أرشيف المقالات

أحداث ما قبل فتح مكة (2)

مدة قراءة المادة : 33 دقائق .
أحداث ما قبل فتح مكة (2)
 
6- قدوم العباس رضي الله عنه:
قدم العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم بالجُحْفة[1] مهاجراً بعياله، وكان قد أسلم قبل فتح خيبر وكتم إسلامه، وأقام في مكة على سقاية البيت والرسول صلى الله عليه وسلم عنه راض[2]، (لعلمه بإسلامه باطنا، وأن إقامته بها لخوفه على ماله وعياله، وكان ينفع المستضعفين بمكة، وبه يثقون)[3]، فكان بقاؤه في مكة لمصلحة الدعوة، فلما أراد الله له الخير وفضيلة الهجرة، غادرها إلى المدينة مهاجرا قبل فتحها[4].
 
7- إسلام بعض زعماء قريش:
أثناء سير الجيش إلى مكة قدم بعض زعماء قريش ممن كانوا حربا شعواء على الإسلام، ومن ألد خصومه وأشدهم عداوة له لمدة عشرين عاماً، فأعلنوا إسلامهم، ففي ثنية العقاب[5] قدم ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب رضي الله عنه[6]، وعبدالله بن أمية بن المغيرة[7] - أخو أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنهما - فالتمسا الدخول عليه، وكلمته أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في ذلك، وشفعت لهما عنده فقال: ((لا حاجة لي فيهما، أما ابن عمي فهتك عرضي، أما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال))[8].
 
وكان أبو سفيان ممن اشتد هجاؤه وأذاه على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين، وأما عبدالله بن أمية فقد كان شديدا على المسلمين مخالفا مبغضا، وفيه وفي غيره من المشركين نزل قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ﴾ [9].
 
فلما علما بإعراض الرسول صلى الله عليه وسلم عنهما قال أبو سفيان - ومعه ابن له: والله ليأذنن رسول الله أو لآخذ بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشاً أو جوعاً.
فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رقَّ لهما فدخلا عليه.
 
وقيل إن علياً رضي الله عنه قال لأبي سفيان: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه، فقل له ما قاله إخوة يوسف ليوسف ﴿ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴾[10]، فإنه لا يرضى أن يكون أحدٌ أحسن قولاً منه.
 
ففعل ذلك أبو سفيان فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾[11]، وقبل منهما إسلامهما.
 
فأنشد أبو سفيان قوله في إسلامه واعتذاره مما كان مضى منه، فقال:






لَعمْركَ إني يومَ أحملُ رايةً
لتغلبَ خيلُ اللاتِ خيلَ محمدِ[12]


لَكالمدلجِ الحَيرانِ أظلمَ ليلُه
فهذا أوانُ الحقِ أُهدى وأهتدِي[13]


أفرُ سريعاً جاهداً عن محمدٍ
وأُدعى ولو لم انتسب لمحمدِ[14]


هم عُصبة من لم يقل بهواهُمُ
وإن كان ذا رأيٍ يُلَم ويُفنَدِ[15]


هداني هاد غيرُ نفسي ونالني
مع اللهِ من طَرَّدتُ كلَّ مُطَرَّدِ






 
فلما أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلى الله من طردت كل مطرد) ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره وقال: ((أنت طردتني كل مطرد))[16].
 
وقد حسن إسلامهما رضي الله عنهما، وانضما لجنود الإسلام وشهدا فتح مكة.
 
وكان أبو سفيان رضي الله عنه ممن ثبته الله مع نبيه صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وكان لا يرفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حياءً منه، وكذلك حسن إسلام عبدالله، وشهد حنين والطائف، ورُمي يومها بسهم فقتله.
 
8- إسلام أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه، وأخذه الأمان لأهل مكة:
عسكر المسلمون في مرِّ الظهران[17]، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم إظهار قوة الجيش الإسلامي وكثرته فأمرهم بأن يوقد كل واحد منهم ناراً[18]، وقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أن يصيب قلوب قريش بالرعب وتتزلزل نفوسهم، حين يرون هذه النيران العظيمة تضيء ظلام الصحراء، ويعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم أتاهم بجيش لا قبل لهم به، فتنهار معنوياتهم ويستسلموا للمسلمين دون أن تُراق الدماء.
 
وكان القلق قد أقضَّ مضجع قريش، وتزايد شعورها بأن هناك خطرا عظيماً وشيك الوقوع، فأرسلت أبا سفيان وحَكيم بن حزام وبُديل بن الورقاء - رضي الله عنهم ولمَّا يسلموا بعد - ليتحسَّسوا لها الأخبار، ففوجئوا بنيران المعسكر، واحتاروا في أمرها، فقال أبو سفيان: ما رأيت كالليلة قط نيراناً ولا عسكراً، فقال بُديل: هذه والله خُزاعة حمشتها الحرب، قال أبو سفيان: خُزاعة أقل وأذل أن تكون هذه نيرانها وعسكرها.
 
فلقيهما العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه وكان مشفقاً على قومه أن يدخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عُنوة، فيكون في ذلك هلاكهم وذلَّهم، فخرج باحثاً عن بعض الحطابة أو صاحب حاجة يأتي أهل مكة، فيخبرهم بمكان الرسول صلى الله عليه وسلم، لعلهم يخرجون إليه ويستأمنوه قبل أن يدخل عليهم، وبينما هو كذلك إذ سمع حوار أبي سفيان مع بُديل، فنادى أبا سفيان فعرفه، فقال له: ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله في الناس، واصباح قريش والله، قال: فما الحيلة فداك أبي وأمي؟ قال: والله لئن ظفر بك ليضربنَّ عنقك.
ثم أردفه خلفه وذهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذ له أمانا.
 
وفي طريقه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لقيهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعرف أبا سفيان فقال: أبو سفيان عدو الله، الحمد لله الذي أمكن منك من غير عقد ولا عهد.
 
وحاول أن يسبقهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيأخذ الإذن بقتله قبل أن يجار، ولكن العباس رضي الله عنه تمكن من أخذ الأمان لأبي سفيان من النبي صلى الله عليه وسلم وبيَّته تلك الليلة في رحله، فلما أصبح غدا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم رضي الله عنه بعد تردد، وشهد شهادة الحق.
 
ونظر العباس إلى نفسية أبي سفيان، ومركزه في قومه، وهو يعلم حبه للفخر، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل له شيئا يعلي منزلته عند قومه، ويجبر انكساره بين يديه، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، وقال: ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن)) ثم أعطي الأمان لسائر أهل مكة بشرط أن يستسلموا ويكفوا أيديهم عن القتال.
 
وبإسلام أبي سفيان رضي الله عنه يسقط أقوى قائد للمشركين بمكة، ثم أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحسم التردد في نفس أبي سفيان، وأن يقطع أي أمل قد يراوده بالوقوف في وجه المسلمين ومقاومتهم، فأمر العباس رضي الله عنه أن يحبسه عند مضيق الجبل، حيث تمر به كتائب الجيش الإسلامي، وكان الهدف من ذلك، أن يرى جنود الله وهم في أوج قوتهم وعلى أتم استعداد لقتالهم، لينقل هذا الوصف إلى قومه فيثبط محاولتهم للمقاومة والصمود أمام المسلمين.
 
وبذلك يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد اطمأن إلى تدهور معنوياتهم، وتخلخل نفسياتهم، وفقدان القدرة على المقاومة والرغبة في القتال، ويستسلموا للرسول صلى الله عليه وسلم دون قتال[19].
 
ونفذ العباس رضي الله عنه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسار الجيش وعرضت القبائل ترفرف عليها راياتها، الواحدة تلو الأخرى والعباس يخبر أبا سفيان عنها، حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء فيها المهاجرون والأنصار، وهي من أعظم الكتائب، فراع منظرها أبا سفيان وتعجب وقال: ما لأحد بهؤلاء قِبل ولا طاقة، والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما.
فقال العباس رضي الله عنه: يا أبا سفيان إنها النبوة.
فقال: فنعم إذاً.
فقال له: النجاء إلى قومك.
فانطلق أبو سفيان رضي الله عنه إلى مكة[20].
 
وقد روى الإمام البخاري رحمه الله بعض هذه الأحداث: (لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشا[21]، خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبُديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة[22]، فقال أبو سفيان: ما هذه لكأنها نيران عرفة؟ فقال بديل بن ورقاء: نيران بني عمرو[23].
فقال أبو سفيان: عمرو أقل من ذلك.
فرآهم ناس من حرس رسول الله فأدركوهم فأخذوهم[24]، فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم أبو سفيان، فلما سار قال للعباس: ((احبس أبا سفيان عند خَطْم الجبل[25] حتى ينظر إلى المسلمين)).
 
فحبسه العباس، فجعلت القبائل تمر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كتيبة كتيبة، قال: يا عباس من هذه؟ قال: هذه غفار.
قال: مالي ولغفار.
ثم مرت جهينة قال مثل ذلك، ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك، ومرت سليم فقال مثل ذلك، حتى مرت كتيبة لم ير مثلها، قال: من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة [26] معه الراية، فقال سعد بن عبادة: يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة[27]، اليوم تستحل الكعبة.
فقال أبو سفيان: يا عباس حبَّذا يوم الذِمار[28].
ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب[29] فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وراية النبي صلى الله عليه وسلم مع الزبير بن العوام فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة، قال ما قال، قال كذا وكذا، فقال: ((كذب سعد[30] ولكن هذا يوم يُعظم الله فيه الكعبة ويوم تُكسَى فيه الكعبة))[31].
 
وعند ابن اسحق رحمه الله أن سعداً رضي الله عنه لما قال مقالته تلك، سمعها رجل من المهاجرين - قال ابن هشام رحمه الله: هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه - فقال: يا رسول الله اسمع ما قال سعد بن عبادة، ما نأمن أن تكون له في قريش صولة.
فقال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه:((أدركه فخذ الراية منه، فكن أنت الذي تدخل بها))[32].
 
وقيل إنه صلى الله عليه وسلم لما أخذ الراية من سعد أعطاها لابنه قيس[33] رضي الله عنهما، ورأى أن اللواء لم يخرج عن سعد إذ صار إلى ابنه[34]، وقيل: إنه أعطاه للزبير بن العوام رضي الله عنه فدخل مكة بلوائين[35].
 
وجمع الحافظ ابن حجر رحمه الله بين هذه الأقوال: بأن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل علياً بأخذها لينزعها ويدخل بها، ثم خشي تغير خاطر سعد، فأمر بدفعها إلى ابنه قيس، ثم إن سعدا خشي أن يقع من ابنه شيء ينكره النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذها منه، فحينئذ أخذها الزبير[36].
 
9- استقبال أهل مكة لخبر غزو الرسول صلى الله عليه وسلم:
مضى أبو سفيان رضي الله عنه إلى مكة مسرعا، فأخبر قريشاً عن قوة المسلمين، وحذرهم من المقاومة والقتال، وأبلغهم بأمان الرسول صلى الله عليه وسلم لهم شرط ألا يقاتلوا، وقال لهم: هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به، وأمرهم باللجوء إلى داره أو إلى المسجد أو إلى بيوتهم، فتفرق الناس إلى بيوتهم[37].
 
10- الزحف إلى مكة:
قرر النبي صلى الله عليه وسلم الزحف إلى مكة، فقسم الجيش الإسلامي، وقام بتوزيع القادة، وقد قسم الجيش إلى ميمنة وجعل عليها خالد بن الوليد رضي الله عنه وأمره أن يدخل من اللِّيط[38] أسفل مكة، وكان معه من القبائل العربية أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة، وأمره أن يغرز رايته عند أدنى البيوت.
 
والقسم الثاني الميسرة وكان عليها الزبير بن العوام رضي الله عنه، وأمره أن يدخل من كَدَاء[39] من أعلى مكة، وأن يغرز رايته بالحجون، ولا يبرح حتى يأتيه، وجعل أبا عبيدة على الرجَّالة، وأمره أن ينصبَّ لمكة في بطن الوادي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من كداء التي بأعلى مكة[40]، ونُصب له هنالك قبة، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم خطته لتطويق مكة من جهاتها الأربع، لتحقيق هدفين في غاية الأهمية:
الهدف الأول: ضمان القضاء على أي مقاومة في أي جهة من مكة.
 
الهدف الثاني: تشتيت قوات قريش وتقسيمها إلى عدة أقسام لمقاومة كل جناح من أجنحة الجيش الإسلامي على انفراد، مما يحرم قريش من تركيز قواتها وحشدها في جبهة واحدة[41].
 
وقد سأل أسامة بن زيد رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن رغبته في النزول بداره بمكة، فقال: (أين تنزل.
في دارك بمكة؟ فقال: ((وهل ترك عقيل[42] من رباع أو دور؟))[43]، ثم اختار موضعاً يذكره بنعمة الله عليه ونصره ومنَّته عليه بهذا الفتح العظيم، فقال: ((منزلنا إن شاء الله إذا فتح الله الخَيْف[44]، حيث تقاسموا على الكفر))[45]، وقد كان لواؤه يوم الفتح أبيض، ورايته[46] سوداء[47].



[1] كانت قرية كبيرة عامرة ومحطة من محطات الحجيج على طريق المدينة، وهي ميقات أهل مصر والشام، وبينها وبين المدينة ست مراحل، وتوجد آثارها شرق مدينة رابغ بحوالي 22 كيلا.
بتصرف، معجم البلدان 2/111، ومعجم المعالم الجغرافية ص 79.


[2] بتصرف، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 4/ 18.


[3] شرح المواهب اللدنية 2/359، وانظر الطبقات الكبرى 4/31.


[4] وقد اختلف في إسلامه رضي الله عنه، فقيل: إنه أسلم قبل بد ر(سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 2/289)، وقيل: قبل الهجرة إلى المدينة (وضعف الإمام الذهبي ذلك في سير أعلام النبلاء 2/80)، وقال الحافظ ابن حجر: (وكان إسلامه على المشهور قبل فتح مكة وقيل قبل ذلك، وليس ببعيد فإن في حديث أنس في قصة الحجاج بن علاط ما يؤيد ذلك) فتح الباري 7/77، سبق تخريج قصة الحجاج ص 80 من هذا البحث، وقد جزم ابن عبدالبر بإسلامه قبل خيبر، الاستيعاب 3/95، وقد رجح ذلك ابن سعد في الطبقات الكبرى 4/18، ومحسن الدوم في مرويات غزوة فتح مكة ص 98، ومهدي رزق الله في السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية ص 563 ولعل هذا هو الصحيح والله أعلم.


[5] وعند ابن هشام نيِق العقاب انظر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم 4/18، وهو موضع بين مكة والمدينة قرب الجُحفة، وقال البلادي: لا يعرف هذا الموضع اليوم وخاصة على الجادة ،بتصرف، معجم البلدان 5/333، ومعجم المعالم الجغرافية ص 320.


[6] هو المغيرة بن الحارث بن عبدالمطلب بن هاشم، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، كان شبيها بالنبي صلى الله عليه وسلم ،شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقال: أرجو أن يكون خلفا من حمزة، قيل أنه حج، فحلقه الحلاق، فقطع ثؤلؤلا في رأسه فمرض منه ومات، قيل أنه مات سنة 15هـ وقيل 20هـ رضي الله عنه.
بتصرف، الاستيعاب 4/83، وسير أعلام النبلاء 1/202، والإصابة 4/90.


[7] هو عبدالله بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي، أمه عاتكة بنت عبدالمطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يقال لأبيه: زاد الركب، كان شديدا على المسلمين وهو الذي قال لأبي طالب عند موته: أترغب عن ملة عبدالمطلب.
شهد الفتح وحنين والطائف واستشهد فيها رضي الله عنه.
بتصرف، الاستيعاب 2/262، والإصابة 2/277.


[8] المستدرك على الصحيحين كتاب المغازي 4/43، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وانظر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 4/18.


[9] سورة الإسراء الآيات 90- 93، وانظر سبب نزول الآيات في تفسير القرآن العظيم 5/117.


[10] سورة يوسف جزء من آية 91.


[11] سورة يوسف جزء من آية 92.


[12] يعني شهود الحرب ودعوته إليها، واللات صنم من أصنام العرب وأراد بخيل اللات: جيش الكفر والشرك، بتصرف حاشية سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 4/18.


[13] يقال: أدْلج: إذا سار أول الليل، وأدِّلج: إذا سار من آخره النهاية في غريب الحديث2/128.


[14] يقصد أنه يبعد بنفسه عن الدخول في الدين.
حاشية سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 4/18.


[15] ينسب إلى الفند، وهو: الكذب.
النهاية في غريب الحديث 3/474.


[16]انظر الرواية في المستدرك على الصحيحين كتاب المغازي 3/44، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وتابعه الذهبي، ودلائل النبوة 5/27- 28، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 4/19.


[17] موضع قرب مكة، وقيل: مَر القرية والظهران هو الوادي، به عيون كثيرة ونخل وهو واد فحل من أودية الحجاز، يمر شمال مكة على 22 كيلا، ويصب في البحر جنوب جدة.
بتصرف، معجم البلدان 5/104، ومعجم المعالم الجغرافية ص 288.


[18]انظر الطبقات الكبرى 2/135، وعيون الأثر 2/219.


[19] بتصرف، العبقرية العسكرية في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم: محمد فرج ص 569، دار الفكر العربي ط: 3، 1977م.


[20] شرح معاني الآثار 3/322، وقال الإمام الطحاوي: هذا حديث متصل الإسناد صحيح، وانظر المطالب العالية 4/244،، والسنن الكبرى: الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي كتاب السير باب فتح مكة 9/119- 120، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد، ط:1، 1356، ودار المعرفة للطباعة والنشر بيروت لبنان.
وقد رويت قصة إسلام أبي سفيان رضي الله عنه باختلاف يسير في كتب السير،انظر المغازي: الواقدي 2/817، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 4/20، وتاريخ الأمم والملوك 2/52، عيون الأثر 2/168


[21] قال الحافظ ابن حجر: ظاهره أنهم بلغهم مسيره قبل خروج أبي سفيان وحكيم بن حزام، لما في رواية ابن اسحق أن الجيش نزل بمر الظهران ولم تعلم بهم قريش، أو يحتمل أنه غلب على ظنهم ذلك لا أنه بلغهم مبلغا حقيقة.
بتصرف، فتح الباري 8/6 ح 4280.


[22] إشارة إلى ما جرت به عادتهم من إيقاد النيران الكثيرة ليلة عرفة.
المرجع السابق 8/7.


[23] يعني خزاعة، ويقصد عمرو بن لحي الخزاعي.
المرجع السابق.


[24] وعند ابن اسحق أن العباس لقيهم فأخذ أبا سفيان ليستأمن له، ويجمع بين القولين أن الحرس أخذوهم فلما رأوا أبا سفيان مع العباس تركوه معه، بتصرف، فتح الباري 8/8.


[25] أي أنف الجبل، وإنما حبسه هناك لكونه مضيقا ليرى الجميع، ولا يفوته رؤية أحد منهم.
المرجع السابق.


[26] هو سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الأنصاري سيد الخزرج، أحد النقباء ليلة العقبة واختلف في شهوده بدرا، كان كاتبا ويحسن العوم والرمي فكان يقال له الكامل، من أهل الجود والكرم فكانت جفنته تدور مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيوت أزواجه، وكان يطعم الثمانين من أهل الصُفة، وكان حامل راية الأنصار إذا خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم، وله مواقف مشهورة في كتب السيرة، سكن دمشق مات رضي الله عنه بحوران سنة 14 ه.
بتصرف، الاستيعاب 2/36، وسير أعلام النبلاء 1/270، والإصابة 2/30،.


[27] أي يوم حرب لا يوجد منه مخلص أي يوم قتل، بتصرف، فتح الباري 8/8.


[28] مراد سعد: يوم المقتلة العظمى، ومراد أبي سفيان بقوله يوم الذمار: أي الهلاك، وقيل يوم الغضب للحريم والأهل والانتصار لهم، وتمنى أبو سفيان أن يكون له يد فيحمي قومه ويدفع عنهم.
المرجع السابق 8/8.


[29] أي أقلها عددا وفي رواية عند الحميدي (أجلّ الكتائب)، وهي أظهر لأن عدد المهاجرين كان أقل من عدد غيرهم من القبائل.
بتصرف، فتح الباري 8/9، وعند ابن اسحق أنها من أعظم الكتائب عدة وعددا، ولعل ذلك باعتبار اجتماع المهاجرين والأنصار فيها.


[30]أطلق الكذب على الإخبار بغير ما سيقع، ولو كان قائله بناه على غلبة الظن وقوة القرينة.
فتح الباري 8/9.


[31] صحيح البخاري كتاب المغازي باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح 5/91.


[32] سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 4/26، وعيون الأثر 2/223 وفيه قال سعد: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشاً.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا سفيان اليوم يوم الرحمة ، اليوم أعز الله فيه قريشا)).


[33] هو قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري الخزرجي، كان حسنا ضخما طويلا إذا ركب الحمار خطت رجلاه الأرض، كان سخيا كريما ومن دهاة العرب من أهل الرأي والمكيدة في الحرب وكان من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير ،ولاه علي إمرة مصر ثم شهد معه صفين، مات في آخر خلافة معاوية رضي الله عنهما بالمدينة.
بتصرف، سير أعلام النبلاء 3/102، الإصابة 3/249.


[34]انظر المصنف: ابن أبي شيبة 14/476 ح 18746، والمغازي: الواقدي 2/822، والطبقات الكبرى 2/135، وعيون الأثر 2/224، وزاد المعاد 3/404.


[35] رواه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية 4/241 وقال فيه ضعف جدا.
وقال في فتح الباري : ولكن جزم موسى بن عقبة في المغازي عن الزهري أنه دفعها إلى الزبير بن العوام 8/9.


[36] بتصرف، فتح الباري 8/9 وذكر حديثا أخرجه البزار بإسناد على شرط البخاري ولفظه: (كان قيس على مقدمة النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة، فكلم سعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصرفه عن الموضع الذي فيه، مخافة أن يقدم على شيء، فصرفه عن ذلك) ، وقد رجح ذلك محسن الدوم في مرويات غزوة فتح مكة ص 116، ومهدي رزق الله في السنة النبوية على ضوء المصادر الأصلية ص 564، ود.
أكرم العمري ص 176، وهو الراجح عندي، وذلك لحرص النبي صلى الله عليه وسلم على مشاعر صحابته، وإكرامه لهم، ولفضل سعد بن عبادة رضي الله عنه في الإسلام، ولعلمه صلى الله عليه وسلم بطاعة الصحابة رضوان الله عليهم ووقوفهم عند أمره.


[37]بتصرف، السنن الكبرى كتاب السير باب فتح مكة 9/121، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 4/221.


[38] هو السهل الذي ينتهي إليه سيل وادي طوى، وهو حي من أحياء مكة يسمى اليوم: التنضباوي أوالطنبداوي، ويمتد هذا السهل حتى يجتمع بوادي إبراهيم في المسفلة عند قوز المكاسة.
بتصرف، معجم المعالم الجغرافية ص 274.


[39] جبل بأعلى مكة، عند المحصَّب، وهو ما يعرف اليوم بريع الحجون، يدخل طريقه بين مقبرتي المعلاه، ويفضي من الجهة الأخرى إلى حي العتيبة وجرول.
بتصرف، معجم البلدان 4/439، ومعجم المعالم الجغرافية ص 261.
ويخلط بين كَداء وكُداً وكُديَّ، وهي ثلاثة مواضع مختلفة وردت في السيرة، فكداً: بضم الكاف وتنوين الدال جبل بأسفل مكة عند ذي طوى وهو ما يعرف اليوم بريع الرسَّام، بين حارة الباب وجرول.
أما كديّ بالتصغير: فهو لمن خرج من مكة إلى اليمن، وهو ريع ما زال يعرف بهذا الاسم يخرج فيه من مسفلة مكة إلى جبل ثور.
بتصرف، معجم البلدان 4/441، ومعجم المعالم الجغرافية ص 262.


[40] كما روى البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم من أعلى مكة 5/93.
وقيل: الحكمة من دخوله من تلك الناحية، أنها لجهة العلو عند الدخول، لما فيه من تعظيم المكان، وعكسه الإشارة إلى فراقه، وقيل: لأن إبراهيم عليه السلام لما دخل مكة دخل منها، وقيل: لأنه صلى الله عليه وسلم خرج منها متخفيا في الهجرة، فأراد أن يدخلها ظاهرا، وقيل: لأن من جاء من تلك الجهة كان مستقبلا البيت..
الخ.
بتصرف، فتح الباري 3/438 ح 1875.


[41] بتصرف، مقال بعنوان :الفن الحربي الإسلامي في فتح مكة: محمد جمال الدين محفوظ، في مجلة الدارة، العدد الثالث السنة الثامنة، ص 31، 1403ه 1983م.


[42] هو عقيل بن أبي طالب بن عبدمناف القرشي الهاشمي، أخو علي وجعفر، وهو أكبر إخوانهم وآخرهم موتا، أبو يزيد، تأخر إسلامه إلى عام الفتح، وقيل أسلم بعد الحديبية وهاجر وحضر مؤتة، أسر يوم بدر ففداه عمه العباس، كان عالما بأنساب قريش ومآثرها وكان الناس يأخذون عنه ذلك بمسجد المدينة، مات رضي الله عنه في خلافة معاوية، وقيل في أول خلافة يزيد.
بتصرف، سير أعلام النبلاء 1/218، والإصابة 2/494.


[43] صحيح البخاري كتاب الحج باب توريث دور مكة وبيعها وشرائها..
الخ 2/157، وكتاب المغازي باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم رايته يوم الفتح 5/92، وتتمة الحديث: ((لا يرث المؤمن الكافر ولا الكافر المؤمن)).
وكان عقيل قد ورث أبا طالب، لأنه كان مشركا مثله، وباع تلك الدور، ولم يرث علي ولا جعفر شيئا.
بتصرف، فتح الباري 8/15.


[44] الخَيف هو ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، وخيف بني كنانة هو المحصَّب وهو بمنى مبتدأ الأبطح.
بتصرف، معجم البلدان 2/412، ومعجم المعالم الجغرافية ص 119.


[45] صحيح البخاري كتاب المغازي باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم رايته يوم الفتح 5/92، والخيف هو ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، وقصد المكان الذي تحالفت فيه قريش ألا يبايعوا بني هاشم ولا يناكحوهم وحصروهم في الشعب.
بتصرف، فتح الباري 8/15.


[46] اللواء والراية مترادفان، قال ابن الأثير: اللواء: الراية ولا يمسكها إلا صاحب الجيش، وموضوع اللواء: شهرة مكان الرئيس.
بتصرف، النهاية في غريب الحديث 4/379.
وقيل: اللواء هو العلم الصغير، والراية الكبير، وقيل العكس، وقيل: الراية: يتولاها صاحب الحرب ويقاتل عليها، واللواء: علامة الجند حول الأمير تدور معه حيث دار.
بتصرف، عون المعبود 7/254 وحاشية صحيح ابن ماجة 2/132.


[47] رواه ابن ماجه في سننه كتاب الجهاد باب الرايات والألوية، 2/941 ح 2818، وقال الشيخ الألباني: حديث حسن، صحيح سنن ابن ماجة 2/133 ح 2274، وروى نحوه في سنن أبي داود كتاب الجهاد باب في الرايات والألوية 3/32 ح 2592، والسنن الكبرى كتاب قسم الفيء والغنيمة باب ما جاء في عقد الألوية والرايات 6/362.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢