بات عهد الصبا وباقي جديده
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بَاتَ عَهْدُ الصّبَا وَباقي جَديدِهْ، | بَينَ أعْوازِ طَالِبٍ وَوُجُودِهْ |
ولما قد تقاويان من اللهـ | ـو بيان في بيض فود وسوده |
وَعَجيبٌ طَرِيفُ ذا الشَعَرِ الأ | بيِضِ أبدَى خُلُوقَةً من تليدهْ |
هل مبك على الشباب بمستغـ | ـزر دمع الأسى على مفقوده |
زَمَناً ما أعَاضَ مَذْمُومُهُ الآ | تي بَديلاً نَرْضَاهُ مِن مَحمُودِهْ |
فَائِتاً مَا نَسُومُ رَجْعَةَ ماضِيـ | ـهِ وَلا نَرْتَجي دُنُوّ بَعيدِهْ |
مِنْكَ طَيفٌ ألَمّ وَالأفْقُ مَلآ | نُ منَ الفَجرِ وَاعتراضِ عَمودِهْ |
زَائِرٌ أشرَقَتْ لزَوْرَتِهِ أغْـ | ـوَارُ ارْضِ العِرَاقِ بَعدَ نجُودِهْ |
أرَبُ النّفْسِ كُلُّهُ وَمَتَاعُ الـ | ـعَينِ في خَدّهِ، وَفي تَوْرِيدِهْ |
مُعطِياً مِنْ وِصَالِهِ في كرَى النّوْ | مِ الذي كانَ مانِعاً في صُدودِهْ |
يَقَظَاتُ المُحِبّ ساعَاتُ بُؤسَا | هُ، نُعمَاءُ عَيشُهُ في هُجودِهْ |
مَا نَرَى خِلفَةَ اللّيالي تُرِينَا | شَرَفاً مثلَ بأسِ خُضرٍ وَجُودِهْ |
وَالعُلا سُلّمٌ، مَرَاقيهِ خِطا | بُ أبي عامِرٍ إلى مَسْعُودِهْ |
دَلْهَميٌّ، إذا ادلَهَمّ دُجى الخَطْـ | ـبِ كَفَتْ فيهِ شُعلَةٌ من وُقُودِهْ |
حَسَبٌ لوْ كَفَى منَ المَجدِ كافٍ، | لاكتَفَى مُستَزِيدُهُ مِنْ مَزِيدِهْ |
يَتَقَرّى الغادي رِبَاعَ سَمَاحٍ، | مِنْ نَصِيبينِهِ إلى بَرْقَعِيدِهْ |
سَيْدٌ مِنْ بَني عُبيَدٍ، مَوَالي الـ | ـنّاسِ من فَوْقِهِمْ شرَاوَى عَبيدِهْ |
نار حرب ترى الأعادي خموداً | حين يرجون راحة من خموده |
بيتهم في عديهم مرتقى مرتقى النجـ | ـم أوان انتهائه في صعوده |
لم تمارس به الأرقم حتى | عرف العاجمون شدة عوده |
مُستَشارٌ في المُعضِلاتِ، إذا ما ارْ | تَفَعَ الخَطْبُ عَن نداءِ وَليدِهْ |
وَمُصِيبٌ مَفاصِلَ الرّأي إنْ حَا | رَبَ كانَتْ آراؤهُ مِن جُنُودِهْ |
قَوّمَتْ عَزْمَهُ الأصَالَةُ، وَالرّمْـ | ـحُ يُقيمُ الثّقّافُ مِنْ تأوِيدِهْ |
كَمْ صَرِيحٍ إلَيه، غَشّتْ بَياضاً | أوْجُهُ المَكْرُماتِ سودَ أُسُودِهْ |
ظاهَرَتْ مِنْ عَتادِهِ تَغْلِبُ الغُلْـ | ـبَ لمَجدِ وكَثّرَتْ من عَديدِهْ |
وَمُعَانٍ مِنَ السّيادَةِ خِرْقٌ، | أجْمَعَتْ وَائِلٌ عَلى تَسْوِيدِهْ |
مَأثُرَاتٌ عَلِقْنَهُ وَمُتَاحُ الـ | ـحَظّ أدْنَى إلى امرِىءٍ من وَرِيدِهْ |
إلتَقَتْ في رَبيعَةَ بنِ نِزَارٍ، | بَينَ أعيَانِها، سَرَاةُ جُدودِهْ |
عَجِلٌ بالذي تُنيلُ يَداهُ، | إنّ بُطْءَ النّوَالِ مِنْ تَنكيدِهْ |
مُشرِقٌ بالنّدى، وَمن حَسَبِ السّيْـ | ـفِ لمستله ضياءُ حَديدِهْ |
ضَحِكاتٌ في إثرِهِنّ العَطَايا، | وَبُرُوقُ السّحابِ قَبلَ رُعُودِهْ |
تَتَقَاضَى وَعيدُهُ نُوَبَ الدّهْـ | ـرِ، وَيَهمي السّحابُ من مَوْعودِهْ |
كادَ مُمتَاحُهُ لسَابِقِ جَدْوَا | هُ يكونُ الإصْدارُ قَبلَ وُرُودِهْ |
يا أبا عَامِرٍ عَمَرْتَ وَلُقّيـ | ـتَ منَ العَيشِ باكرَاتِ سُعُودِهْ |
كُلُّ دَهْرٍ قَدْ ننبا به، أوْ نَرَاهُ، | مُخبرٌ مِنْ سَراتِكْمْ عن عَميدِهْ |
عادَ بَغيُ الأعداءِ هُلكاً، وَقِدْماً | أهلَكَ الحَجْرَ بغيَ أشقى ثَمودِهْ |
وَرَأوْكَ اعتَلَيْتَ فانتَحَرُوا حِقْـ | ـداً عَلى مُبدِىءِ الَعلِو مُعيدِهْ |
حَسَداًٌ في العُلا وَما في جَميعِ الـ | ـنّاسِ أبلى بذي عُلا من حَسودِهْ |
هَاكَهَا ذاتَ رَوْنَقٍ يَتَبَاهَى | وَشْيُها المُسْتَعَادُ عندَ نَشيدِهْ |
كَنْزُ ذِكْرٍ يَزِيدُ فيهِ نمَاءً | أنْ تُجيدوا حِبَاءكمْ لمُجيدِهْ |