وما ظلم الشوق الجوانح، إنما | غدا ظالما للشوق شيبي والدهر |
أما وأبي الأيام ما خاف معلق | بأسباب خضر صرف حادثة تعرو |
ولا ضر أرضاً جادها جود كفه | فأمرعها ألا يصوب بها القطر |
ولما حبا أرض العراق بقربه | طما بحره فيها ونائله الغمر |
وصابت بأكناف الحجاز غمامة | تنائف لا خمس لديها ولا عشر |
ولم يخل من وجود ولا صوب عارض | له أفق في الأرض ناء، ولا قطر |
فغيثت رفاق المحرمين بحيث لا | غياث يرجى لا بكي ولا نزر |
شهدت لقد شاهدت ذاكم، وإنه | ليقصر عن مقدار ذلكم الأجر |
ولما قصدنا سر من را تضاءلا | ولا خضر يقري فيهما، البدو والحضر |
وحصت أماني المعتفين بحيث لا | يحاذر بأساء الحياة ولا الفقر |
وحيث يذم الغيث، والغيث حافل | وتستقصر الدنيا، ويستخلج البحر |
وحيث ترى الآمال يسرحن في المنى | ولا الروض مرعاها هناك ولا الزهر |
لدى ملك أثرى من المجد والغنى | بأن لم ير الإثراء أن يفر الوفر |
عميد ولاة الأمر من آل هاشم | إذا جلت الجلى، أو انثغر الثغر |
يؤيد منها كل ما ضاق أيدها | به، ويداوي كل ما عز أن يبرو |
هو الجبل الراسي الذي اعترفت له | رجال نزار وهي راغمة صفر |
إذا ما اشرأبت حط من غلوائها | مكارمه اللاتي لها يسجد الفخر |
فأقسمت بالركب الذين تدرعوا | من الليل إقطاع السرى وهم سفر |
على أينق مثل القسي سواهم | ضوامر لاحتها الهواجر والقفر |
بكل معراة السباريت سملق | ومجهولة تيه مخارمها غبر |
إلى أن أطافوا بالحطيم، وضمهم | غداة الطواف البيت والركن والحجر |
لو الأمر يضحى في سوى آل هاشم | لكان بلا شك يكون له الأمر |
بك أطأدت أركان وائل، واغتدى | له المسمع الموفي على الناس والذكر |
فلو أنشر الشيخان بكر وتغلب | لما عددا مجداً كمجدك يا خضر |
وما رام مسعاك امرؤ في ارتقائه | إلى سؤدد إلا تغوله بهر |
وأقعده عن نيل مجدك إنه | تضاءل عن لألائه الأنجم الزهر |
إذا جالت الأفكار فيك تبينت | بأنك لا تحوي مكارمك الفكر |
وكيف يطيق الشعر ذاك، وإنما | عن الفكر ينبي القول أو ينطق الشعر |