إما ألم فبعد فرط تجنب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إمّا ألَمَّ، فبعَدَ فَرْطِ تَجَنُّبِ، | أوْ آبَهُ هَمٌّ، فمِنْ مُتَأوِّبِ |
هَجَرَ المَنَازِلَ بُرْهَةً حتى انبرَتْ | تَثْني عَزِيمَتَهُ مَنَازِلُ زَيْنَبِ |
وَهْوَ الخَليُّ، وإنْ أعِيرَ صَبَابَةً | حتّى يُطَالعَ مَشرِقاً من مَغرِبِ |
إنّ الفِرَاقَ جَلاَ لَنَا عَنْ غَادَةٍ | بَيْضَاءَ، تَجلو عن شَتِيتٍ أشنَبِ |
ألَوتْ بمَوْعِدِها القديم وآيَسَت | منه بِلَيّ بَنَانَةٍ لَمْ تُخضَبِ |
وَأرَتْ عُهُودَ الغَانِيَاتِ صَبَابَتي | آلاً جَرَى وَوَمِيض بَرْقٍ خُلَّبِ |
فعَلاَمَ فَيضُ مَدامعٍ تَدِقُ الجَوَى، | وَعَذابُ قَلبٍ بالحِسانِ مُعَذَّبِ |
وَسُهَادُ عَينٍ مَا يَزَالُ يَرُوقُها | أجيادُ سِرْبٍ، أوْ نَوَاظِرُ رَبرَبِ |
جَزَتِ البَخيلَ وَقد عَثَرْتُ بمنعِهِ | صَفحاً وَقُلتُ رَميّةٌ لمْ تُكْثِبِ |
وعَذَرْتُ سَيْفي في نُبُوّ غِرَارِهِ، | أنّى ضرَبتُ فلَمْ أقعْ بالمَضْرِبِ |
كَمْ مَشْرِقِيٍّ قَدْ نَقَلتُ نَوَالَهُ، | فَجَعَلْتُهُ لي عُدّةً بالمَغرِبِ |
وأحَبُّ آفَاقِ البِلادِ، إلى الفَتَى، | أرْضٌ يَنَالُ بهَا كَرِيمَ المَطْلِب |
وَلَدَى بَنِي يَزْدَاد حَيثُ لَقيتُهُمْ | كَرَمٌ كَغَاديَة السّحابِ الصّيّبِ |
فإذا لَقَيتُهُمُ فمَوْكِبُ أنْجُمٍ | زُهْرٍ، وَعَبدُ الله بَدرُ المَوْكِبِ |
قاسِي الضّمِيرِ على التّلادِ، كأنّما | يَغْدُو على تَفرِيقِ مَالٍ مُذْنِبِ |
حَاطَ الخِلاَفَةَ ناصراً وَمُدَبّراً، | بوَفاءِ مُجْتَهِدٍ، وَعَزْمِ مُجَرّبِ |
وَلَوْ أنّهُمْ نَدَبُوهُ للأُخْرَى، إذاً | دُفعَ اللّوَاءُ إلى الشّجَاعِ المِحرَبِ |
أفْديكَ مِنْ عَتْبِ الصّديقِ، وإنّه | لأشَدُّ مِن كَيدِ العَدُوّ المُجلِبِ |
لاقَيتُ جُودَكَ بالسّماعِ، ودونَنا | شُغْلُ المَهَارِي مِنْ فَضَاءٍ سبسبِ |
وَرَأيْتُ بِشرَكَ والتّنَائِفُ دونَهُ، | واللّيلُ يكشِفُ غَيهَبَاً عن غَيهَبِ |
وَتَبَسّماتِكَ للعَطَاءِ، كأنّها | زهرُ الربيعِ خلالَ رَوْضٍ مُعشِبِ |
هل أنت مُبلِغُني التي أغدو لها | بمُقَلِّصِ السّرْبَالِ أحمرَ مُذهَبِ |
لَوْ يُوقَدُ المِصْبَاحُ منهُ لَسَامَحَتْ | بضِيَائِهِ شِيَةٌ كضوء الكَوْكَبِ |
إمّا أغَرُّ تَشُقُّ غُرّتُهُ الدّجَى، | أوْ أرْثَمٌ كالضّاحِكِ المُستَغرِبِ |
مُتَقَارِبُ الأقْطَارِ، يَملأُ حُسنُهُ | لَحَظاتِ عَينِ النّاظِرِ المُتَعَجِّبِ |
وأُجِلُّ سَيْبُكَ أنْ تكونَ قَناعتي | منهُ بأشقَرَ ساطِعٍ، أو أشهَبِ |
وإذا التَقَى شِعرِي وَجودُكَ يَسّرا نـ | ـّيْلَ الجَزِيلَ، وَثَنّيا بالمَرْكَبِ |